أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - فائز تركي نافل القريشي - بين الكينونة وحب التملك














المزيد.....

بين الكينونة وحب التملك


فائز تركي نافل القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 18:48
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


ينشأ حب التملك لدى الإنسان منذ نعومة أظافره منذ إدراكه للمرة الأولى انه كائن مستقل فيبدأ حب التملك لديه باقتناء الأشخاص والأشياء بامتلاك الأم والأب والإخوة والأخوات والألعاب ثم لا يلبث أن تتغير قائمة المقتنيات لديه بمرور الزمن إلى سيارة وسكن وزوج أو زوجة وأطفال ووظيفة ثم حتى انه يفكر بما بعد الموت بامتلاك قبر أو بوليصة تامين على الحياة وكتابة وصيته الأخيرة , إن ما يعزز الرغبة في التملك هو البيئة المحيطة التي تبدأ من الأم والأب ثم المجتمع حينما يرى الإنسان نفسه وفق ما يملك من أشياء ويقيم نفسه وفقا لذلك فانه حين يخسر ما يملك يجد نفسه لا شئ لأنه كان ينظر لنفسه من خلال مقدار ما يملك لا من خلال قيمته الذاتية الروحية التي هي الأساس لكل شئ وحين يتجه الإنسان إلى الكينونة الحقيقية ويبدأ بالتعرف لذاته من خلال معايير جديدة لا ترتبط بالتملك وحين ينظر إلى نفسه ويقيمها على أساس روحاني كونه مخلوق سماوي محترم خلقه الله سبحانه وتعالى بأحسن تقويم تتغير حياته وفقا لهذه المنظومة من الأفكار والاعتقادات الجديدة ويصبح التملك لديه أداة لتسيير الحياة ليس إلا ، فتتحقق حين ذاك السعادة الحقيقية والعيش بسلام إن التحرر من التملك هو تحرير للذات من عبودية الامتلاك والأنانية وتحرر من الصراعات المادية التافهة والكره الغير مبرر للمنافسين في العمل ويصبح الحب أقوى كونه نابع من منظور الهي لا من منظور مادي ولو افترضنا على سبيل الفرضية إن الناس كفو عن الامتلاك أو بالأحرى حب التملك لكل شئ ولم يسعوا إلى ذلك كأقل تقدير باللهفة الموجودة حاليا للامتلاك سنجد إن الصراعات والنزاعات الموجودة في المجتمع ستقل بل ستنتهي من ارض الواقع بأسرع ما يكون ، إن الصراعات السياسية الداخلية والخارجية والصراعات الدولية كلها تنبع من حب التملك إن تمعنا بالنظر لتلك الصراعات سنجد وراءها حب التملك أو الرغبة الملحة في الوجود من خلال التملك .عندما يعتقد الإنسان بوجود وفرة من الموارد دائمة ومستمرة إلى نهاية الوجود ويترك الاعتقاد بندرة الموارد والأشياء تقل الرغبة لديه في التملك وينظر للأشياء من حوله كوسائل للعيش وليست أهداف ، لربما البعض يرى إن ما ذكرت هو مجرد عزاء لفقدان القدرة على التملك أو تبرير لعدم القدرة على التملك لربما البعض يقول هل تريد مني أن أصبح ( عبيطا) وهنا أقول لمن يتساءل هذا التساؤل ليس إنسانا من لم يسعى لامتلاك أشياء مهمة وضرورية ولكن الخلل هو أن تجرده تلك الأشياء من إنسانيته وتجعله روبوتا يتحرك وفقا لرغباته وأهواءه ويصبح كل همه هو الاقتناء والاستحواذ ويضيع معنى الحياة والمعروف إن قمة هرم ماسلو للحاجات الإنسانية هو المعنى ، والحقيقة لا يوجد معنى من امتلاك الأشياء مهما كثرت وتنوعت وعلت قيمتها وان المعنى الذي يبحث عنه الإنسان الراشد هو ابعد واكبر وأسمى من الملكية بكل أشياءها الجميلة وخير مثال أضعه بين يديك عزيزي القارئ عن الكينونة الحقيقة للذات الإنسانية السامية هو سيدنا وشفيعنا الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي ترك أمواله والمغريات التي قدمت له وترك مدينته وخاطر بحياته مهاجرا من مكة إلى المدينة وهو الذي قال ( والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو اهلك دونه ) وبذلك غير صلى الله عليه واله وجه التاريخ والعالم وأوجد المعنى الأسمى للوجود الإنساني .



#فائز_تركي_نافل_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إدارة بايدن تعمل على تأمين وقف إطلاق النار في غزة بعد إعراب ...
- استطلاع: نحو 79% من مواطني روسيا يثقون بالرئيس بوتين
- دراسة: تلوث الهواء الناجم عن الحرائق يسبب أكثر من 1.5 مليون ...
- ما السر وراء زيارة وزير الدفاع الروسي إلى كوريا الشمالية؟
- مفاوضات أوروبية إيرانية في جنيف قبيل عودة ترامب إلى البيت ال ...
- إسرائيل تحظر انتقال السكان اللبنانيين جنوبا وتلوح بـ-حرب شدي ...
- وزير الدفاع الروسي بيلاوسوف يتحدث عن أهداف اتفاقية الشراكة ا ...
- -الوطن-: مقتل 4 مدنيين جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية بالقذ ...
- وثيقة إلزامية للسياح قبل زيارة مصر.. مقترح جديد من مجلس الشي ...
- الوكالة اللبنانية: الجيش الإسرائيلي يطلق النار على مدنيين في ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - فائز تركي نافل القريشي - بين الكينونة وحب التملك