|
استخدام منهج -الاثراء اللفظي المتزن- في قصيد خواطر ناهدة للشاعرة اللبنانية ناهدة الحلبي ........
حمام محمد زهير
الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 09:27
المحور:
الادب والفن
استخدام منهج "الاثراء اللفظي المتزن" في قصيد خواطر ناهدة للشاعرة اللبنانية ناهدة الحلبي ..........دراسة الدكتور حمام محمد زهير اليأس او القنوط " جلبة" تدك الكائن على حين غرة ، عندما يحس احساسا داخليا، بأنه على وشك الفقد أو فقد ما تبقى من فرح، فتتلعثم مسارات الدنيا امام عينيه، لايعد يميز بين "تراكيبه الصوتية ولا الحسية"، يتسرع في اصدار منظومة قررات كثيرة غير متزنة، يخالها فوضى الاشياء، وكأني به يسابق الصحو، فتستدعى كل جحافله البشعة والسيئة بغرض التجنيد في الحرب التى سيقودها ( ما ابشع البني ادم عندما يقرر ذلك ) و لكن بالموزاة ، توجد كائنات ادمية، تتجمد في مكانها كالصقيع ، تفكر لسويعات قبل ان تصنع ما يشبه القررات ، رغم تداعيات الالم المحدث الا انها تبقى "جاثية طواعية لاكراهية" ، ويؤزها في ذلك شيطان المرمدة ولا من مجيب ، وانا اقرأ كعادتي متتبعا الحرف احس اني في قصيدة للشاعرة اللبنانية ناهدة الحلبي ، في خواطرناهدة، ان هناك قضية من نوع خاص تتعلق بالابداع في حد ذاته، كثير ما كنت لاعي شيئا اسمه الاسقاط او اقتباس الملفوظ على الملفوظ كما تعمل الكثير من "الشاعرات في الوطن العربي ككل،" بعثا عن كاريزماتية سمانية ( نسبة الى غادة ) الا اني توصلت الى ادراك مقومات ابداعية خالصة تخال هذه الشاعرة، التى سقفت من "تراسين " لحنها المميز في الخواطر اشياء كثيرة شدتني في بناء نصها الشعري ... 01-خدمة التشاكل في التصريح الغوري.... في بعض الاحيان يتعاظم "الغضب" بين اثنين محبوبين او صديقين يستدعي كل منهما افضاله على الاخر ، وهي" حسية ادمية" الى يوم الدين ، تذكرني (ماذا فعلت؟؟) واذكرك ماذا فعلت ؟؟ ونتفق في الاخير ان هذا "الامر" يعود الى سنة الحياة ، في الحقيقة هي ليست " سنة "بقدر ما هو" اتفاق مقدس" بين شرائح عريضة من المجتمع ، تألفت على هذا اللكن مثل هذا الامر يبقى بحاجة الى "قيافة" . الشاعرة اللبنانية ، بدأت كما يظهر من" بوحها" انها كانت منفعلة ، وعادة ما يتغلب الانفعال على الحركات الايمائية في كامل اوصافها وهو مايسميه النقاد " بالحالية السيكولوجية "المرافقة للغضبانية، لا اخفي هنا "تصوير الشاعرة " في قالبها "الراوي"، انها موجودة في "حالة ارتباك" تكاد تفقد جام غضبها وبكائها... وفي حالتها " اختلط عليها الامرين" مع بعض ، كيف تسيب المعنى الايجابي في رقته ونعومته، لتوجه "فضا غليض القلب" لا يابه لحالها هو هكذا" كفارس " كرجل كحيوان لها ان تسميه "كما تشاء" الا ان تنبذه الى القهر او الضياع ، فهذا يطلب منها " شجاعة" وجرأة كبيرة في سياق " البيت الاول " لا يظهر ذلك، وانما تفصح عن ودعتها ورقتها ، كيف ذلك . استعملت ملفوظات "الرأفة" وماهي (صيغة التحسر ماذا فعلت ..؟ الشفتان، والغمر ، والثلج ) هي متناصات رائقة ، ذات بعد "انقلابي" تلونت في عرفها الى "مزية" ، وكاني بها تقول ، هل هذا هو الجزاء،؟؟ ايها " الغاني" صاحب الشفتين الباردتين "دلالة رمزية ايقونية " ذات متاهة لها عدة تفاسير، كغير المنتبه لحالها او الذي " قد قميصه من قبل" ، فهي هنا تروح سلبيا (صقيع شفتيك) وتجيئ ايجابيا (ثلج كفيك) ف"الصقيع والثلج" متشاكلان للتعبير عن البرودة ، وليست في الباطن "برودة" بقدر ماهي العكس تماما وتبريرنا في "ذلك "صيغة الفعل الاول ماذا فعلت ؟؟ ، 02-اغراق المعنى بالملفوظات الباطنية .. هل جزائي ان اعاقب "صقبع شفتيك"...وقد لثمتهما "حالة اطباق "رائدة وجميلة لا يباح بها الا "غالي وعزيز" ثم تنتقل الى ماهو اعمق ، بتوظيفها "لفعل الغمر"، فالغمر هنا مؤدي الى "العمق"، يشكل احتواء "اليد البيضاء "التى لم ترتكب " خديعة او خلجة جناسية "، غمرتها بعد ان دثرت شفتيه، " المعنى " معنى "صائب"، استعملت فيه الشاعرة "جملا عادية " ذات (محسنات بديعية) وكان لها " الحق" في ذلك لانها لم تخرج من "معنى اخر" غير معانيها التى تفهمها ، هي ولا يفهمها الغير ، ومن هنا تولد ابداعها الجميل فهيي فعلا ابتدعت لنا قطعة جميلة " اشبه بقطعة موسيقية " رائدة جدا وتكرر في نفس السياق ..و"التكرار" ليس تجويف وتخبير المعنى ، بقدر ماهو تعظيم للمسالة في قولها ( قل لي ماذا فعلت ) تبدأ عدها في "بلهنية من التفاخر" ،وهنا سقفت من خيراتها الناعمة" كانثى" واختفت تحت المتدثر ،واصطنعت في" قيامة البيت الثالث "مفتاح العواطف ككل و"الغلال ليست الاغلال "، فالجنة طابعة على مرفئها، (كم هي رائعة في الوصف ) ،عندما تكون للعواطف "غلال"، لا يشاء العبد الا ان يخبئها ، يكون عندئذ الاخفاء جميلا ان لامست "عسجدية احاسيسك" تحس بامتطاء الفضاء (كرداء) لان "الاحباك السردي قوي ومؤثر الى درجة كبيرة"، رافقه تثليم" المعنى "بملفوظ اقوى وهو الاغراق بقولها (أغرقتُكَ في أتونِ مشاعري) ربما فصلت في "القوة والجزئية" بين العواطف المدثرة واغراق المشاعر، وهي محقة "فلمسة العطق" هي "تحنان وترويض" والمشاعر هي "افصاح "كالشروع في اللمس او تربيت على الجبين او " مشعرة حارقة "، يراد بها " لمسة شاعرية،" هي تحسب الفاظها بدقة متناهية (مشكورة انت) وهو ما نسميه في السرد الشعري بالترادف العقلاني للملفوظ الامر الذي يعوز الكثير من الشاعرات . ما الطف عذوبتك، وانت "تداعبين الماء" يرتج بلوره الخافت، عندما تتسايج "قلموزة عطرك الدافئ،" وقد يتدخل القاريئ، كيف لعطر ان يفرك الطريق؟؟، فاقول باستعمالها للمشي(مشَّيتُكَ على عطرِ أنوثتي) هو اذن بعبقريتها" المنهجية"، فكلما تمشى كان" وصول العطر" الى الخيشوم بنكهة اقلاعية، لكل ما يحس في الادمي لذلك استعمل" فعل المشي" ولم تستعمل "السرعة "او "التوطين"،ثم ااذا كان هذا" العطر" هو ليس "للراوية" بقدر ماهو" لسحجة الانثى" مهما كان اريجها ، فقد جعلت بريقها او اخرها يتمشى فسيحا في عالم الانثى ، واعتمدت "مفاخرة" وحق لها ذلك ان تسقي ( شربة الودع او الودق او العبق ) لمثلج الكفين (سقيتُك من بوحِ إحساسي) . 03-تشريح..ما لايشرح يخدم الشكل.. عبرت" طواعية" كما ذكرت ،عن شاغلها ، مما يعكس "صدقها وصراحتها" فوق اللزوم عن ما يعتريها من احساس فياض ، ومنحته بالاغتراف من بوحها ما قدرها حيز الاغتراف من "ينبوع الحب والمحبة" (غرفتُ لكَ من هَذَيانِ الحبِّ ما أردت)،وهي تسانده "برقة بطولية"، باشارتها الى ارادته، كم هو محظوظ هذا الغير،؟؟ عندما تترنم" انثى" من بوحها الى حد الاغتراف، وكاني به يقول لها " كفى هذا يكفيني" ، ومن اجل هذا تستعمل من "ناحية اخرى "ملفوظ الاغفاء وهي استطالة في الحنان ، عندما يغفو الصبي ، في حضن امه قرير العين " صاب " تمزج حنيتها "بقبلة صادحة على جبينه"( اه) كم تتمنى ملايين الامهات و"الام" تلك "القبلة" على جبين صبيها الامطر ، وهو يتسالك ويتطاول بعضلات عجائبية، تخرج من غفوتها حب الحياة من جديد، . هي بذا تريد ان تقول (انك طفلي وفلذة من كبدي ) ولك ان تعي جيدا ما" للرداء من خور في العيش ودور في الكساء" (أغفيتُك على رداءِ قُبُلاتي) وتشرح في منهجيتها الجميلة ذلك "الاغفاء" ، ليس على الارض ولا على جنان او حصى، بل على " جلدها اوادمتها" من يسكن تحت الاحساس "ملايين الخلايا الكائنية المسؤولة عن الحياة"،جعلته مدفأة (بجلدي تدفّأت) وانت كالطفل تشع مزارة تتعلق باهداب عينها متناصة رائعة تدل على المعزة الخالصة (تعلَّقتَ بهُدبي) ثم تركمه" زلالا " كالغيض الابيض ليتوسد قلبها ، والقلب "ككتلة لحمية"، يمكن ان يكون "المعنى وسادة "ما اجمل هذا التركيب(توسَّدتَ قلبي)، هونت كل شيئ من اجل يكون " جسدها جسرا جويا وبحرا "وبكل الزوايا وفي كل الاتجاهات الى تحدد العبور بين المسافات ( من والى) (مددتُ جسدي لتعبرَ عليهِ الى محراب عشقِكَ )...
04- غشمية المسرود..تربك الدراما في نهاية السرد يبدأ "الفصل الدرامي" والنهاية العقدية المتشاكسة في خضم ما سبق ، وكان "القارئ " كان ينظر الى "مشهد لليلى وهي تمازح قيسا"، تحت ظل شجرة اليقطين، ولكن الامر في خبالي تراكمات هيمونية قاسحة ، تترك كل ما سبق في "كمشة ريح "، تربكنا الشاعرة بعد ذلك القص ، حتى ضننا ان هناك فعلا من يستحق في الحياة ولو مرة ، ولكن حتى لا اقول سنة الحياة فالخديعة ليست ان تترك المحبة وتجنى اختها بل الخديعة ان تكون تلك "الاوصاف" خسارة ساحقية . اعطت " الشاعرة" وصنعت وبنت ودثرت واغدقت واغترفت باختصار اعطت الحياة ولكنها تلقت الهجر ، والهروب (فتركتني على رصيفِ أمتِعتي) كانها تعد للسفر الى الجناح الاخر من الحياة ، تروعت دون ان تشير الى دموع تظاهرت بالشجاعة(أُلملمُ بقايا حبٍّ قديمْ)،متحصرة على اغوار قصة من حب عميق قديم جمع بين انسانين "انسان اعطى ما استبقى شيئا" و"انسان رماه الريح في ارض اليباب" (سقطت ملامحهُ)، لم تعد تعيره هما ، في كبريائها " كامراة "لانها اعطت الكثير ولكنهاوحتى وان قالت (لستُ نادمةً عليكْ) قد احبت من طرف واحد، وكان الغير "يداري خواطرها الجميلة" كفيض حلم (فأنت مذ أحببتني ما كنتَ لي)ولكنها المشاعر الصادقة ، واخلت ما اصابها في خانة التيتم(ومذ تركتني تيتَّمْت !) 05- الشاعرة "ناهدة الحلبي" في ميزان التألق سردك رائع استعملت فيه" العلامات والايقونا ت "استعمالا عقلانيا ومترابطا لك "منهجية فريدة" من بوحها في "جعل القارئ يتعايش معك "،رغم عنه لان ملفوظاتك الجميلة المنتقاة تصلح ان تكون " باقات ورد" لمعشر المحبين والمحبات ، في عالم اصبحت تطفو علىيه " الزهور والوان الورود" وليس في القلب الا صبغ متزين بالوان الديكور، وانا " اتابع في غورك ايتها المتألقة "شدني اليك " معاناة سجيقة بلغت عنها باطرف ندية من ملفوظات شعرية وانا واثق" بنظرة سيكولوجية" ان الجلد الذي دفأ والبوح الذي اغترف منه يحتوي على "معاناة مدارية" متشابكة سندرس غورها في ماتبقى من اشعارك ايتها الشاعرة الرائعة...!
#حمام_محمد_زهير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-جمالية الوضوح والبوح الراقي في الرجل المقدسي..عند سليمان...
...
المزيد.....
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|