محاولات لفرض مبادرة المخابرات المصرية

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 11:06
المحور: القضية الفلسطينية
    

محاولات لفرض مبادرة المخابرات المصرية
محمود فنون
16/7/2014م
أولا وقبل كل شيء لا بد من التأكيد أن ما يعرف بالمبادرة المصرية هي موقف تم التفاهم عليه بين المخابرات المصرية والمخابرات الإسرائيلية وبإشراف أمريكا ومشاركة الدول الرجعية
ثانيا إن الإصطفاف المعادي هو مع المبادرة ومع تطبيقها مهما كانت التباينات الظاهرية
ثالثا الأطراف المتدخلة في المبادرات والوساطات تدرك صعوبة المطالب الإسرائيلية من حماس والفصائل ومع ذلك تؤيدها وخاصة فيما يتعلق بنزع سلاح المقاومة .
هنا لا بد أن يكون في ذاكرتنا بوضوح كل ما يتعلق بإعادة تأهيل منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة فتح عبر عقود في نهاية القرن العشرين . ولقد تضمنت عملية إعادة التأهيل قتل كبار قادة فتح وتخويف الآخرين ، وإفساح المجال للأكثر استعدادا للتأهيل قي المناصب وأن يثبتوا حسن نيتهم في المسلك الجديد ، وظلت سياسة العصا والجزرة مرفوعة على رؤوسهم مصحوبة بالضغوطات التي مارسها الحكام العرب الرجعيين والإمتيازات الشخصية وغير الشخصية التي قدموها للقادة الأقرب للإندماج في الجوقة. وما صاحب ذلك من عملية إفساد ممنهج في صفوف كادرات الشعب الفلسطيني وشراء الذمم وتشجيع الكتاب والمثقفين من أنصار القيادة على الإنخراط في الجوقة وخدمتها وتأييد سلوك القيادة المناهض للثوابت الفلسطينية ...
لا بد أن نتذكر ذلك وخاصة بعد أن شاهدنا التحول في استهدافات القصف على غزة ليطال بيوت قيادات معينة من حماس والجهاد الإسلامي من الصف الأول .
فقد استهدف القصف منازل كل من الزهار وفتحي حماد من حماس وأبو عبدالله الحرازين من الجهاد الإسلامي .
ومع العلم أن جزءا من قيادة حماس تتمتع ببعض المرونة وتعلن استعدادها لدراسة المبادرة مما يوجب مساندتها بالطرق الإسرائيلية كما هي حال السياسة الإسرائيلية والتي تستهدف تهديد الرؤوس الكبيرة وتصفية بعضها من أجل إخضاعها.
هنا يكون هذا التحول جزء من برنا مج إعادة التأهيل كمحطة في السياق . فعودة القصف عموما وبلا ضوء في نهاية النفق ورفع وتيرة التهديد والتحضير للإجتياح مصحوبا باستهداف القيادات الأولى يعتبر وسيلة ضغط فعالة من قبل العدو وخاصة أن الصواريخ الفلسطينية لم تشكل عنصر ردع أو توازن تهديد ورعب مقابل السلاح الإسرائيلي المعادي .
وهذا ما سوف تستخدمه الوساطات العربية والتركية .
هذه الوساطات هي سياسيا في الإصطفاف المعادي وهي لا تملك الجرأة على مجابهة الموقف الإسرائيلي بل هي تملك وسائل الضغط على الجانب الفلسطيني لتقدم إسرائيل العصا وهم يعدون كذبا بتقديم الجزرة .
إن الموقف الفلسطيني في غاية الحرج فعدم القبول يعني تواصل القصف والقتل والتدمير بدون آفاق مرئية / والقبول يعني استكمال إخضاع حماس كما حصل مع فتح وعلى ذات المسلك الذي سارت عليه فتح . هذا مع العلم أن نوع المقاومة المتوفرة على شكل مجابهة يعني أن ميزان الفعل وتواصله وتأثيره ليس مع الفلسطيني .
في كل مرة يجب ان نتذكر ان النظام العربي الرسمي هو في الصف المعادي لنا وللأمة العربية وأن كل موقف يتخذه هذا النظام مهما كان مظهره هو خطوة هدم في بنيان القضية الفلسطينية حتى لو ضحك له القادة المزيفون والمسؤولون المنصبون علينا من قبل غيرنا .

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات