محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 20:47
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
من صديق ،رفيق ، معرفة
لقد سلموك أمر النفي لتقومي بإبعاد نفسك بنفسك !!
ما أوقحهم وما أقذرهم !!!
في إحدى المرات طلب مني المحقق أن أتشقلب لأقف على رأسي . كنت في مرحلة تحقيق قاسية جدا ومن أجل أن أبلغهم عن مجموعة مسلحة في الجليل . لم أكن قد اعترفت عليها في التحقيق عام 1975 . أعادوني للتحقيق عام 1976 بناء على اعترافات من أحدهم الذي كنت قد كلفته بالإتصال بالمجموعة وتنظيم العلاقة بها قبل اعتقالي في أول نيسان 1975 .
عندما اعتقلوه بعد عام ادلى بما لديه من معلومات عني وعن المجموعة وأقنعهم أنه نسي اسماء وعناوين المجموعة لأن أسماؤهم كانت على علبة سجاير ورماها حال الإنتهاء منها ولم يتصل بالمجموعة ولا يعرف عنها شيئا .
وبالتالي لا طريق للوصول للمجموعة غيري وأنا مصمم على انكار العلاقة مع الرفيق وانكار المجموعة وكنت ادرك انني في وضع صعب وكنت قد اتخذت قراري بالتحدي حتى النهاية وهكذا كان .
حينما طلب مني التشقلب رفضت ، قلت له " عذبني أنت وأنا لا أساعدك على كيفية تعذيبي ، وإن أردت أن أكون على رأسي فافعل ذلك بنفسك " ولم يرميها في بئر خارب حيث تعاون مع زملائه وأوقفوني على رأسي وهم يمسكون بي .
في المطار في الأردن وبينما كنت في إحدى غرف التفتيش الصغيرة ، أنتظر الموافقة على الدخول عائدا من تونس ، حضر صبي وأخذ يفتشني جسديا وأنا واقف في الغرفة ، لم اعترض بل لم اتكلم ولم ابد أية مشاعر . بعد ذلك طلب مني أن أخلع حذائي .
قلت له : لماذا ؟ قال بتعالي واضح "هكذا ، أريد ان افتشه "
قلت له : ان أردته فقم انت بخلعه من قدمي .
في الحقيقة ظهر عليه الدهشة وذهب ولم يعد .
كنا ، الرفيق أحمد سعدات وأنا في إحدى البيوت في اريحا ونحن على ذمة السجن. كانوا قد نقلونا ، نحن وغيرنا ،من السجن إلى مكان نراه آمنا لأسباب امنية تخص السلطة .وبعد انتهاء الوضع الأمني كما اعتقدنا ، تداولنا ما إذا كان علينا أن نطلب منهم إعادتنا إلى سجن التنفيذية بل إن الرفيق أحمد قال لماذا لا نطلب أن نكون في سجن أريحا ؟
بعد التداول وصلنا إلى موقف : أنه ليس علينا أن نطلب تقسية سجننا . المعتقلون عادة يطلبون تحسين ظروف اعتقالهم .
وعندما قررنا أن نعود للسجن ولا خيار آخر . قلنا للمسؤول نحن سنغادر أريحا الآن إلى حيث نريد . أرسل الدورية اللازمة وساقتنا إلى السجن حيث أعلنا الإضراب في اليوم التالي لمدة ستة أيام ونحن في المعتقل وعلى ذمتهم وتحت رقابتهم مباشرة .
لو نقلونا هم بأنفسهم حيث شاءوا وقسّوا سجننا ليكون هذا بقرارهم وليس بناء على طلبنا .
يا رفيقة :لو جاءوا الليلة واقتادوك إلى أريحا فهذا شأنهم ،أو لو كلفوا رجال الأمن الفلسطيني ليقوموا بذلك فهذا شأنهم ، لو اقتادوك حيث يريدون فهذا شأنهم .
أما أن تعذبي نفسك بنفسك فهذا يتعارض مع انسانية المناضل ويرفضه إن أراد ويتحمل المسؤولية عن تصرفه .
هذا بالإضافة إلى إمكانية رفض القرار بالطرق (القانونية !)الممكنة.
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟