أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - محاكمة-يناير-.. لا نظام الفساد والاستبداد














المزيد.....

محاكمة-يناير-.. لا نظام الفساد والاستبداد


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 01:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


منذ مدة لم اعد احتمل الترهات التي تجرى في محاكمة الديكتاتور العجوز مبارك وعصابته، وتلك المسرحية السخيفة المزيفة للتاريخ والمصطنعة لوقائع مثيرة للغثيان، لكن للأسف بالصدفة فوجئت وانا اتنقل بين قنوات التليفزيون بمرافعات مجرمي أسوأ جهاز أمني في المنطقة معروف بأنه آلة السلطة القمعية، فضلا عن انتهاكاته الممنهجة لحقوق الإنسان لسنوات ممتدة، وفق عديد من تقارير المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، واضطررت للمتابعة وان أراهم يقدمون أنفسهم كضحايا، بل أبطال وطنيين قاموا بانجازات لحماية الوطن في وجه التخريب ومحاولات هدم الدولة كما يحلو لهم استعمال هذه المفردات البديلة عن محاولة هدم النظام الفاسد المستبد التابع، والتخلص من حكم يمارس التدمير الممنهج لمصر بالفعل على كل المستويات، ورهن إرادته للخارج ومد يده للعدو واتخذه حليفا.
وللأسف ما يجري ليس مستغربا، ففي بديهيات الثورات، إن الثورة التي لا تنتصر تنهزم، ولا يوجد وهم، كما يردد الأغبياء، اسمه"الثورة مستمرة"، والثورة التي لا تهدم نظاما وتقيم نظاما بقواعد جديدة مغايرة وفلسفة جديدة مناقضة، تسمح بإعادة الوضع بأسوأ مما كان، والثورة التي لا تحاكم السلطة التي خرجت عليها، تتعرض هي ذاتها للمحاكمة بل والتشويه وتزييف التاريخ الذي يكتبه المنتصرون ومن بيده صولجان السلطة وعصا القوة، وهو ما يحدث بالفعل. الأكثر من هذا أن الثورة هي تغيير جذري سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفي علاقات القوى في المجتمع، وطالما هذا لم يحدث، فمن الصعب توصيف ما جرى أنه ثورة وإنما انتفاضة لا تختلف كثيرا عن انتفاضة يناير1977 التي احتواها الجنرالات أيضا، والتي ماتزال مثار جدل تاريخيا، ويراها البعض "انتفاضة خبز" والبعض يزعم أنها "انتفاضة حرامية" أو غوغاء، وثمة من يراها حجمت نفوذ السادات لصالح المؤسسة العسكرية، وآخرون يعتقدون أنها ضخت الدماء أكثر في شرايين السلطة، وأسفرت عن جيل محبط أو خرج من ساحة النضال، وكانت تمثل أيضا فرصة حقيقية ضائعة للتغيير وإزاحة ذات نظام الفساد والاستبداد والتبعية الذي أسسه السادات ومازال مستمرا حتى اللحظة.
وإن كان مفهوما أن النظام يحمي نفسه، ويقمع معارضيه وينسف تلك المرحلة المستقطعة من تاريخ مصر، فاللوم ليس عليه فقط، بل أن من يستحق المحاكمة مع مبارك وعصابته، جميع المتصدرين لمشهد المعارضة، وأولهم الإخوان الذين تحالفوا مع الجنرالات للوصول للسلطة بتخطيط أمريكي ودعم إقليمي لوقف المد الثوري عند مرحلة الانتفاضة، وعدم تطورها لثورة حقيقية، وأيضا تواطؤ وغباء وانتهازية كل القوى السياسية من أقصي اليمين إلى أقصى اليسار.
ولو كانت توحدت الإرادة الوطنية بشكل حقيقي لتم هدم النظام وتطهير كل المؤسسات وإعادة بناء مصر الديمقراطية المدنية الحديثة، وليس إبقاء دولة القمع والاستغلال وامتهان الكرامة مستمرة وتستعيد عافيتها أكثر.
لا أدرى متى وكيف يمكن أن تحدث الثورة في مصر، ولا أبدو متفائلا بحدوث تغيير في المدى المنظور، لكن حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، علينا أن نواجه أنفسنا بالحقيقة المرة، ومراجعة أخطائنا، وتسمية الأشياء بأسمائها، وعدم المبالغة في تقدير الانجاز الثوري الذي قمنا به في يناير2011، وضبط المصطلحات، والخروج من دائرة الجدل حول كونها ثورة أو انتفاضة، ومستمرة أو لقت حتفها، وبالطبع ليست مؤامرة، كما يزعم أبناء مبارك وشبكة مصالحه الفاسدة، وإن كانت مؤامرة فهي على التغيير وعلى منع إسقاط نظام يقدم نفسه كوكيل إقليمي لواشنطن وشرطة حراسة للصهاينة وللرأسمالية المستغلة المتوحشة.
فهذا المراجعات تبدو حتمية، ومنطلقا جيدا يمكن البناء عليه، وعلي الأقل حتى لا نخدع أنفسنا والأجيال القادمة، وكي نتعلم الدرس، ولا نسقط مرة أخرى في ذات الفخ أو بالأحرى تلك الهوة التاريخية السحيقة.
*كاتب صحفي مصري
Email:[email protected]





#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادت مصر للاتحاد الأفريقي وغاب -الدور التاريخي-
- صوت الاستحقاق الرئاسي يعلو على الدستور في مصر
- حين يدعم هيكل الديكتاتورية ويشوه تاريخ ناصر
- سد النهضة وسنوات الاخوان العجاف
- -صفقة الكردستاني- الجار الذي يتجاهل جاره
- سيناريوهات الازمة السورية تتصارع
- ليبيا والأمن المفقود
- مادورو.. اختبار الشافيزية الصعب
- انتخابات الرئاسة الايرانية ضبابية
- الملف النووي الايراني.. محلك سر
- الاخوان وصفقة رجال القذافي
- سوريا.. الحل العسكري يتقدم
- شبه الجزيرة الكورية تحت كابوس الحرب
- فنزويلا وتركة شافيز الثقيلة
- ملف ايران النووي.. العصا والجزرة
- السلفيون والأخوان:-الأخيار- في مواجهة -الأغيار-
- بيونج يانج والتحدي بالسلاح النووي
- اختراق سياسي للأزمة السورية
- الهند وباكستان.. هدوء ما بعد العاصفة
- سوريا إلى نقطة الصفر


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - محاكمة-يناير-.. لا نظام الفساد والاستبداد