أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد فرحان - المثقف والسياسي














المزيد.....


المثقف والسياسي


محمد فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1290 - 2005 / 8 / 18 - 10:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


شكلت علاقة المثقف بالسياسي في كثير من الاحيان حالة من التنافر الذي يكاد يصل حد القطيعة و اذا صح ان هناك عزوفاللمثقف عن السياسة, فانه قد يكون مرده الى اعتبارات تتعلق بمفهوم العمل السياسي الذي لا يولي الثقافي في الغالب اهتماما والذي يترك اثره الواضح في حياة المثقف المبتعد عن السياسي ومنطقه ورؤيته حيال العمل العام.
.وليس هذا الامر وحده هو الذي يساهم في هذه القطيعة بين المثقف والسياسي بل ان التحولات الكبيرة التي اصابت وظيفة المثقف واسلوب وشكل الحياة السياسية من جهة اخرى عوامل ساهمت في هذه القطيعة بين المثقف والسياسي كما ان مفهوم الالتزام الذي طبع حياة المثقف في السنوات الماضية بفعل انجذابه للعمل السياسي وتبنيه شعارات التغيير والتحديث والعمل الجماهيري ،اصابه الكثير من التحول وهو ما ساهم في تراجع لدور المثقف الذي اثر الانصراف الى حقله الابداعي واخلى الطريق لمتغير جديد مرتبط بالمفهوم الديمقراطي هو مؤسسات المجتمع المدني التي اخذت على عاتقها القيام بدور المثقف و اشاعة جومن الاختلاف والتعدد,وساهمت في بروز مفهوم اخر للمثقف (البراغماتي) الساعي الى بناء قيم فردية مرتبطة بميدان انتاجه الفكري. فالتحول الذي اصاب الوظيفة هو تحول في الارتباط و في الاختيار والتوجه. كما ساهم غياب مراجع عديدة للمعرفة وانهيار الاحلام الكبيرة والتحولات التي صاحبت هذة الانهيارات في بروز " اللبررة " كممارسة جديد في الحياةالثقافية وبديل عضوي للمثقف الملتزم،والحراك السياسي الجاري الان في المنطقة العربية والمرتبط بفكرتي النمو والاصلاح, ضمن مناخ حرية القول والفعل والذي اوجد حالة سياسية ثقافية مغايرة حملت معها اشكالا جديدة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمؤسسات المجتمع المدني المتنوعة والتي لم تكن حاضرة ومتحققة في الماضي .ساهمت في انفصال عضوي للسياسي عن الثقافي في مشروع النمو والاصلاح والذي اذا ما استمر سيفقد الحركة السياسية, جزئيا او كليا الحضور التنموي الثقافي الذي يشكل البوصلة للسياسي. اذ يرى كثير من المثقفين ان عمل السياسي هو في كثير من الاحيان "سلسلة من الاستجابات الظرفية للمتغيرات التي تطرأ على هذا الصعيد او ذاك من اصعدة العمل والممارسة". يضاف الى هذا ان العمل السياسي, بحكم خطابه المختلف وخصوصيته وطبيعية المشتغلين فيه يوحي للناظرين اليه من الخارج انه معترك رافض لكل الابداعات الثقافية المنجزة والمرتكزة على حالة من الوعي المعرفي المتجدد والذي ينظر للتحولات الجارية نظرة غير روتينية نمطية او كلاسية وهي حالة حاضنة غير طاردة فحركية المجتمع السياسي العربي كما يراها العديد من المشتغلين العرب في علم الاجتماع "تميل الى الانكماش بحكم التناقضات الذاتية التي تعتمل في صفوف كثير من اطاراتها بسبب طبيعة بناها المكتفية بذاتها والصراعات الذاتية المثارة فيها, وبين حركية اخرى يمكن تسميتها بحركية المجتمع المدني الناهض, مع الاخذ بعين الاعتبار ما تشكو منه هذه الحركية, في الوقت الراهن, من امراض" فالتنافر الملحوظ بين الحركيتين يعود, في المقام الاول الى صيغ التنافس بينها على استمالة وتأطير المنضوين في اطارهم. فالمجتمع السياسي بمختلف هيئاته ومنظماته العاملة سواء في تعارضها او توافقها. هو مجتمع مساوم يسعى الى حماية مصالحه المختلفه ،في حين تقف الثقافة كبنية مختلفة قائمة على مجموعة من القيم المرتيطة بوجود الافراد والجماعات. وبالنظر الى علاقة المجتمع السياسي العربي بالثقافة وعلى مر السنوات فانها في كثير من البلاد كانت وما زالت علاقة مرتبكة، غير واضحة تقترب وتبتعد بمدى حاجة السياسي فهي قريبة وحميمة في لحظة التوافق و علاقة تجاهل حين يتحول الفعل الثقافي لفعل ناقد متساءل يدفع باتجاه تاصيل فعل التغيير في المجتمع العربي .
وعليه فانه بدون ايلاء الفعل الثقافي اهتماما حقيقيا , وربطه باطر التنمية المستدامة في المجتمع العربي فان اي تحول سياسي اصلاحي يبقى ناقصا مالم ياخذ في الاعتبار المثقف العربي ودوره مع اختلاف كل واحد منا على تعريف جامع مانع لدور المثقف العربي في عملية التغيير والاصلاح الجارية في الوطن العربي



#محمد_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين يتصل بحاكم جمهورية تتارستان الروسية بعد الهجوم الأوكرا ...
- مشاهد توثق لحظة دهس عنصر في قوى الأمن الداخلي اللبناني عمدا ...
- فلاديمير باربين: الاستخبارات الدنماركية تختلق تهديدات خرافية ...
- زاخاروفا: على رومانيا أن تتراجع عن تصريحاتها حول -تدخل- روسي ...
- -البديل- الألماني: الحزب لم يتلق أبدا أي طلب عضوية من منفذ ه ...
- مصر.. توجيه من السيسي في اختيارات طلاب الشرطة
- الكرملين: الصواريخ التي تستهدف أراضينا يوجهها متخصصون أمريكي ...
- الفلسطينيون في خان يونس ينتظرون ساعات للحصول على وجبة يومية ...
- كيف وإلى أين فر المقربون من بشار الأسد بعد هروب رأس النظام؟ ...
- بودابست: نرفض سياسة العقوبات ضد روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد فرحان - المثقف والسياسي