|
الى الاخ الدكتور العبادي...تهنئة وعشرة نصائح
اسماعيل علوان التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 07:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية اهنئكم بمناسبة حصول حكومتكم على الثقة في مجلس النواب وتوليكم لمسؤوليتكم رئيسا لمجلس وزراء العراق متمنيا لكم النجاح في مهمتكم ان شاء الله تعالى. ندرك تماما انكم امام مهمة صعبة وتحديات جمة ونقول اعانكم الله عليها .فالتركة ثقيلة ومظلومية شعبنا كبيرة ولا نريد هنا ان نحاكم احدا بعينه ونحمله مسؤولية ما حدث للعراقيين منذ عام 1980 حيث زجنا حكامنا في حروب منذ ذلك التاريخ لم تتوقف حقيقة الى يومنا هذا ، حرب اسوء من حرب وحاكم اسوء من حاكم وحال اسوء من حال ويوم اسوء من يوم كما لا نريد ان نبريء احدا او نستثني احدا حكاما كانوا او محكوموون فنحن جميعا مسؤولون فنحن لا غيرنا حاربنا وقتلنا وقُتلنا وهجمنا وهوجمنا وانتصرنا وحوصرنا وجُوِعنا وهربنا ورقصنا وردحنا وهوسنا وطربنا وشدونا وترملت نسائنا ويتمت اطفالنا وعُوقنا وانشدنا الاغاني لحكامنا وقرأنا الشعر القريض بنوعيه والشعر الشعبي بانواعه الدارمي والابوذية والزهيري والقريض وبايعنا وانتخبنا حكاما اذلونا وما احترمونا في يوم من الايام .فارجوك لا تسمعنا ولا تصدقنا عندما نردح لك ونقرا القصائد العصماء في حضرتك فوالله نكذب عليك ونريد ان نورطك بدمائنا ونفرعنك علينا .عموما لا نريد هنا ان نحاكم احدا من حكامنا وجلادينا وانما نترك ذلك للشعب وللتاريخ ليقول كلمته بحقهم واذا كان من الشعب من يجامل احدهم ويتحامل على آلاخر لأسباب شتى ، فلا أظن ان التاريخ سيحابي أحدا منهم فمن يفلت من حكم الشعب سوف لن يفلت من حكم التاريخ فلكل من الحاكمين له قانونه الخاص وله محكمته وعقوباته الخاصة. الأخ العزيز د العبادي لاشك ان التحديات التي تواجهكم كبيرة وخطيرة ومعقدة جدا فما دامت التركة ثقيلة فلابد ان تكون المسؤولية اثقل ، وطالما انكم قبلتم هذه المسؤولية وهي معلومة وليست مجهولة لديكم فانتم احد ابرز قادة حزب الدعوة الذي تولى حكومة العراق طيلة السنوات التسع الماضية وهو يتحمل بلا شك قدرا مهما من مسؤولية ما صدر خلالها من سياسات وممارسات اوصلت البلاد الى ما وصلت اليه فلا عذر لكم اذن فما عليكم الا حملها بخيرها وشرها ووزرها ، واظن ان قوة التاييد الوطني والاقليمي والدولي غير المسبوق لكم سيعطي قوة دفع حقيقية لجهودكم في اعادة ترتيب امور البلاد اذا ما احسنتم التعاطي مع هذا الدعم وغادرتم السياسات الخاطئة التي رافقت المرحلة السابقة والحقيقة انا اتوسم فيكم خيرا حتى يثبت لي العكس لا سامح الله. وقبل ان نسدي لجنابكم بعض التوصيات لابد لنا ان نضع التحديات التي تواجهكم بصراحة تامة ومباشرة وبدون اي تجميل او مجاملة مع اننا نفترض انكم ادرى منا بها ولكن نجد من المفيد ان اضعها امامكم اولا وامام القاريء الكريم ثانيا .
1- اجواء عدم ثقة بين المكونات الاساسية لا نظير لها في اي دولة اخرى في العالم مصحوبة بتصريحات نارية تستثير يوميا حفيظة المكونات ضد بعضها اساء كثيرا الى النسيج الوطني وسهل كثيرا وقوع نكبة العاشر من حزيران ، فتولد اعتقاد لدى عموم السنة ان حكومة بغداد همشتهم واقصتهم واعتقلت وعذبت العديد من شبابهم واستعدتهم وقصفتهم وقتلت من قتلت منهم تارة بالاجهزة الامنية وتارة بالمليشيات كما ان القوات الامنية المتواجدة في مدنهم قد اساءت كثيرا في التعامل معهم وابتزتهم ومست في احيان كثيرة كرامة بعضهم بدون مبرر . كما ان عموم الشيعة يعتقدون ان السنة احتضنوا القاعدة التي حصدت ارواح الآلاف منهم بالسيارات المفخخة تارة وبالاحزمة الناسفة تارة وان السنة مكنوا داعش من احتلال الموصل وماتلاه من احتلالات كما ان عموم العرب من الشيعة والسنة يعتقدون ان الاكراد قد غالوا في نزعتهم في الانفصال واستخفوا كثيرا بالحكومة الاتحادية وتصرفوا كدولة مستقلة استقلالا تاما ولم يتصرفوا كاقليم في دولة فيدرالية كما ان الاكراد يعتقدون ان الحكومات العراقية المتعاقبة قمعتهم وهجرتهم وانفلتهم اذا جاز التعبير وابادت مدن كاملة منهم بالكيمياوي واخيرا قطعت رواتبهم وتخصيصاتهم وان تقرير المصير حق مقرر في القانون الدولي ومن حقهم كشعب ان ينفصلوا اذا وجدوا ان البقاء ضمن الدولة العراقية يلحق بهم اضرارا جسيمة اما المكونات الاخرى كالتركمان والكرد الفيلية والمسيحيين والايزيديين ، فان ما جرى في الموصل والمدن الاخرى التي احتلتها داعش فخير شاهد على حالهم . وها هو المشهد العراقي امامكم بصراحة تامة . 2-احتلال داعش لاكثر من ثلث مساحة العراق وسقوط العديد من المدن في محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى حيث تركت قيادة عمليات نينوى والفرق المتجحفلة معها مواقعها واسلحتها بدون قتال في حادثة غريبة حقا فعلا في تاريخ الجيوش العالمية حيث بدت قيادة عمليات نينوى وكانها قيادة عمليات وهمية .وترتب على ذلك عمليات نزوح جماعي لم يسبق ان وقعت في تاريخ العراق وربما في تاريخ المنطقة وعمليات ذبح وسبي وبيع جواري وتفجير بيوت وخطف لابناء الاقليات القومية والمذهبية وتفجير مراقد ومقامات لم يجرؤ المغول والتتار على تهديمها او المس بها مطلقا . 3-بلد بدون موازنة حيث لم يتم الموافقة عليها بسبب خلاف بين الحكومة واقليم كردستان حول تقدير امكانات تصدير النفط لاقليم كردستان بين ما ورد في مشروع الموازنة وبين ما يقره الاقليم من جهة وبين واقع التصدير اليومي في الاقليم من جهة اخرى. 4-شبه قطيعة بين الحكومة من جهة وبين مجلس النواب السابق حيث استعانت الحكومة بالسلطة القضائية والمحكمة الاتحادية لاضعاف مجلس النواب ومصادرة اختصاصه التشريعي والرقابي . مما عطل عمل الحكومة وعمل البرلمان معا والخاسر الاكبر من كل هذا هو الشعب طبعا. 5-اغلب وزارات ومؤسسات الدولة تدار بالوكالة بسبب الخلاف بين الحكومة والبرلمان مما ساهم في تدني اداء هذه الوزارات والمؤسسات . 6-غياب الرؤية الاستراتيجية التي يهتدى بها لبناء العراق والنهوض به مما ساهم في ارتباك عام وتناقض واضح في ادارة البلد . 7-غياب المصالحة الوطنية الحقيقية حيث عقدت مؤتمرات عديدة وانفقت اموال طائلة تحت عنوان المصالحة والوطنية والحقيقة انها عقدت فيما بين الاطراف المؤيدة للعملية السياسية وليس مع القوى المعارضة للعملية السياسية عدا داعش طبعا كما ان قانون اجتثاث البعث ووريثه قانون المسائلة والعدالة قد اسيء تطبيقهما الى حد بعيد وساهم هذا التطبيق السيء في توسيع مساحة العداء للعملية السياسية في حين كا ن بالامكان ان نكسب الاغلبية الساحقة من المشمولين باحكامه الى جانب العملية السياسية ودمجهم بالعملية السياسية بشكل او باخر. 8-فساد إداري غير مسبوق في تاريخ العراق والمنطقة انهك مؤسسات الدولة وكان سببا جوهريا في هدر المال العام وهشاشة مؤسسات الدولة والسبب الرئيسي في هروب عتاة الارهابيين من السجون . 9-محكمة اتحادية لا تحظى بالثقة من اغلب الكتل السياسية ومتهمة بالانحياز إلى الحكومة والخضوع لهيمنتها . مما ساهم في تراكم الكثير النزاعات سواء فيما بين السلطات الاتحادية من جهة وفيما بين الحكومة والإقليم من جهة اخرى . حيث استعانت الحكومة بالمحكمة الاتحادية في مصادرة الاختصاص التشريعي لمجلس النواب وجعلته موقوفا على موافقة الحكومة كما صادرت الاختصاص الرقابي لمجلس النواب على أعمال الحكومة من خلال نقض المحكمة للعديد من التشريعات التي سنها البرلمان والغائها لبعض طلبات الاستجواب لاعضاء الحكومة. 10-عدم اقرار العشرات من القوانين التي نص عليها الدستور لتفعيل العديد من مواده مما ساهم في ارباك كبير في سير امور الدولة وتعطيل مواد الدستور وهناك قسم من هذه التشريعات في غاية الاهمية كقانون المحكمة الاتحادية وقانون النفط والغاز وقانون الاحزاب وقانون مجلس الاتحاد وغيرها . والان نضع امامكم التوصيات الاتية . 1- بدد الاحساس العام بعدم الثقة فيما بين اطياف الشعب من جهة وبين الحكومة وشركائها من جهة اخرى وتثبت بالافعال قبل الاقوال انك تمثل مصالح الجميع وتعدل وتساوي بين الجميع وتحمي الجميع . 2- قاتل الإرهاب بكل ما أوتيت من قوة فانه اخطر آفة تهدد السلم والأمن الدولي منذ الحرب العالمية الثانية وحاول ان تحصل على أقصى دعم دولي وإقليمي ممكن طالما إن الإرهاب يهدد الجميع ولكن احذر ان تخلط معهم من ليس منهم فستوسع مساحة عدوك على حساب مساحتك وستقوي شوكة عدوك عليك . وتذكر بانه لا يمكن تطهير ارض العراق من داعش دون كسب ثقة السكان المحليين في المناطق المحتلة الى جانبك ودون أن يساهم هؤلاء السكان في المعركة ضد داعش .وعليه لابد من تشكيل وحدات عسكرية من متطوعي هذه المناطق لمقالتة داعش . 3- اوقف فورا عمليات القصف على الإحياء السكنية سواء من الارض او من الجو . 4- اطلق مشروعا حقيقيا للمصالحة الحقيقية مع المعتصمين في المحافظات الغربية وتحقيق المطالب المشروعة لهم باسرع ما يمكن ولا يستثنى من المشروع الا الارهابيون . فهم عراقيون أولا وأخيرا وان اختلفوا معنا وليس من المصلحة الوطنية أن نخسر احدا منهم اذا كانت هناك ثمة فرصة للتصالح معه. 5- اصدر عقوبات صارمة على كل منتسب في الأجهزة الامنية يسيء التعامل مع السكان المحليين ضمن قاطعه او يحاول ابتزازهم او المس بكرامتهم والتجاوز عليهم ويتحمل آمر الوحدة شخصيا مسؤولية أي اعتداء يقع من منتسبيه على هؤلاء السكان لاي سبب. 6- اوقف عمليات الاعتقال بدون قرار قضائي الا اثناء المواجهات . 7- اختيار القادة والامرين وفق معايير واضحة يتم وزنها بالدرجات لكل منصب بما لا يسمح في استمرار عملية بيع وشراء المناصب الامنية السائدة حاليا . 8-شدد الرقابة على الفساد الاداري المتفشي على نطاق واسع في الوحدات الامنية ولا سيما ما يسمى بالفضائيين وكذلك ما يتعلق بطعام الجنود وارزاقهم وانجز تحقيق شفاف وصادق يصف ما جرى في العاشر من حزيران واسبابه بدقة ويقصر المسؤولين عنه وينشر في وسائل الاعلام لاطلاع الشعب عليه واكشف للشعب ما جرى في قاعدة سبايكر ل 1700 شاب عراقي . 9-احرص على التقيد بنظام تسلسل القيادة في أدائك كقائد عام للقوات المسلحة ولا تدخل على واجبات المستويات الأدنى فيرتبك لديهم نظام التراتبية الذي تحرص عليه كل جيوش العالم .فأنت أدرى منهم في تحديد الهدف وهم أدرى منك في تحقيقه . 10-قلص اعداد القوات الامنية وطور من نوعيتها والاستفادة من تجربة قوات مكافحة الارهاب في اعداد وتدريب وتسليح الوحدات العسكرية وقوات الشرطة الاتحادية وتحويلها تدريجيا الى قوات مكافحة ارهاب باعتبار ان المعركة الرئيسية للجيش العراقي لا بل كل جيوش المنطقة هي مع الارهاب . وصفوة القول اصدق مع شعبك يصدقك واخر دعوانا لكم بالنجاح ولشعبنا المستقبل الافضل
#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الضلوعية كاّمرلي تستحق ان نحفظها بين الضلوع
-
عشرون سؤالا امام القائد العام للقوات المسلحة عن محرقة سبايكر
-
مجرد خاطرة امام مشهد تنازل المالكي
-
قراءة قانونية صرفة لقرار رئيس الجمهورية تكليف العبادي بتشكيل
...
-
من يحمي مسيحيي الموصل ... القائد العام ام البطريرك لويس ساكا
...
-
اين امريكا ومجلس الامن من العدوان على غزة وتهجير المسيحيين ا
...
-
اهلا برئيسنا الحبيب مام جلال ...كان ثمن غيبتكم باهظا علينا
-
رسالة مفتوحة الى السيد مسعود بارزاني
-
مناقشة دستورية لجلسة الانعقاد الاولى للبرلمان العراقي
-
اهمية واحكام جلسة الانعقاد الاولى لمجلس النواب العراقي
-
التمييز بين اعلان حالة الحرب واعلان حالة الطواريء في دستور 2
...
-
الى الرئيس عبد الفتاح السيسي تهنئة وسبع نصائح
-
هل من اساس دستوري او قانوني لاستحداث المحافظات ؟
-
التكييف القانوني للضربة الامريكية لسوريا والاثارالسياسية وال
...
-
الاهداف السياسية والعسكرية المتوخاة من الضربة الانكلو امريكي
...
-
دعوة النجيفي لحل البرلمان واستقالة الحكومة جهل ام تجاهل للدس
...
-
قراءة قانونية لقرار مجلس الوزراء بتأجيل الانتخابات في محافظت
...
-
قراءة قانونية في قرار المحكمة الاتحادية برهن الاختصاص التشري
...
-
رد المحكمة الاتحادية لدعوى الطعن بقانون تحديد ولاية الرئاسات
...
-
دستوريا ...هل سقطت المادة 140من الدستور؟
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|