|
ماذا لو كانت خسائر مدني واطفال غزة في الصهاينة
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 22:39
المحور:
القضية الفلسطينية
لقد صنف المحتلون الصهاينة بالوحوش الذين لايملكون ذمة ولاضمير ومن اكثر من جهة دولية شاهدت الدمار الذي حل بغزة بفعل استخدامهم الغير منضبط لأحدث الة عسكرية حيث يتزود الصهاينة من الأمبراطورية التي تنفرد بالكون اليوم ،ومناظربيوت غزة التي تحولت الى انقاض و مئات الضحايا تحت الأنقاض والذي كان بعضهم على قيد الحياة ولكن لايمكن الوصول اليه وتزداد المأساة اذا ما عرفنا ان هذا الشعب لاجريرة له سوى ان الصهاينة قد احتلوا ارضه وهجر وهويعيش تحت حصار لا انساني قاسي ينال الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة ، لقد برزوا كثور هائج في حقل من البورسلين ! بأعتراف الصهاينة ان جل خسائرهم هو مقتل اربعون جندي وجرح عدد منهم(يتصاعد مع استمرار القتال ) وهذا دليل صارخ على ان خسائرهم جنود وليس كما يحدث لغزة حيث قتل المدنيين بالمجان وهو اعتراف بأن مواجهة الغزاويين كانت شريفة وشجاعة وان ما قام به الصهاينة هو مواجهة جبانة بكل المقاييس ،وكان هناك سكون وجبن وسكوت عربي وتأييد امريكي اطلسي لجرائم الصهاينة وانشقاق مجلس الأمن الذي لم يفعل شئ سوى تشكيل لجنة ،ومعلوم انك اذا اردت ان تقتل شيئا ً فحوله الى اللجان . ولكن ماذا لو كان ماحصل قد حصل بالعكس ،أي ان الخسائر المدنية التي لحقت بالفلسطينيين هي في الصهاينة وان الخسائر العسكرية التي لحقت بالصهاينة هي بالفلسطينين فهل سيكون نفس هذا السكون والسكوت الدولي وهل ستقف امريكا صامته تدعو الطرفيين الى التهدئة وتعلن مساندتها لأسرائيل وحقها بالدفاع عن نفسها كلاميا ً مع انها اعلنت انها ستدعم تطوير القبة الحديدية التي بدت مهترءة امام صواريخ حماس البدائية وان هناك اصوات صهيونية في الكونكرس قد طلبت تدخل امريكا المباشر لمساعدة الصهاينة كما يحدث في كل حروبها مع العرب ؟ بالتأكيد سيكون الرد مختلفا ًوان الدنيا وقتها ستقوم ولاتقعد وان الأمر وقتها ، سيتحول الى ابادة للعنصر السامي وان اليهود سيكونون مساكين معتدى عليهم وان قوانين الحروب لاتسمح بقتل المدنيين على هذه الشاكلة وان هولوكوست جديدة تنفذ ضدهم ،رغم انهم بلد احتلال اخرج الفلسطينيين من ارضهم وجلس مكانهم ومع ذلك فأن الدعاية الصهيونية وعلى لسان مسؤوليها تصور هؤلاء الفلسطينين بالارهابيين الذي يجب القضاء عليهم ومحوهم من الوجود كما فعلت امريكا مع شعب الهنود الحمر ،ويظهر ان الصهاينة ماضيين قدما ً في تحقيق هذا الهدف ،مستغلين الواقع العربي المريض اليوم ،والذي تنكر فيه العرب للفلسطينين وبدى الصهاينة اصدقاء تربطهم مصالح ومعاهدات معهم ،مع ان الصهاينة ،وكما هو واضح من تاريخهم ،لايلتزمون بأي معاهدات او أي قوانين لاتخدم مصالحهم واهدافهم في السيطرة على الأرض العربية . الواقع الدولي : لماذا اذن لايوجد عدل وان القوي المعتدي الذي تناصره امريكا هو الطرف الذي يدعم بالتأييد على طول الخط ،وان الطرف المعتدى عليه ومغتصبة ارضه هو الذي يجب ان ينال العقاب الأمريكي والدولي . ان الموضوع لايبدو بهذه البساطة فهو يتأثر بالعديد من المتغييرات الدولية كونه الصراع الرئيس في منطقة حساسة من العالم تتشابك فيها المصالح الدولية بكثافة وتحتاج الى حنكة سياسية من اطراف قوية للحصول على مكاسب سياسية وهذا غير متوفر بالعرب المجزئيين والذي تحول بأسهم الى بعضهم البعض بفعل السياسة الصهيونية والأمريكية الأطلسية . وللنفط العربي ودوره الأقتصادي عالميا ً دور كبير في اذكاء الصراع في المنطقة مع ان الأمور تسير بالمقلوب بسبب الضعف الذي يسود دول العرب فرغم اعتماد الدول الكبرى وعلى رأسها امريكا على النفط العربي واهميته لآلتها المدنية والحربية ولكنها تحصل عليه بيسر كبير فيما هي تناصر الصهاينة عدو العرب الأكبر وتجافي الحقوق العربية في فلسطين ،وهذا يعود الى التفكك الذي حصل في بنية القيادة العربية وخاصة بعد معاهدات التسوية التي جرت في المنطقة مثل كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة والتي سمحت للأنظمة العربية بمصافحة الصهاينة المغتصبين بمباركة امريكية ،رغم ان هذا كان ضد التطلعات الشعبية ،ويشار الى ان الأنظمة التي قد تلجأ الى استخدام النفط كسلاح ولو مرحليا ًفأنها ستعاقب بأقسى ما يتمكنه الغرب من عقوبات كونه يعتبر ان النفط العربي هو بحيرة امريكية غربية لايحق للعرب التصرف بها سوى بمبادلتها ببعض المصنوعات الغربية لااكثر . قد تؤدي الخسائر الكبيرة التي لحقت في الجانب الأسرائيلي في هذه الحرب الى تفكيره جيدا ً قبل ان يعيد الكرة ثانية فقد ظهر ان الفلسطينين في غزة مقاتلون مستميتون من اجل قضيتهم ومن اجل رفع الحصار اللا انساني عن شعبهم وبالتالي فان تخفيف او رفع هذا الحصار الذي يشترك فيه العرب يصبح مكسبا ً لقيادة حماس كما انه مؤشر على ضعف بنية الصهاينة فيما اذا واجهوا مقاومة حقيقية وان السلاح الذي تجهزهم به امريكا بدأ يتضاءل مع بروز التطورات الجديدة في حرب الصواريخ وان المستقبل لن يخدم الصهاينة بأي حال من الأحوال .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يعيشون المستقبل و نعيش في الماضي
-
يوم القدس وصمود غزة
-
العرب يشتركون في ابادة غزة
-
العودة الى الحيوانية والتوحش
-
تاج العرب وفخرها
-
السلام الصهيوني وحل مأساة فلسطين
-
العرب ..احتمال ان يبيض الديك
-
الفلسطينيون والهنود الحمر
-
فقدان النخوة لدى العرب
-
بوادر نشوء حلف دولي جديد
-
جنت على نفسها براقش
-
السحر الصهيوني الأمريكي
-
عبير وحب وفراق
-
بلد العجائب والغرائب
-
وضوح اولى خطوط اللعبة
-
العراق وامريكا حيرة وتساؤلات
-
السيناريوهات المحتملة في العراق
-
تزاوج الصهيونية والوهابية أولد داعش
-
أين العرب
-
التحدي بين الموت والحياة
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|