أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوحنا بيداويد - صراع الالهة في سماء مدينة الموصل!!!














المزيد.....

صراع الالهة في سماء مدينة الموصل!!!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صراع الالهة في سماء مدينة الموصل!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
13 اب 2014.

لا يشك اي شخص عاقل بأن ما جرى في مدينة الموصل واقضيتها هو امر يشبه ما يحصل في افلام الخيال العلمي في هذه الايام، ولو سألت اي شخص عراقي قبل غزو الداعشيين لمدينة الموصل، عن الطريقة التي حصل هذا الهجوم الهمجي ، وعن هوية الناس الذين فرضوا وجودهم وشريعهتم المستمدة من قانون الغاب على مدينة الموصل لجن جنونه بحديثك. لكن اليوم مدينة الموصل التاريخية تحت سيطرة هؤلاء رجال الذين يدعون انفسهم جنود داعش او الدولة الاسلامية.

اسئلة كثيرة ومهمة يجب ان يطرحها كل شخص على نفسه. لماذا ظهر الداعشيون بهذه القوة وفي الموصل بالذات؟ و هل حقا هناك اله له شريعة بالصيغة التي تفرضها هذه الملة او المجموعة البشرية؟ وهل فعلا هناك فكر حي في عقول مجموعة بشرية من هذا النموذج؟.

ان هذه الاسئلة ربما كانت محور حديث الاعلام العالمي خلال هذا الشهرين الماضيين، ان اية اجوبة لها بالتاكيد يجب ان تكون مبني على اراء الفلسفية والمنطق العلمي، و علوم الاديان، والعلوم العصرية الحديثة.

من ناحية موقف الفكر الفسلفي، اليوم اصبح واضحا جدا ، ان المعرفة الانسانية ليست مطلقة، بل محددة و تتأثر بالبيئة وثقافة المجتمع والوعي الذي يمتلكه الانسان المفكر اي كل انسان في بيئته. والحقيقة المطلقة قد لا نصل اليها ابدا على قول العالم والفيلسوف البريطاني المعوق ستيفن هوكن.

من شهادة الفلاسفة القدماء حول هذا الموضوع نستشهد هنا ما قال الفيلسوف الاغريقي اكسنوفانس في القرن السادس قبل الميلاد حينما سمع الناس تؤمن بالآلهة الوثنية المنتشرة في حينها في المجتمع الاغريقي إنها الهة خالدة : " نعم ، فإذا كان للثيران او الاسود ايادي، وكان لها القابلية للرسم بها اشكال كما يستطيع الانسان ان يفعل، فالحصن كانت ترسم شكل الهتها حصان، والثيران مثل الثيران، وكل واحد كان يرسم الله مثل شكل جسمه" وفي مكان اخر يقول:" الاثيوبيون كان يرسمون اللهم اسود اللون معقوف الانف"(1)

فما يقولونه الداعشيون او يفرضونن على الناس هو شيء من هراء او خيال بل فراغ، لان امكانيتهم الفكرية لا زالت مستمدة من الغرائز الجنسية ونرجسية الشعوب القبائل في عصور الحجرية تعودت على العيش في صحراء جزيرة العربية التي لا ترغب اي قبلية اخرى تشاركها في الوجود. لهذا تؤمن بشريعة الغاب و تطبق مقولة الفلسفية حتى وان كنت لا تؤمن بها: " إن لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب"

فالله الذي لا يرحم مخلوقاته، ولا يهتم بها، وليست في ناموسه علاقة المحبة والتناغم والانسجام هو اله فوضي، اله فاشل بل ناقص وغير كامل على حد قول افلاطون. هو اله ظالم، لانه كيف يخلق مخلوقاته، ثم يقوم يتعذيبها بل هذا الاله مصاب بالكابة النفسية قد ينتحر في اي دقيقة!!!.

ان الاله الذي يترك الانسان ان يقتل اخيه الانسان باسمه لانه لا يعبده او يعظمه، بعكس عكس المنطق والمقولات الفلسفية التي اوجدتها الخبرة الانسانية عبر ثلاثين الف سنة الاخيرة من وجوده، هو اله منافي للعقلانية ، لا وجود له في الحقيقة ولا يمكن يتصوره الانسان، انما هو كاحد الاله التي تكلم عنها الفيلسوف الاغريقي اكسنوفانس موجود مثل الهة الاساطير القديمة.

نعم يبدو هناك صراع بين الالهة القديمة والجديدة في سماء مدينة الموصل الازلية، وقد نجد الاله مردوخ ، الاله العظيم لمدينة بابل الكلدانيةالقديمة ، قد ينبعث من جديد و يقود ثورة ضد الغزاة واللهم، ويشترك معه الاله تموزي وخطيبته الجميلة عشتار التي لا تعرف الرحمة على الغزاة.
............
1- المصدر: S.E.Forest, Jr, Basic Teaching of the Great Philosophers, p. 103



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النائبة فيان دخيل: لقد قتل اله الداعشيين الهنا!!!!!
- لماذا سقطت مدينة موصل بيد الارهابين!!؟
- ذكرى عيد الميلاد في زمن الفقر !
- بالامس مات مانديلا ... فإهتزت اركان الكرة الارضية!!!
- تغير نص المقال اخيرا انقلب السحر على الساحر !!!
- اخيرا انقلب السحر على الساحر !!!
- بحث في تسميات الكنيسة الشرقية وتاريخ ظهورها حسب المصادر التا ...
- لا جديد في قاموس السياسة العراقية !!!
- (هل تنجح التسوية بين تركيا و- حزب العمال الكردستاني - ؟ )
- هل يعيد البابا الجديد احياء الحوار المسيحي – الإسلامي اسوة ب ...
- سؤال تحت المجهر (1) : هل تعتقدون ان هناك تسوية دولية لحل الأ ...
- في العراق اليوم حفنة من القوة خير من كيس من الحق !!
- هل تغير المالكي يحل المشكلة!؟
- الاول من ايار علامة مضيئة في تاريخ الانسانية
- الانسان الشرقي بين التأليه والتقزيم
- الصحافة مهنة لشهداء !
- ماذا سيكون مصير الحضارة التي تمنع التنورة القصيرة (1) !؟
- المواقف الانسانية عند بعض الشخصيات الكردية في زاخو !!
- هل نسى قادة حركة التغير والاحزاب الاسلامية بعض الحقائق التار ...
- العدالة في نظر الرئيس التركي اردغان!!


المزيد.....




- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوحنا بيداويد - صراع الالهة في سماء مدينة الموصل!!!