من أروقة الدورة العشرين لمنتدى ساو باولو/ دروس اليسار المستخلصة ومهامه القادمة

رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 23:05
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

عرض: رشيد غويلب
استضافت العاصمة البوليفية "لاباس" في الفترة 25 - 29 آب الفائت اعمال الدورة العشرين لـ"منتدى ساوباولو" لقوى اليسار في بلدان امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي،، تحت شعار "اهزموا الفقر والهجوم الامبريالي المضاد، وحققوا تنمية وتكامل قارتنا" (انظر طريق الشعب العدد 26، في 7 . 9 . 2014 ). وتعد كلمة الافتتاح التي القاها نائب رئيس الجمهورية البوليفي "ألفارو غارسيا لينيرا"، واحدة من اهم المساهمات التي قدمت في المنتدى. وفي تحليله للتطورات الراهنة ، الذي استند في كثير من محاوره على لينين، وضمنه عدة اقتباسات من غرامشي،أشار "لينيرا" إلى أن الليبرالية الجديدة سببت في أقل من 15 عاما تدميراً اقتصادياً واجتماعياً عميقاً. ولكن "يمكننا اليوم القول أن أمريكا اللاتينية انشأت نموذج ما بعد الليبرالية الجديدة. قبل 15 عاما كانت الليبرالية الجديدة كتابا مقدساً، واليوم اصبحت مهملة، والقي بها في مزابل التاريخ، وسوف لن تخرج منها ثانية. لقد تغير العالم، وسيستمر التاريخ. وبواسطة قوة النضال، ومشروع الانتفاضة، الذي ساد عموم القارة، انهارت الايديولوجية، وحكاية نهاية التاريخ الخاطئة". وفي استنتاجه حدد نائب الرئيس البوليفي خمسة نجاحات/ دروس، وخمسة مهام مستقبلية لليسار" للحفاظ على العملية الثورية وتعميقها، ليس فقط في امريكا اللاتينية، بل في اوربا، واسيا، وافريقيا، وفي جميع انحاء العالم".
في الاستنتاج الاول اشار الى كون "الديمقراطية أسلوب ثوري، وليس مجرد مرحلة تسبق الثورة". في حين افترض في السابق ان الديمقراطية هي المرحلة التي تسبق الثورة، وتجربة السنوات الـ 15 الماضية بينت "ان الديمقراطية تحول، ومن الممكن توظيفها كوسيلة، وكفضاء للثورة ذاتها، وهو ما نسميه في بوليفيا بالثورة الديمقراطية". ومع الاشارة الى وجود "حكومة الحركات الاجتماعية" في بوليفيا ، تحدث عن" استناد مجتمعي على الديمقراطية، باعتبارها فضاء ملائماً للهيمنة، اي كما هي عند غرامشي، قيادة فكرية، وقيادة ثقافية، وقيادة ايديولوجية، وقيادة سياسية".
والدرس الثاني بالنسبة لنائب الرئيس هو مفهوم وحدة الحكم والشرعية. ان الحكومات الثورية تكسب استقرارها وقدرتها على الحكم ليس من خلال" "آليات النصر الانتخابي وآليات مؤسسات البرلمان والسلطة التنفيذية واجهزتها، بل من عنصر أساسي آخر، هو استقرار الحكم الثوري، وشرعيتة الثورية، من خلال الحضور الجماهيري والتعبئة الاجتماعية في الشارع".
اما الدرس الثالث فهو القضاء على الليبرالية الجديدة" والدخول في ما يطلق عليه "ما بعد الليبرالية الجديدة"، على الرغم من اننا ننظر بالم ان هذه الايديولوجية، وهذه الآلية ما تزال سائدة في اوربا".
والدرس الرابع يكمن "في البناء الصعب والمتصاعد لفكرة جديدة، والتعبئة لفهم انساني جديد مشترك"، والذي يقوم، ضمن امور اخرى، على مناهضة الامبريالية والاستعمار"، والذي يجري بتركيز مختلف، في بلدان عديدة على" التعددية الاشتراكية ".
والدرس الخامس والاخير يشير الى" الاممية المتجددة"، والتكامل الاقليمي، مثمثلا بالعديد من التحالفات والمنظمات، التي تشكل الهياكل، التي تتيح لامريكا اللاتينية بناء هويتها الخاصة، دون الحاجة للولايات المتحدة الامريكية.

المطلوب تجاوز الرأسمالية

وعلى اساس هذه النجاحات حدد نائب الرئيس البوليفي مهمات اليسار:
- الدفاع عن النجاحات المتحققة وتعميقها
- الدفاع عن النجاحات الاقتصادية، والحفاظ على استقرار نموذج التنمية. ويعني هذا بالنسبة للحكومات اليسارية: ضمان النمو الاقتصادي، وتحقيق ناتج اقتصادي افضل باستمرار، وضمان تأييد المواطنين المتصاعد، وخصوصا "الضعفاء، والمحتاجين، والاكثر اضطهادا،والاكثر تعرضا للاهمال".
- وحدد المهمة الثالثة بضرورة تعزيز النزعات الاشتراكية المشتركة في التجارب اليومية،او كما يقول: " نحن اليوم في فترة انتقالية، والتي نسميها مرحلة ما بعد الليبرالية الجديدة، والتي تطرح خيارين: الاول التحول الى رأسمالية انسانية، تشاركية اجتماعية، ولكنها تبقى راسمالية. او تصبح ما بعد الليبرالية الجديدة جسرا الى مجتمع ما بعد الراسمالية. وسوف لن يكون التطور سهلا، ولن يكون قرار درس واحد، او يوماً واحداً، وسيستغرق الامر عقوداً، ينتهي خلالها مسار مرحلة ما بعد الليبرالية الجديدة الى هذا التحول ، او ذاك. ونحن كثوريين موجودين ليس لادارة رأسمالية جيدة، وانما لابدالها ونفيها بمجتمع اشتراكي تشاركي".
- المهمة الرابعة: " التي امامنا نحن الثوريون، هي القدرة على تجاوز التناقضات التي تبرز خلال العمليات الديمقراطية في مسار الثورة، وهذا النوع من المشاكل، لم يبرز خلال مسار الثورة الصينية، او الثورة البلشفية".
واخيرا يرتبط الامربتحقيق تقدم في التكامل التقني المنتج، الذي يعتمد عليه استمرار التغيير الثوري، ولهذا دعا "ألفارو غارسيا لينيرا" الى: " لا تستطيع ثورة او بلد في امريكا اللاتينية السير قدما بمفرده، اما ان نتقدم معا، او لا يستطيع احد التقدم بمفرده".
التحدي هو وحدة امريكا اللاتينية

#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات