أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا محمد أبو النواعير*














المزيد.....

أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا محمد أبو النواعير*


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 19:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا
محمد أبو النواعير*
"البروقراطية" كلمة أصبحت شائعة, سواء بين فئات المثقفين او المواطنين العاديين, وهذه الكلمة وبحسب أصولها وجذورها اللغوية القديمة, تعني : حكم المكاتب؛ وارتبط استخدامها بالإتجاهات الليبرالية في القرن الثامن عشر, ثم ترسخ في القرن التاسع عشر, على يد الثوريين الفرنسيين, الذين كانوا يفضلون سلطان الطبيعة على الإنسان, عن سلطان الإنسان على الإنسان؛ ومصطلح البيروقراطية من منظور دلالته الإجتماعية, يتميز بالتنوع, فهو ذو مضمون اجتماعي- سياسي, يكون عادة تابعا لنوعية القوة السياسية الإجتماعية المنمطة في بلد معين.
ومع ما يحمله هذا المصطلح من دلالات مصطبغة بسلبية واضحة, إلا أننا يمكن أن نرصد اتجاهين رئيسيين لتفسيره؛ الإتجاه الأول: يحاول ان يسبغ على هذا المصطلح معنى إداريا بحتا, فيقدم صورة لعالم بأكمله من المكاتب والموظفين والسعاة والأوراق والملفات والروتين؛ وهي صورة تمثل البطء والتهرب من المسؤولية, وأحيانا القهر والظلم. والإتجاه الثاني : يحاول أن يفسر هذا المصطلح تفسيرا سياسيا, ليرسم صورة لطبقة من الموظفين, التي تستخدم سلطتها المكتبية, في سبيل الحصول على امتيازات اقتصادية وسياسية واجتماعية على حساب الشعب, وتمارس سلطتها بطريقة تعسفية, بل واستبدادية أحيانا.
ما تم توصيفه يمثل الحالة الإدارية في بلد من البلدان, يصر القائمين على منظومته التشريعية والقانونية, أن يسير ويُسَيِّر مواطنيه, بمتاهات طويلة من الإجراء الروتيني القاتل؛ إلا أن ما يحصل في العراق هو أشد وقعا وأقوم قيلا!
ففي العراق, كان اندفاع الدولة اتجاه فتح مجال التعيين الوظيفي, كآلية لإمتصاص البطالة المتفشية, أثر كبير في حصول حالة تضخم وسمنة وترهل في جسد الدولة المؤسساتي, مما أثقل كاهل الدولة اقتصاديا وماديا, وأدى الى تكوين جيش من العاطلين (برواتب)؛ ومع أن المعادلة القائمة في كل بلد يريد التطور, هو أن تكون هناك منفعة متبادلة بين أي طرفين يمثلان مشروعا تنمويا قائما؛ إلا أن هذا لا يحصل في العراق! فأغلب المواطنين من الطبقة الوظيفية, هم فئة زائدة عن الملاك الوظيفي! هذا الأمر قاد بالنتيجة الى حصول حالات مبالغ فيها من البيروقراطية والروتين, والذي أضاف الى المواطن (المراجع) هما كبيرا لا يقل حجما عن هموم أخرى, كَهَمِّ الإرهاب, وهَم العَوز, وهم الخوف من المستقبل.
سوء التخطيط, وسوء إدارة الموارد والثروات, وسيطرة المحسوبيات القرائبية والعشائرية والحزبية, وسوء تفعيل الجهاز الرقابي والعقابي في الدولة, مع سيطرة مافيوية على المجال الإقتصادي! تطورت بعد ذلك الى مافيات محترفة ومنظمة؛ كل ذلك أدى- مع ما تقوم به الدولة من عمليات توظيف مستمرة للمواطنين- إلى التأسيس لضعف في البنية الإقتصادية من جانب, وفي البنية الفكرية الوظيفية من جانب آخر؛ فأكثر من60% من الموظفين, ممن لاحاجة للدولة بهم, سوى اسكات أصواتهم المطالبة بتأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم! أدى توظيفهم الى ضعف البنية الفكرية الإنتاجية لأكثرهم, خاصة وانهم لا يمثلون شيئا, من الفاعلية الوظيفية والحركية في اجهزة الدولة؛ كل ذلك أدى الى افتقادهم لأهم عامل من عوامل التطوير الوظيفي, والذي يصب في خانة تطور مؤسسات الدولة؛ وأقصد به التطور الناتج عن تراكم الخبرات, والإحتكاك المباشر, مع المشاكل الوظيفية اليومية, التي تعمل على صقل مواهب المنتمين لأي مؤسسة وظيفية؛ وإستمرار هذه الحالة, وبمرور سنين طويلة, سيؤدي الى ضعف وشيخوخة وتهاوي, للمؤسسات التي تدير الدولة والتي تديرها الدولة.
وقد لا يكون الحل سهلا, ولكن توجه الدولة نحو قطاعات الإستثمار الخاص, وتسهيل تواجد الشركات المستثمرة, مع شرط الدولة على هذه الشركات, تشغيل اليد العاملة العراقية حصرا في معاملها ومؤسساتها؛ والأهم: مراقبة ومحاسبة انسيابية عمل هذه الشركات, والوقوف بالضد من أي محاولة من أي جهة كانت, لممارسة الإبتزاز تجاه هذه الشركات؛ كل ذلك في رأيي سوف يقود الى تصحيح بعض المسارات, كحلول بدائية تعمل في البداية كروافع ودعامات, توفر الإمكانية الإدارية السلسة لحل مشكلتي: تطوير الإقتصاد+ القضاء على البطالة.
ماهو موجود اليوم في العراق من سمنة ادارية, عملت وستعمل وبشكل تدريجي, على انهيار مفهوم الدولة المؤسساتية؛ وستؤدي الى تراجع فضيع في قوة وعافية الهيكلة الإدارية لإدارة البلد عبر مؤسساته.
إلى ذلك وددنا التنبيه !
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية للإمن في العراق: واقع وتحديات.. ..
- إرادة المواطن .. كحلم للتغيير .
- التغيير السياسي في العراق- فعل يدعو الى الثبات .. بقلم : محم ...
- العراق يتوسل أبنائه التغيير. بقلم: محمد أبو النواعير
- تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المخت ...
- الخطاب و التحليل , إشكالية تعاطي .. بقلم : محمد أبو النواعير ...
- السلطة كمتغير نفسي في جسد الدولة
- السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير . ...
- الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..
- سُراق الثورة الحسينية .. بقلم : محمد أبو النواعير ..
- الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : م ...
- العمل السياسي في العراق : مابين مفهوم التيارية والحزبية ..
- خراب العراق , بين الفساد الإداري والإنهيار الأمني ..
- المعركة لَم تَنتَهي بعد!
- عمار الحكيم .. كرجل سياسه .. بقلم : محمد ابو النواعير ..
- مقال - إسقاط مشاريع الدول .. الدوله العصريه العادله أنموذجا. ...
- تخلف الوعي السياسي في المجتمع - نظرة فرسان الأمل


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا محمد أبو النواعير*