أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد احمد الغريب عبدربه - تاريخ الشفقة لدي نيتشة والثورات العربية














المزيد.....

تاريخ الشفقة لدي نيتشة والثورات العربية


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 17:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تاريخ الشفقة هو تاريخ الخاطئ والغير المبرر لاخلاق السادة، هو طريق ملتوي دفعت به العبيد السادة من اجل النظر الي احوالهم والتعاطف معهم، وهنا يؤطر نيتشة الفيلسوف الالماني لعلاقة السادة بالعبيد علي كافة مستويات التحليل، بشكل مجرد في تاريخ بشري لا يمكنه التلخص من هذه الثنائية الحقيقية، وهي نثائية اخلاق السادة والعبيد، او علاقة الضعيف بالقوي، وهي نفس الثنائية بس بلفظ أخر، لا يخري عن هذه الدائرة الثنائية.
وهذا المنحي النيتشوي يؤكد لنا ان مفاهيم مثل حقوق الانسان والفكر الاصلاحي، والدولة الامة، والافكار السلطوية التي تحابي الشعب والضعفاء، وايضا الافكار الايدولوجية السياسية مثل الديمقراطية والليبرالية،او حتي مفاهيم مثل حوار الحضارات او الثقافات، او فكرة المنظمات الاممية والاغاثية، كل هذا ليس الا نفاقا من السادة والرأسماليين والسلطويين والنخبويين الحاكمين، علي من هم اضعف منهم من الشعوب المقهورة، والافراد الحالمين بحياة افضل، وهذا يعني ان التاريخ ينعوج عن مساره السلطوي والمستقيم بسبب لحظات الضعف هذه من السادة والاقوياء.
وعندما يزداد القوي او الحاكم والسيد في اعطاء مزيد من التنازلات مع المقهورين والضعفاء نجد ان هناك ارادة بدئت تتشكل في الأفق، و من هنا يظهر الصراع بين ارادتين، واحدة قوية ومؤسسة لابعادها المختلفة واخري في اطار التشكيل والتكوين، وهذه لحظة فارقة في تاريخ السادة والارادة القوية، التي تخطط بكل قوتها لمحو هذه الارادة الجديدة من رحم العبيد او الضعيف او المقهور..
وهذا يؤكد انه ليس هناك مفهوم اخلاقي يرتبط خاصة بالحقل السياسي والسلطوي يمكن ان يأخذ مأخذ الجد أو علي هدفه الانساني البحت، أنه مفهوم هش للغاية يعيش في تربة خصبة بالصراعات والتخطيطات الهادفة الي السيطرة واستقرار الاوضاع، لذا يعرف ان السياسة ليس بها اخلاق، وأضيف ان العلاقات الاجتماعية وبين الافراد هي ايضا صورة مصغرة من هذا الصراع الثنائي دون جدال، ولكنه صورة تختبئ وتدار بصيغ اخري اكثير خصوصيا بين فردين او مجموعة من الاشخاص..
وبالنظر الي الثورات العربية، نري ان الشعوب المقهورة ثارت علي الحكام المستبدين، فشعورهم بالظلم وان مستوي الشفقة من الحكام والملوك العرب لم يجدي نفعاً، وهنا ظهرت ارادة الثورة الشعبية، في البلدان العربية واصبحت هناك قوي تقاوم السلطة، وتطلب منها السلطة، واصبحت السلطة موضوع الصراع بين الطرفين، خاصة في الحالة المصرية، تحولت الثورة الي صراع سياسي لوجود طرف قوي وهو الاخوان المسلمون، كانوا يشعرون بالقهر والظلم، ولكنهم ذو شعبية ونفوذ سياسي مكنهم من التنافس والوصول الي سدة الحكم.
وتنافي فعل الشفقة بين النظام القديم والاخوان، واصبح الفعل الثوري الذي تشكل من رحم الشفقة وتكون له ارادة قوية، اصبح فعل صراعي سياسي، واصبح مولدا للمصالح والنفوذ، وليس دافعا للعدالة الاجتماعية والحريات، حتي سقوط الاخوان في ثورة 30 يونيو، تشكلت واجهة سلطوية من تحالفات سياسية وعسكرية ودولتية تحافظ علي وجودها ضد فعل الشفقة والعدالة الاجتماعية، فمحاولات الرئيس المصري السيسي بأخذ الاموال من الاغنياء لصالح الفقراء فشلت، بل قام بالغاء جزء من الدعم، بجانب اصلاحات في رواتب الموظفين الصغار والمعدومين. فرجال الاعمال والقضاة تفهموا انهم في حرب ضد الشفقة التي تؤدي الي اصلاحات وعدالة اجتماعية، ومن ثم نمو ارادة اخري تصارعها.وبالنظر الي الثورة السورية، سنجد ان الصراع امتد الي صراع مسلح بين كل الطوائف والنظام، وهنا تنافي تاريخ الشفقة في الصراع، مما ادي الي اختفاء صفة الثورية بشكل كامل، واصبحت هناك ارادت تتصارع لم يتحدد بعد الارادة القوية التي ستسطير في النهاية، حيث لم يحسم الصراع حتي الآن.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد احمد الغريب عبدربه - تاريخ الشفقة لدي نيتشة والثورات العربية