الى معالي وزير العدل

ابراهيم حمي

الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 23:47
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إلى وزير العدل

الموضوع: ما تعيشه شريحة من العمال بورزازت , حيت المحاكمات و المضايقات من طرف وزارتكم .

معالي الوزير المبجل و المحترم، وزير العدل مصطفى الرميد،
أخبر معالكم أن وزارتكم ومنذ أن توليتم مسؤولية تدبيرها وهي نشيطة نشاطا ملحوظا ومنقطع النظير، بكل أطرها من قضاتها و موظفيها بإقليم ورزازت، نشيطة في محاكمات ومتابعات ومحاصرات للعمال البسطاء والنقابين وقهرهم، بالاحكام والدعائر والعقوبات السجنية في حق العديد من الفاعلين الحقوقين والنقابين والمطرودين، لا لشيء سوى أنهم يطالبون بانصافهم من الجبروت الرأسمالي الذي جردهم من كل شيء، حتى من حقهم في العيش كأدمين، وكانوا يعتقدون أن هناك قوانين لحمايتهم من التشريد والجوع هم وأبنائهم، وعندما رفضوا الانصياع للأمر الواقع الذي فرضته حفنة من الرأسمالين بطرونا الفنادق وغيرهم، انهالت علي رؤوسهم عصا السلطة حليفة الرأسمال وشريكته في قهر العمال وتشريدهم بما فيهم وزارتكم التي إسمها وزارة "للعدل"، نعم كل هذا وقع ولازال يقع ، بهذه المدينة الجنوبية التي تكابل عليها الرأسمالين الأجانب والمحلين في أبشع إستغلال لثراواتها الطبيعية من معادن ورمال وشمس ومناظر وكل ما جادت به الطبيعية على هذه البقعة من خيرات إلا واستولوا عليها عدوانا وظلما ودون أي مبرر منطقي، اللهم منطق النهب والاستحواذ وتهميش مفرط للساكنة وأبنائها من شباب المنطقة، وكما كنتم تعلمون يا معالي الوزير عندما كنتم تدافعون عن حقوق المواطنين أيام زمان ، وأيضاً عندما كنتم ضمن الحقوقين من جمعيات وفعاليات أيام النضال وقبل أن تصبحوا وزيرا للعدل، و اذ لا نشك في أنكم كنتم تناضلون من أجل ترسخ حقوق الإنسان الماديّة والمعنوية كذلك، ولهذا نخاطب فكم اليوم ضميركم الحقوقي ان بقي حيا و وفيا لرصيدك النضالي الحقوقي المحسوب لكا و الذي لن ننكره عليك رغم الاختلاف بيننا وبينك في التصور وحتى في الرؤية للعديد من الأمور ومن ضمنها حقوق الإنسان وهذا حديث أخر، ومع ذلك لا أعتقد أننا كنا نختلف على تحقيق و ترسيخ "كرامة" الموطن المغربي , ولا على حقوقه , و أيضا لما لهذا المواطن , من حقوق تابتة دستوريا و قانونيا و منطقيا كذلك و عليك كوزير للعدل و مناضل حقوقي سابقا أن تعمل على حماية و صيانة حق المواطن أينما وجد هذا المواطن في التمتّع بكافة هذه الحقوق التي من ضمنها حقه ونصيبه من الثروة الوطنية، و أعتقد أن أي مناضل حقوقي لا يؤمن بهذا المبدأ فهو كاذب وخائن أيضا و كما في علمكم معالي وزير العدل ،و هذا فقط لتذكير حضارتك، ولا سيما أنكم أتيتم للوزارة عبر الصناديق حسب الاعلام الرسمي وأيضاً في تصريحتكم المتعددة أشرتم لذلك ، ولن نجادلكم أيضا في هذا، فالعبرة بالفعل والنتائج والخواتم كما يقال.
ومايهمنا هو ممارسة وزارتكم لأفعال منافية و مناقضة جملة وتفصيلاً لما كنت تدافعون عنه وتروجون له أيام النضال الحقوقي، وها أنتم الأن في قلب المعركة و على رأس وزارة العدل لتطبقوا كل ما كنتم مؤمنين به من عدل و مساواة بين كل أفراد الوطن لكنكم و للأسف الشديد حاصركم الواقع العنيد و تكيفتم مع السائد من السياسات المعادية لحقوق العمال وحقوق المحرومين و البسطاء من الشعب , و ها هي وزارتكم بورزازت تقف إلى جانب الناهبين والفاسدين كما أن وزراتكم أصبحت متخصصة في هذا الاقليم الغير النافع حسب خريطة وزارة الداخلية و وزارتكم كذلك، فلقد أصبحتم أنت و وزارتكم يدا وجهازا، لقمع الحريات الفردية و الجماعية و لا تتقنن الا فن المتابعات و قمع التضاهرات و كل الاحتجاجات التي يقوم بها النقابين والعمال و المطرودن بالمائات، وحتى لمن تجرأ و أعلن تضامنه معهم.
معالي وزير العدل أخاطب فكم ضميركم الحقوقي و القانوني و أذكركم بماضيكم النضالي باعتباري أحد النقابيين الذي جالسكم و اجتمع بكم منذ أول جلوسكم على كرسي موقعكم الجديد كما ألفت انتبهاكم بأنكم وعدتمنا أن تكونوا حرصين على تطبيق الحقوق و تكون وزارتكم حصنا قويا لدفاع عن المحرومين و هاهي مرحلتكم أوشكت على الانتهاء و لم توفوا بوعدكم, و أنتم على علم تام أن وعد الحر دين عليه لهذا أذكر معالكم أن تستذركوا ما فاتكم لأن هامش الوقت لم يعد يسمح بأي تأخير ان كنتم في نوايكم فاعلين . و أترككم لضميركم و لشعاراتكم السابقة و أخبركم أن الطبقة العاملة بورزازت تعيش مأساة حقيقية تنعدم فيها كل ملامح العدل و القانون فبالأحرى حقوق الانسان كما هي متعارف عليها دوليا .
و في الأخير أناشيد فيكم العدل و الحق و القانون و السلام.

مراكش في 8 غشت 2014
ابراهيم حمي نقابي و حقوقي .

#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات