أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - أنا لا زلت موجودة، انا لازلت مغيبة














المزيد.....

أنا لا زلت موجودة، انا لازلت مغيبة


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 18:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنا لا زلت موجودة، انا لازلت مغيبة"”


:كل ما أريده ممن قالوا لي أن أبتلع لساني وعقلي، أن يدركوا أمراً واحداً فقط
.أنا لازلت موجودة. أنا لازلت مغيبة"”

تواصلت معي. وجدت عنواني الالكتروني وكتبت لي.
شابة من المملكة السعودية
شابة في مقتبل العمر.
تفكر.
وتختنق.
وتعاني.

.“كتبت تقول لي “أكتشفت مؤخراً اني عالقة في معتقل
ومنذ ان تخليت عن تديني والمعتقل يضيق اكثر.
وعقلي بات يرفض انصاف الحلول.
ولذا اصبح من المرعب لعقلي أن لايبصر نور الحرية وأن يموت ويندثر في معتقله.

قرأت كلماتها. وعادت إلى ذكريات تلك الفترة. عندما كنت اختنق.
ذكرتني بنفسي، في نفس عمرها، وأنا في الجزيرة العربية، اشعر بالغربة، اختنق، وأقول لنفسي، من الغريب؟ أنا أم ما يلقونه لنا كل يوم كالببغاوات ويصرون علينا أن نصدق، دون تفكير، دون تدبير.
ذكرتني بنفسي.
تواصلت معها بعد ذلك، وحكت لي قصتها.

حكت لي كيف إُجبرت على إرتداء النقاب وهي في الحادية عشرة من عمرها قهرا.ً
حكت لي كيف قرأت مكتبة ابيها الفقهية، وتوصلت إلى قناعة بسيطة أنها غير مقتنعة.
قالت لي شيئاً مهماً، قالت إنها قرأت لشيوخ وفقهاء من السعودية تحديداً، وهؤلاء جعلوها تنفر من الدين بسبب العنف الذي في كتاباتهم.
قالت لي شيئا ملفتا، قالت لي المسألة ليست إني غير مقتنعة بالإسلام، أنا فقط غي مقتنعة بإسلوبهم الحاد والعنيف في تلقين الدين.
ثم كيف أكون مسلمة وأنا غير مقتنعة.

فعلت ما فعله غيرها ايضا.
صارحت اهلها
وتحدثت مع ابيها.
قالت له: أنا لدي وجهة نظر.
وظنت انه سيفهم.
لكن أبيها تشرب برؤية لاتؤمن بوجهات النظر.
فجاء رده حاداً ككتبه الفقهية.
قال لها: إذا لم تقتنعي سأسلمك لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

هيئة ملعونة، احالت حياة البشر في المملكة إلى جحيم.
تجلد الشباب في الأسواق.
تطبق عليهم احكام القرون الوسطى، وتقول "طريقنا أو السوط".

بعد ذلك وجدت نفسها مجبرة على رؤية كل ما تحبه، كل ما يساعدها على التماسك يدمر امام عينيها. مكتبتها احرقت، واالتابلت حُطم وكل هذا كي تكف عن القراءة. كل هذا كي لا تقرأ خارج دوائر التفكير المحرمة.
كل هذا لأنها قالت إنها غير مقتنعة؟
إنها تريد أن تختار لنفسها؟
بإسم اي رب يبشرون؟
الله المحبة لايغصب.
الله رب الخير والسماح لا يغضب لأن شابة قررت أن تفكر لنفسها.

كم مرة قلتها؟
كلها طرق إلى الرحمن.
والشك والإلحاد طريق أيضاً.
والرحمن محبة.
وسواء ارادت أن تؤمن أم لا، فإن المؤكد أن من حقها أن تؤمن بما تشاء.
وسواء ارادت أن تؤمن أم لا، فإن المؤكد أن الدين كما يلقنوه لهن ولهم هو كفر في الواقع برب يدعو إلى المحبة.
وسوءا آمنت بالله أم كفرت به، فإن ما يدعون إليه ليس دينا.
ليس حباً ما يدعون إليه.
بل كراهية.

ارادت أن تتجنب الصدام، فأجبروها كل يوم على قراءة القرآن بصوت عال بالساعات.
ارادت أن تتجنب الصدام، فأجبروها على الصلاة في المسجد بالساعات.
ارادت أن تتجنب الصدام، فأجبروها أن تتظاهر بالإيمان.
كأن الله سيرضى بما يفعلوه بها؟ا
ونستغرب بعد ذلك من إرتفاع نسبة الألحاد وتحول الكثيرون والكثيرات إلى المسيحية؟
لو كان إختياراً لما فروا وفررن منه.

بحثت عن مخرج.
ينجيها من المعتقل الذي تعيش فيه. معتقل الاسرة، معتقل المجتمع، ومعتقل دولة تطبق هذا التفسير للدين بالقانون.
ولم تجد من يعينها.
لم تسمتع إليها أية هيئة او سفارة دولية. يخافون هؤلاء. يفضلون الصمت عندما تتعلق الأمور بنا، نحن معشر النساء. فلم يبق لنا إلا أنفسنا.

بعض الذئاب اراد التغرير بها بدعوى مساعدتها على الخروج، لكن بطلتنا واعية. تدري أن عليها وصديقة عمرها أن تبحث عن مخرج واقعي. لايخرجهما من مصيبة إلى مصيبة أكبر منها.

قلت لها إني تعلمت وأنا في الجزيرة العربية أن اتعامل مع الواقع واستغل كل فرصة تتاح.
كل فرصة تبدت لي إستغليتها كي أنمي من نفسي، وأستقل.
قلت لها إبحثي عن مخرج في الدراسة والعلم، وعندما تتسلحين بالشهادات ستستقلين ولعلك حينها تقررين رغم ذلك البقاء في السجن الأكبر كي تغيريه.

ثم سألتها.
ماهي الرسالة التي تريدين أن أوصلها لمن يقرأ هذا المقال.
عبارتها جاءت سريعة.
سهم نفذ إلى القلب بصدقه.
قالت:
" كل ماأريده ممن قالوا لي أن أبتلع لساني وعقلي، ممن أصروا علي أن أغيب عن الحياة رغم أني أعيش، اريدهم أن يدركوا أمراً واحداً فقط:
أنا لازلت موجودة. لم أختف ولن أختف.
أنا لازلت موجودة.
لكني لازلت مغيبة."



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وبكت شهرزاد …
- حرب داعش الغبراء
- -لكنها تدور رغم ذلك- عن الدكتورة مريم يحي إبراهيم
- سيناريو الخراب الآتي
- عن أوضاع الخادمات لدينا
- بل التوقيت الآن! عن اليمن والقاعدة
- عندما يحكم الكهنوت… رائف بدوي من جديد
- اليوم كلنا رائف بدوي: !بين السعودية وسويسرا أكثر من حرف السي ...
- لم لا تخجل يا الداؤود ؟
- قاضية بلا محرم؟
- ما الذي قاله رائف بدوي؟
- قاسم الغزالي وحقه في الإلحاد
- التغيير يبدأ بنا
- عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة
- أربع نقاط
- كلنا وجيهة الحويدر!
- مسجد شامل، مسجد بدون تمييز!
- في ذكرى النكبة/تأسيس دولة إسرائيل:-لن أكره-
- نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا
- عن التحرش وحملة شوارع آمنة


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - أنا لا زلت موجودة، انا لازلت مغيبة