أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهمي الكتوت - الصديق الوفي المناضل سمير حداد














المزيد.....

الصديق الوفي المناضل سمير حداد


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 10:18
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


حرصت النظم العربية على بناء السجون والمعتقلات اكثر من حرصها على بناء المستشفيات ومراكز العلم والابحاث، انفقت على المؤسسات الامنية اكثر من انفاقها على التعليم والصحة، مع ذلك لم ينعم الوطن العربي بالامن والاستقرار، اخترق امننا القومي ليس من "اسرائيل" فحسب، بل ومن منظمات ارهابية ارتكبت ابشع الجرائم بحق الانسانية. كم من ابناء شعبنا تعرض للاضهاد والمعاناة من انظمة الاستبداد، كم من التضحيات قدمت الحركة الوطنية الاردنية على مختلف اتجاهاتها الفكرية والسياسية من اجل الحرية والديمقراطية. من سجون وابعاد وحرمان من العمل والسفر، وكان للمناضل الوطني والاممي سمير حداد نصيب من الحرمان الابعاد عن الوطن اكثر من عقدين من الزمن.
لم يعرض امن الاردن للخطر.. ولم يكن فاسدا في حياته او ناهبا للمال العام - وجدت زوجته حسابا له في البنك بقيمة اربعين دينارا- بل حذر من اللصوص والفاسدين، دافع عن الفقراء والمهمشين .. دافع عن استقلال الاردن .. وناضل من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، كان صاحب رأي .. حاملا فكرا انسانيا تقدميا.
تعرفت على ابي سلام قبل اكثر من اربعة عقود - كباقي اصدقائه - لي قصص وحكايات انسانية ووطنية مع صديقي ورفيق دربي.. كانت البداية في صيف العام 68 في دمشق .. وكانت زيارتي الثانية للعاصمة السورية .. حطت بنا السيارة في ساحة المرجة، كان الطقس حارا .. لا ازعم انني اعرف دمشق جيدا في حينه، لكن من يصل ساحة المرجه يشق طريقه الى مبتغاه.
اتجهت الى فندق بسمان وهو في احدى ازقة ساحة المرجة، وفي المساء التقيت الرفيق سمير حداد لاول مرة، كان مكلفا باجراء الترتيبات اللازمة لسفرنا الى صوفيا بحرا عن طريق اللاذقية لحضور مهرجان الشباب العالمي، كانت مناسبة شبابية اممية شارك فيها شبيبة من ارجاء المعمورة، تعرفت في صوفيا على شعراء المقاومة محمود درويش وسميح القاسم لاول مره، اضفت مشاركتهم على المهرجان ميزة خاصة، فالاول مرة يلتقون جمهورعربي خارج فلسطين المحتلة. كما تعرفت على ابطال فيتنام، تأملت وجوههم مليا هؤلاء الأشداء الذين ركعوا الجيش الاميركي.. هؤلاء الذين مرغوا سمعة اميركا بالوحل .. لم تكن الهزيمة النكراء تحققت للجيش الاميركي وعملاء سايغون بعد. لكن ملامح الانتصار كانت ترتسم على وجوههم.
كانت رحلتي مناسبة للقاء رفاق لم التقهم من قبل بحكم الظروف السرية التي كان يخضع لها عملنا السياسي في ظل الاحكام العرفية. كان سميرشابا في مقتبل العمر يتمتع بخفة وحيوية. قسمات وجهه توحي لك بسمات قيادية، كما كان مرحا ودودا سريع البديهة صاحب نكتة. التقينا كثيرا بعد اللقاء الاول بحكم اقامتي بدمشق لاحقا.. وترافقنا في موسكو في معهد العلوم الاجتماعية، توطدت العلاقات بيننا.
قطع سمير الدراسة في موسكو ليعود الى دمشق بناء على طلب الحزب، كانت تنتظره مهمة خاصة، كان ابو سلام مفوض الحزب في الخارج، يتابع ادق المهمات، خاصة في الظروف السرية، مثل الحزب في العديد من الفعاليات والمؤتمرات العربية والدولية.
كان الرئة التي يتنفس منها الحزب في ظروف الارهاب ومصادرة الحريات، قام بدوره على اكمل وجه، ليس من الناحية العملية والاجرائية فحسب، بل ومن الناحية الشخصية والانسانية. كان يعتبر الرفاق الذين يصلون دمشق ويحتاجون لمتابعات واجراءات مع الدول الاشتراكية ضيوفا عليه وعلى رفيقة دربه ام سلام، التي لم تدخر جهدا لتوفير الراحة للضيوف، كان بعضهم يفترش الارض لقضاء ليلة او اكثر في بيت ابي سلام المتواضع، خاصة في فترة الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982.
فقد تطوع مئات الطلاب الرفاق والاصدقاء من الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية في صفوف المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية بدعوة من الحزب واستجابة لدعوة منظمة التحرير الفلسطينية. كان ابو سلام وسميه ابوسلام المناضل الرفيق داود عريقات - متمنيا له موفور الصحة والعافية- يستقبلان الطلاب في منازلهم في دمشق مقدمين لهم ما توفر من المساعدة والاقامة لتسهيل دخولهم لبنان للمشاركة في التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني .
ونحن نودع مناضلا عزيزا على قلوبنا نؤكد اننا على العهد باقون، كما بقي سمير قابضا على مبادئه كالقابض على جمر، لك المجد والخلود ايها الرفيق العزيز، والصبر والسلون لرفيقة دربك ام سلام ولكريماتك واسرتك الاحباء.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية اقتصادية اجتماعية
- هل يمكن بناء رأسمالية -أخلاقية- بالعالم العربي؟
- ازمات في الثورات ...؟
- فشل سياسات التقشف في معالجة الأزمات
- تحية لصمود غزة وسلامات للرفيق غازي الصوراني
- من المسؤول عن تفاقم الأزمة…؟
- خيارار الشعب المصري نحو المستقبل
- البرامج الاقتصادية لمرشحي الرئاسة
- نحو سياسة اقتصادية وطنية تخرج البلاد من أزماتها
- ابرز التحديات التي تواجه البلاد
- الاول من ايار عيد العمال العالمي
- هبة نيسان ... وواقع الاقتصاد الاردني
- عندما تصبح الحمائية شعارا انتخابيا..!
- ازمة حكومة ... ام ازمة نهج
- الاستحقاقات الاقتصادية أمام القمم العربية
- الاقتصاد الفلسطيني بين النهوض والتبعية
- الدور التنموي للدولة في البلدان النامية
- الجبهة الوطنية تسجل حضورا سياسيا وشعبيا
- لا يا معالي الوزير
- موافقة اللجنة المالية والاقتصادية على الموازنة .. !


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهمي الكتوت - الصديق الوفي المناضل سمير حداد