أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء مهدي - هذه هي العوامل وهذا هو الحل .. ماذا ننتظر ..؟!















المزيد.....

هذه هي العوامل وهذا هو الحل .. ماذا ننتظر ..؟!


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 16:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(ملاحظة: سوف لن أذكر مسميات مكونات الشعب العراقي الدينية والأثنية بصورة انفرادية عند الحديث عنها وسأكتفي بالإشارة إلى الشعب العراقي فقط ، وذلك كون الهجمة الإرهابية الشرسة هي ضد الشعب العراقي أولاً وكون ذكر اسماء المكونات يوحي بالمحاصصة الطائفية أو العنصرية)
أتساءل أحيانا عن الهدف من إستمرارالكتابة حول الحالة المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي بكل مكوناته منذ زمن بعيد قد يعود لخمسة عقود مضت من حياتي أو أكثر بقليل فلا أجد جواباً على تساؤلاتي سوى الدافع للإستمرار بالكتابة وبمواضيع تفرضها الحالة المأساوية التي يمر بها شعبنا ووطننا. وعلى الرغم من تواجدنا على الأرض الأسترالية التي لايتفوق علينا فيها من ناحية البعد الجغرافي سوى العراقيين النيوزلنديين ، فإن تأثيرات الأحداث الإرهابية التي تشهدها الساحة العراقية منذ فترة ليست بالقصيرة كان لها أثر كبير علينا وعلى الكثير من المواطنين الأستراليين أيا كانت خلفياتهم الوطنية أو القومية أو الدينية أو السياسية ، والسبب يعود إلى عاملين لاثالث لهما ، أولهما إهتمام المواطن الأسترالي ومساندته لقضايا الحرية والعدالة وحقوق الإنسان في العالم أجمع، وثانيهما أن العمليات الإرهابية والإجرامية التي مورست بحق العراقيين كانت على درجة من الشراسة والرعب لم يسبق أن أختبرت مثيلها شعوب العالم عبر تأريخ البشرية.
وقد برز إهتمام الجالية العراقية والعربية والكثير من الأستراليين من خلفيات مختلفة بما يحدث على الساحة العراقية من عمليات إرهابية وإجرامية من خلال التظاهرات والمسيرات والإعتصامات ووقفات التضامن التي تم تنظيمها من قبل فعاليات الجالية الدينية والسياسية والصحفية والإجتماعية حتى باتت النشاطات الوطنية موضوع الحديث اليومي لكل عائلة عراقية أو عربية. كما شاركت الصحافة العراقية والعربية وعدد من الصحف الأسترالية والإذاعات العربية بإعداد مقابلات وندوات بث مباشر وحملات وتغطيات صحفية لكل نشاطات الجالية الأمر الذي كان له الأثر الإيجابي الكبير في تفاعل الجالية العراقية والعربية مع الأحداث وبمستوى الطموح.
ان إيمان المواطن الأسترالي بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وضرورة توفير حياة حرة كريمة لكل إنسان دون تفريق من ناحية اللون أو الشكل أو الدين أو المذهب أو العقيدة هو أمر بديهي لايقبل النقاش لذلك كان إستنكار المواطن الأسترالي للعمليات والممارسات الإرهابية التي طالت مكونات الشعب العراقي عالياً، وقد برز من خلال مواقف معبرة منها مساهمة عدد كبير منهم في التظاهرات والمسيرات وحضور الندوات والوقفات التضامنية. أما العامل الثاني المتمثل بقوة وشراسة العمليات الإرهابية التي مورست بحق الأبرياء من المواطنين العراقيين بحجة إنتماءاتهم لأديان ومذاهب وقوميات مختلفة لاتنسجم مع الفكر الإرهابي والدين الذي يؤمن به المرتزقة الإرهابيون، فقد كان له تأثيره الكبير على الحالة النفسية للمواطن الأسترالي سواء كان من أصل عراقي أو أصول أخرى. ولابد من الإشارة هنا وعلى سبيل المثال إلى أن المجتمعات الغربية لاتشاهد عمليات ذبح الحيوانات المنتجة للحوم حيث لاتسمح القوانين بذبح تلك الحيوانات في البيوت أو في محلات القصابين بل يتم ذلك في مجازر تتوفر فيها مسلتزمات الذبح وفق اسس وقواعد محددة بقوانين تضمن عدم معاناة الحيوان عند الذبح! ولن ننسى الحملات الجماهيرية التي اجبرت الحكومة الأسترالية على إيقاف تصدير الأغنام والأبقار الأسترالية لدولة إسلامية معينة حين شاهدوا عرضا تلفزيونياً عن طريقة تعامل تلك الدولة مع الحيوانات عند إنزالها من الباخرة إلى الأرض حيث استخدموا العصي لضرب الحيوانات! فكيف بهم وهم يشاهدون الإرهابيين يحملون رؤوسا آدمية بأيديهم وعلى وجوههم إبتسامة عريضة !
ان لهذه الممارسات الإجرامية الكثير من التأثيرات ليس فقط على القادمين الجدد أو المتقدمين بطلبات الهجرة إلى أستراليا (ولا أستبعد ان تكون الحالة مشابهة بالنسبة للدول الغربية الأخرى) خاصة بالنسبة للمهاجرين من خلفية عراقية أو سورية أو عربية مسلمة ، بل كان لها تأثيرات على المقيمين في هذه الدول منذ سنوات طويلة ومن حملة جنسيتها . وكمثال على ذلك فان الحكومة الأسترالية تفكر حالياً بعدم السماح للمواطنين العراقيين والسوريين بالسفر إلى العراق وسوريا دون إجراء تحقيق كامل عن سبب الزيارة وفيما إذا كان المسافر ينوي الإشتراك بالحروب الدائرة هناك أو العمليات الإرهابية. ناهيكم عن أن تلك التصرفات الإجرامية والإرهابية كان لها تأثير مباشر من نوع آخر، فقد تلقى عدد من الأستراليين من أصول عراقية أسئلة عما إذا كان دينهم يسمح بمثل هذه الممارسات فعلاً؟!
لقد تساءل كثيرون عن السر في تقدم داعش وتمكنها من هزيمة دولة العراق ! فالحدث الداعشي بصورته المتكاملة يوحي بأن "الداعشيون" لديهم جيش قوي يمتلك كل المقومات التي تؤهله للتقدم والفوز. بإعتقادي أن العوامل التالية هي التي استند عليها الداعشيون فوفرت لهم هامشا من النجاح مقابل خسارة مخجلة للدولة التي بقيت ساكتة طوال الفترة منذ بداية حزيران الفائت وحتى الآن :-
العامل الأول ، هوالعامل الإعلامي ، حيث استغل الداعشيون خبرات وقدرات الكادر الإعلامي للنظام الديكتاتوري البائد ، حيث توفرت خبرة إعلامية جيدة تم توظيفها لخدمة داعش وعملياتها الإرهابية. كما لا يغيب عن بالنا نجاحهم في إستخدام وسائل مراكز التواصل الإجتماعي واليوتيوب وعرض أفلام وصور عن المجازر التي اقترفوها في سوريا مدعين حدوثها في العراق الأمر الذي ولد الخوف والرعب لدى المواطنين العراقيين في القرى المتجاورة فهربوا قبل مجيئ الإرهابيين. ولا أشك هنا في إحتمال إختراق الكادر الإعلامي المذكور للمؤسسة الإعلامية الرسمية العراقية وتمرير الكثير من الأخبار المفبركة التي كان لها تأثير كبير على الرأي العام العراقي. وبالتاكيد كان لضعف دور الإعلام العراقي دور كبير في إبراز قوة الإعلام الداعشي.
العامل الثاني ، تعاون فلول النظام السابق وبعض التنظيمات والمجموعات المسلحة التي أسست على أسس طائفية وعنصرية حيث وفر لهم نظام المحاصصة الطائفية مساحة حرة لتشكيل مجاميعهم والقيام بعمليات إرهابية مختلفة مع الداعشيين وإن أنقلبوا عليهم لاحقاً لكنهم مارسوا دوراً مساعداً لتقدم الداعشيين خاصة وأنهم على علم بشعاب المنطقة وخفاياها.
العامل الثالث ، العامل المادي ، فتنظيم داعش من أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم وهذا ما أشارت له التقارير الصحفية الغربية ويثبت ذلك واقع الحال عدا أنهم أستولوا على ملايين الدولارات من البنوك المركزية في المدن الرئيسية التي أحتلوها (الموصل وتكريت) وبقية المصارف والدوائر الحكومية إضافة للسرقات التي قاموا بها لأملاك العراقيين المنقولة من حلي ومجوهرات حتى أنهم نزعوا قرطين ذهبيين من أذني طفلة في الموصل وهو مؤشر على أنهم مارسوا هذا مع كل نساء الموصل وباقي المناطق. ليس هذا فقط ، بل كان هنالك أيضا الدعم المالي الكبير من رجال أعمال تضررت مصالحهم بعد سقوط النظام السابق. ولن ننسى دعم أبنة صدام حسين المالي الذي صرحت به علناً.
العامل الرابع ، ضعف القدرة العسكرية للجيش العراقي منذ أن تم حله والشرطة العراقية في بداية الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. ويبدو أن قلة الخبرة العسكرية وربما إنعدامها في بعض الحالات كان عاملاً مباشرا في تقدم الداعشيين وتمثل ذلك في حصول الداعشيين على أسلحة ضخمة تركها الجيش العراقي في موقع المعركة فاستخدمها الإرهابيون ضد الجيش والأهالي ، كما ان هروب بعض القادة كان له تأثير نفسي ومعنوي على الجنود والمواطنين في آن واحد فبرز الداعشيون وكأنهم يملكون قوة كبيرة.
العامل الخامس ، سوء العلاقة بين المركز والأقليم والتي كان لها تأثير كبير مباشر على الوضع العام في المنطقة مما ولد حالة من التنافر في وقت كان يجب أن تسود المنطقة حالة من الإنسجام بين الطرفين لكي يتم التعاون بين القوتين الأكبرفي محاربة وصد الهجمات الإرهابية لا ان تكون حالة النفور سببا في توفير مساحة للإرهابيين للعبث بمقدرات المنطقة والشعب. ولدينا مثال جيد في التعاون الذي أعلن عنه مؤخرا حيث يساعد الطيران العراقي من الجو قوات البيشمركة المحاربة للداعشيين على الأرض الأمر الذي يخلق قوة كبيرة قادرة على دحر الإرهابيين أن تم إستغلالها بصورة صحيحة.
ختاما ً ، العامل السادس ، نظام المحاصصة الطائفية وسلبياته. لقد أثبت نظام المحاصصة الطائفية الذي تم بموجبه تقسيم مسؤوليات الحكم في العراق على الطوائف والأديان والقوميات وبنسبة عددية لكل مكون عدم صلاحيته كنظام لحكم العراق. كما أن إعتماد مبدأ توزيع المناصب الرئاسية والسيادية وفق ترتيبات خارج نطاق الدستور له تأثيراته السلبية على العراق والعراقيين ، ولم ننسَ أن تركيز المسؤوليات العسكرية والأمنية والتنفيذية بيد شخص واحد لا خبرة عسكرية له ولمدة طويلة في دولة لم تتم المصادقة على ميزانيتها منذ الدورة البرلمانية السابقة كلها أمور سلبية أثرت على طبيعة الحكم والحالة الأمنية غير المستقرة وشيوع الإرهاب.
أين الحل؟ . . . الحل يكمن في بناء دولة دستورية مدنية ديمقراطية حديثة تعتمد مبدأ العدالة في توزيع الحقوق وتحديد الواجبات ، وتسود فيها المساواة بين كل افراد الشعب دون إعتماد أية فوارق بسبب الدين أو الطائفة أو اللون أو العنصر أو المعتقد. دولة تبني لمستقبل الأجيال القادمة ضمن توزيع عادل للثروة الوطنية على كل مرافق الوطن والدولة. دولة تخطط لعراق جديد يتماشى مع التطور الحضاري وفق خطة تنمية امدها خمسون سنة قادمة.
-;--;--;-



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يبقى العراق عراقاً بدون مكونه المسيحي ..؟!
- نساء مهاجرات بخطر !
- من سينقذ المرأة العراقية؟
- يوم لاينفع فيه عض الأصابع! حلول ومعالجات رهينة الانتظار والت ...
- فوضى وتخبط !
- أفكار ثائرة على نار هادئة!
- أديب عراقي ينعي نفسه!
- ذكريات أكثر من مؤلمة .. ! حسوني شهيد عراقي من أصل إيراني . . ...
- شميرام .. مازلت أتذكرحكايتها بألم .. !
- ميزانية الأحرار: أرقام تفتقر لمراعاة الجانب الإنساني
- هل المسألة فيها -إنَّ-.. ؟!
- بإنتظار نتائج الإنتخابات العراقية!
- هوامش على دفتر . . . الإنتخابات!
- عزيزي . . . الناخب العراقي
- ملاحظات إنتخابية تفرضها ضرورات ديمقراطية !
- نحو إنتخابات عراقية ديمقراطية نزيهة
- الإنتخابات العراقية في الخارج .. ملاحظات تنتظر الاهتمام - مس ...
- صليوة !
- جمعية الحجي !
- هل يحارب الإرهاب بالإرهاب؟


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء مهدي - هذه هي العوامل وهذا هو الحل .. ماذا ننتظر ..؟!