سيف عدنان ارحيم القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 12:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الكرد وانقلاب الثامن من شباط 1963
حملت ثورة 14 تموز 1958 بمختلف اتجاهاتها السياسية الاجتماعية والاقتصادية تحولاً نحو أفق لمرحلة جديدة لم يشهدها العراق بكل تحولاته منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921،وهذه التحولات الايجابية-السلبية في بعض الاحيان بالنسبة للقوى السياسية التي جعلتها تأخذ حيزاً اكبر مما ه متوقع لها في العهد الملكي ومنها الاحزاب ذات التيار القومي التي شهدت ابان جبهة الاتحاد الوطني 1957 من تفاهمات كل حسب طبيعة ثقله السياسي والجماهيري من اجل عبور مرحلة جديدة رأت ان الجبهة هي خير وسيلة لأتحاد تلك القوى فبالرغم من ان بعض القوى عارضت تلك الجهة او اخرى بعدم انضمامها للجبهة رأت بعض القوى ومن بينها الحزب الشيوعي العراقي ان جمع الاحزاب على خارطة طريق موحدة تمكنها من تحقيق هدفها المنشود وهذا ما حدث عندما رفضت بعض القوى القومية ومن بينها حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الاستقلال التي عارضت انضمام الحزب الديمقراطي الكردستاني للجبهة بسبب نهج ذلك الحزب حسب وصفهم الحزبي الضيق فعمل الحزب الشيوعي العراقي من جانبه على عقد اتفاق ثنائي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني من اجل جمع كلمة القوى العراقية على اختلاف مشاربها ولم تكن بنود الاتفاق بعيدة عن ميثاق جبهة الاتحاد الوطني،وبقيام ثورة 14 تموز سرعان ما انفرط عقد جبهة الاتحاد الوطني بين القوى العراقية لتدخل الى حلبة من الصراع السياسي لا من اجل طروحاتها بل من اجل ابراز قوتها الجماهيرية وهذا ما حدث بانقسامهم الى جبهتين يسارية وقومية ولتصبح اشبه بقبيليتن متصارعتين وسرعان ما ولج ذلك الصراع المحتدم الى الشارع العراقي بكل ثقله السياسي العام،بالرغم من ان الثورة فتحت افاقاً جديدة الى ان المشكلة كانت في صراع واحتراب تلك القوى الحزبية بافقها الضيق وسرعان ما يتحول ذلك الصراع الى مؤامرات لأسقاط نظام الحكم كما حدث بحركة الشواف 1959 وغيرها من المحاولات لتصل الى اعلان الحزب الديمقراطي الكردستاني الحرب على الحكومة في ايلول 1961 لتعلن شرارة حرب لم تنتهي حتى بسقوط حكم عبدالكريم قاسم،فبدأ حزب البعث العربي الاشتراكي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني يوحدون مواقفهما لأسقاط حكم قاسم وهو ما أكده فؤاد عارف احد اقطاب الحركة الكردية والوزير في حكومة قاسم ان شوكت عقراوي القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني طلب منه اللقاء بشخصية قيادية في حزب البعث،وجرى اللقاء بينه وبين علي صالح السعدي لبحث سبل الاطاحة بقاسم،وفي اللقاء الثاني حضر صالح اليوسفي عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان متخفياً في بغداد وحضر اللقاء طاهر يحيى وبعد مداولات واتصالات مع مصطفى البارزاني جرى الاتفاق على التعاون للاطاحة بقاسم والأتيان بحكومة يترأسها شخص مدني وهو حكمت سليمان رئيس الوزراء السابق في العهد الملكي،ولم ينتهي هذا الدور عند هذا الدور كما يشير مكرم الطالباني ان وزير المواصلات حسن الطالباني اخبره انه عندما كانا في بيروت مع فؤاد عارف في رحلة للأستجمام في بيروت اتصلت بنا السفارة الأمريكية هناك وطلبت منا الانسحاب من حكومة قاسم لأن أيامها معدودات وعند عودتنا قدم فؤاد عارف استقالته بينما بقي حسن الطالباني مع قاسم حتى ساعة الانقلاب 8 شباط 1963 ومما يدلل عمق ذلك التعاون بين البعث والحزب الديقراطي الكردستاني الى البرقية التي ابرقها كل من فؤاد عارف وصالح اليوسفي برقية تأييد للنقلاب.
#سيف_عدنان_ارحيم_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟