عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 16:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صديقي القارئ الكريم والعزيزي لا بد من التأكيد أنه وبشهادة كثير من المؤرخين من المفسرين والمحديثن العباسيون خلفاء المسلمين لقرون في بداية تأسيس ملكهم المستبد كانت وسيلة إنتقامهم من خصومهم رميهم بالردة والكفر والزندقة والعجيب أن أحد هؤلاء وبشهادة هؤلاء الثقاة من المحدثين أسوأ من يزيد بن معاوية في شرب المسكر والخمر !! لكنه نفاق السلطة لمشائخ بلاطها وتصفية الخصوم والقضاء هعلى كلﻻ-;-فكر حر جديد أو ساع للتنوير ! هذا دين حكام المسلمين بالأمس واليوم وحتى زوالهم وفناء عروشهم ، الحكام العباسيون قاموا بإنشاء جهاز خاص لتتبع المفكرين والمثقفين والمتنورين وقاموا بقطع رقابهم كما تفع داعش اليوم وصلبهم لترويع وإخافة الناس ! كما هو حال داعش اليوم بجز رقاب الأبرياء بالسكاكين وتصوير إجرامهم ونشره لإرهاب وتخويف المجتمعات !! وما أشبه اليوم بالبارحة !! ؛ ممن قام الخليفة التقي المؤمن الزاهد الورع ناصر السنة والدين وفاتح بلدان الخصوم الخليفة المهدي ! رجل شاعر حكيم قاص زاهد يقال له الشاعر صالح بن عبدالقدوس واتهم بأنه تطاول على النبي وتجرأ ومس جنابه ، وأنه يعرض به في شعره !! ، وقد نقل ابن المعتز قصيدته في كتابه طبقات الشعراء مدللا على زندقة الرجل وقال ابن المعتو بعد نقلهاﻻ-;-في كتابه : عليه لعنة الله إن قالها !!! الرجل ينقل ما نسب للشاعر وليس متيقنا من صحة نسبتها له !! ، الشاعر يعرض بقصة زواج النبي بزينب بنت جحش وأنه أي النبي قد أكره زيد بن حارثة على طلاقها حتى يتسنى له الزواج بها وزيد هو تبن للنبي بالتبني ومولاه قبل الإسلام ، الشاعر الذي قيل هو من قالها اسمه أبو الفضل صالح بنىعبدالقدوس البصري مولى الأزد - قلنا في مقال سابق أن نظام الموالي هو مثل نظام الكفالة المعمول به في بعض دول الخليج اليوم وهو أن كل من دخل الإسلام من العجم لا بد أن يكون له ضامن عربي مسلم !! هذاﻻ-;-في بداية الحكم الملكي الأموي !! ماعلينا ، والأبيات التي نسبت للشاعر وتسببت بقتله بسيف ويد الخليفة بضربة واحدة شطرته لنصفين وكان حين مقتله شيخا كهلا كأم قرفة عندما قتلت لأجل أبيات شعر وهي عجوز طاعنة في السن ! هذه الأبيات لم يثبت قوله لها وسنورد ما قاله الذهبي بشأن براءته والله أعلم !! سأكتفي بثلاثة أبيات بالنقل :
غصب المسكين زوجته فجرت عيناه من درره
ماقضى المسكين من وطر لا ولا المعشار من وطره
عذت بالله اللطيف بنا أن يكون الجور من قدره
هذه القصيدة كانت كافية لمقتل من نسبت له بأبشع طريقة ضربه ضربة واحدة بسيف الخليفة قسمته لقسمين وصلب كل قسم بشطر من بغداد !! ؛ روى الذهبي في الميزان : قال أحمد بن عبدالرحمن بن مغير : رأيت ابن عبدالقدوس في النوم ضاحكا فقلت له : ما فعل الله بك ؟! وكيف نجوت مما ترمى به ؟! ، فقال : وردت على رب ليس تخفى عليه خافية ، وأنه استقبلني برحمته وقال : قد علمت براءتك مما تقذف به .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟