محمد بهلول
الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 17:03
المحور:
القضية الفلسطينية
تبتعد وكالة غوث الاجئين الفلسطنيين "الانروا" عن الغوص مباشرة بالامور السياسية، حتى انها تحرم موظفيها من العمل السياسي والانتماء لاحزاب وقوى سياسية، وتترك في العادة، للامين العام للامم المتحدة، مهمة التعبير عن الاراء والمواقف السياسية التي من المفترض ان تكون حيادية في الصراعات ما بين الدول الاعضاء، ولسنا هنا بوادر الحديث عن الانحياز الكامل والاستخدام الشامل للامم المتحدة، كما سائر المؤسسات الدولية، من قبل الولايات المتحدة وخدمة لمصالحها.............. لكن ان تصمت الانروا على مدار ثلاثة وعشرين يوما ًعن استهداف العدوان على "غزة" لمؤسساتها ومن ضمنها مدرستي جباليا (20 شهيدا ً) وبيت حانون (16 شهيدا ً) وموظفيها (منير النجار- باحث اجتماعي مع شقيقه في استهداف مباشر لسيارة الانروا في جباليا) فهو مسألة خارجة عن المألوف، ومع ذلك، كان من الممكن تجاوز ذلك وعدم التركيز عليه، لولا ان سارعت الانروا وعلى لسان المتحدث باسمها"كريس جوينس" الى اصدار بيان وباقصى سرعة- بعد زعمها العثور على سلاح في احد مدارسها بقطاع "غزة"- ولم تنتظر فتح تحقيق في الحادث واتباع الاجراءات اللازمة، لتقدم خدمة كبيرة للاحتلال كان ينتظرها على احر من الجمر، ليبرر جرائمه وجنونه ومجازره، بحق المدنيين الفلسطينيين والتي تؤكد عدة مراكز ومنظمات حقوقية دولية ان اكثر من 90% من مجمل ضحايا العدوان على قطاع "غزة" هم مدنييون، يشكل الاطفال والنساء وكبار السن النسبة الاكبر منهم.
لسنا هنا في وارد نفي او تاكيد خبر وجود السلاح في المدرسة، لكن العقل وليس غيره، ما ينفي ان يقبل سكان مدنييون مهجرون الى المدرسة وجود هذا السلاح اصلاً، فكيف بمهجر غادر مراكز الخطر الى اماكن اكثر خطراً، طبعا دون ان ننسى، ان الاحتلال ارتكب في السابق ويرتكب حاليا- مجازر اكثر وحشية دون ان يحتاج الى تبريرات، من مدرسة البقر في مصر الى صبرا وشاتيلا وقانا "مركز الامم المتحدة وكل الشواهد تدل على ان لا سلاح هناك" وصولاً الى جباليا وبيت حانون..............
لو ادانت الانروا مجازر اسرائيل بحق مؤسساتها وموظفيها، لكنا وجدنا مبرراً لتصريحاتها غير المبررة التي لا يمكن ان نفهمها، إلا في خانة الاستخدام من قبل الاحتلال الذي هو بأمس الحاجة الى مؤسسات ذات صدقية "نوعاً ما" لتبرير استهداف المدنيين.
على الرغم من تقديرنا للخدمات التي تقدمها الانروا للآجئين الفلسطينيين، الا انها اليوم اثبتت انها مؤسسة مسيسة حتى النخاع، تستخدم الغطاء الانساني لاهداف غير انسانية......
#محمد_بهلول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟