حوار بين عامل بناء وإعلامي !!!

عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 07:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

أحد عمال البناء من معارفي ,.. يقول , إحدى الفضائيات المعروفة , تأتينا بين وقت وآخر الى مسطر ساحة الطيران لتعمل إستطلاعاً حول محور معيّن . قبل أيام , وكالعادة , إلتقتنا هذه القناة في المسطر, وكان السؤال الذي طرحته علينا , وكنّا مجموعة من العمال : عن إتقان العمل والإخلاص له ؟ طبعاً لا غبار على مضمون السؤال , غير أنّ صاحبي وكما أخبرني, لم يجب عن السؤال وإنما بادر بما يشبه الموعظة المشاكسة للإعلامي .. حيث إبتدره قائلاً " إستاذ ألا ترى أنّ من الأنسب لك ولقناتكم بل ولمتابعيها من المشاهدين , أنْ تذهب بسؤالك هذا الى مَنْ هُم بيدهم مقاليد الأمور , وأعني بهم الساسة والمسؤولين في الدولة وتطرحه عليهم ؟ فإتقان العمل والإخلاص له , ينبغي أنْ يبدأ من مفاصل الدولة العليا لكي تعمّ الفائدة للجميع وأيضاً ليتأسى الناس البسطاء بهم مَنْ هُم مثلي وأمثالي ؟ فنحن عمال بناء بسطاء وانت تسأل عن إتقاننا لعملنا .. إحتجَّ الإعلامي وبدا الإنفعال على وجهه فسحب المايك قائلاً " يا أخي أمر المسؤولين لا يعنيك , إنْ كنت لا تريد الإجابة فلا تدخلنا بمعمعة " !! .. أجابه عامل البناء " ليستْ معمعة بقدر ما هي من صلب عملكم كإعلاميين .. فالأولى بالسؤال عن إتقان العمل والإخلاص له هو المسؤول الكبير وما دونه وليس عامل البناء البسيط .. " . إنزعج الإعلامي وهو يتمتم " إبقوا هكذا " . ثم صاح به بقية العمال بما يشبه الإستهزاء فسارع بالإنصراف هو والمصور الذي رافقه , دون إنجار الإستطلاع الذي جائوا من أجله ..
قطعاً هذه مفارقة أنْ يكون عامل بناء بسيط أكثر وعياً بعملِ ومِهَنيّة الإعلام ..
حقيقة أنّ البعض ممّن ولجوا ميدان الإعلام بطريقة وبإخرى , لا يتقنون أبسط مباديء هذه الرسالة المهمة , وحريٌّ ببعض القنوات أن تأخذ بنظر الإعتبار , الموهبة والقدرات لدى بعض العاملين فيها , بما يمكّنهم من الأداء الأفضل لرسالتهم وبالشكل الذي يتفاعل معه الجميع من المسؤول الى الإنسان البسيط .وتلك هي واحدة من مهام الإعلام .

#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات