رسالة غير معترف بها

الحسين ابراهيم رشاد

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 20:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

أنا في مجتمعي ... حجاب او كتلة سوداء منذ بلوغي العاشرة او اقل لااتذكر شكلي بدونه المهم ان اخفي كل شيء داخله حتي لاافتن الرجال,كيف افتنهم لم يقل لي احد المهم ان لا اظهر لأحد,انا العانس التي وصلت للثلاثينات ولم تتزوج والكل يسأل عن السبب والكل ايضا ينسج الحكايات ويصدقها الكل الاخر, يقولون معقدة اهتمت بتعليمها ونسيت ان البنت لبيت جوزها , الاخر يقول اصلها اتجننت من قلة العرسان , واخرين تمدد خيالهم الي ان اكون احب الفتيات, ترتكتهم يصدقون كل شيء وانا متخفية تحت ذلك الرداء ولا اسمع غير ربنا يهديها ويديها, لم اعلم كيف هي الهداية ولم اعرف ماذا يعطيني؟ انا من كنت متفوقة تعليميا ومع ذلك يتم ضربي من رجل البيت خليفة الاب بابتسامة من المتفرجين علي عبث الحياة,انا التي يفكرون في كيفية الخلاص منها وربطها برجل لأني كنت مسؤلية ثقيلة عليهم مع دموع امي ودعائها وغضب الاب, انا من ذهبت للشيخ حتي يري سبب تأخر زواجي مع اعطائي قائمة من الادعية التي بعدها سيتم زواجي ,انا بقعة دموية علي سرير في ليلة زفاف مع رجل اقترنت به هربا من كلام الناس كما قال ابي "كويس ان حد رضي بيكي" بقعة تثبت فحولة هذا الكائن الذي جعله القدر ذكر وجعلني انثي فوضعني في مكانة اقل منه فيسأل عن شرفي ويجب ان يكون في الحفظ والصون ,ولم اعرف كيف يكون في الحفظ والصون؟ واين شرفه هو؟ انا بلد اتشحت بالسواد فتخرج من داخلها عبيد يجيدون فقط السمع والطاعة ولمن؟ لذلك الذكر الذي اقترن اسمهم به او من يبقي لهم فتات مضغه, انا ليس مسموح لي ان اصدر اوامر للعبيد فأنا مثلهم بل قد اكون اقل وكلامي لا يعمل به فأنا الناقصة المتخفية داخل عبائتها حفاظا علي الشرف,انا عبارة عن كشف عذرية عندما خرجت في مظاهرة مطالبة بحقوقي وحريتي,انا العار الذي لحق بالكل عندما قررت نزع ذلك السواد واصبح الشرف مكشوفا للجميع واصبح الكل علي علم به,انا من تم الحكم عليها بالقتل والدفن ليحفظوا شرفهم تحت التراب ويطمئنوا عليه,فيعيشون بدونه فوق التراب وهذا انجازي الوحيد, هذه هي أنا التي لم اعرفها قط , بحثت لكن المجتمع قدم لي تعريفا وافيا عني, لذلك قررت ان اكتبه يوم موتي حتي تكتمل دورة حياتي الطبيعية التي رسمها لي ذلك المجتمع.

#الحسين_ابراهيم_رشاد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات