سليمان جبران
الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 13:07
المحور:
مقابلات و حوارات
لا بدّ لي من الاعتراف، أوّلا، أني آخر من يمكنه تأييد حماس. أو تأييد أيّ حزب ديني. إسلامي أو مسيحي، أو بوذي حتّى. الدين توافق بين العبد وربّه، وأنا لا أظنّ الله يتدخّل في حياتنا على هذا الكوكب. لعلّه يراقب ويسجّل، لكنّه لا يلطّخ يديه، "في ملّتي واعتقادي"، في الأمور الدنيويّة. لذا يصعب عليّ تماما تأييد أيّ حزب ديني: لا إسلامي، ولا مسيحي، ولا يهودي!!
مع ذلك أجدني اليوم وقد أخذتني الشفقة على حماس. حاصروه من كلّ الجهات. الأعداء و"الأصدقاء الأعداء" طبعا. من البرّ ومن البحر ومن السماء. ما الطريق أمام من لا طريق أمامه، سوى الانتحار؟ وحماس ينتحر، مؤمّلا أنه يستطيع بانتحاره "كيد العدى". القتلى في غزة لا قيمة لهم. يتساقطون كالذباب. لا أحد يعدّهم، ولا أحد يهتمّ. المهمّ ألا تنخدش عجوز تسعينيّة من شعب الله المختار، بشظايا قذيفة!
اليوم فقط فطن شعب إسرائيل، فتذكّر معروف عمير بيرتس. كان أوّل وزير دفاع مدنيّ في إسبارطة المعاصرة. استهبلوه واضطرّوه إلى الاستقالة، مجلّلا بالسخرية المرّة. بيرتس اليوم بطل قومي في إسرائيل. سبحان مغيّر الأحوال. شرقي، يعني سفاردي، وفي رأسه عقل! على كلّ حال: كلّ قاعدة ولها شذوذ. وعمير بيرتس هو الشذوذ لا القاعدة!
في هذه المناسبة، دعوني أسأل أباطرة إسرائيل: لنفرض أنّكم دخلتم غزّة، وأنزلتم بحماس، وبالناس هناك طبعا، الويل والثبور. ماذا بعد؟ لا أنتم، ولا العرب العاربة والمتعاربة، يمنكم إبادة مليون ونصف من الناس. ما العمل، لا يمكن. وقد يأتيكم بدل حماس من هو أشرس وأخبث من حماس! الجميع يعرف أنّك إذا لم تستطع القضاء على عدوّك فأنت تقوّيه، وتطوّر أساليبه. فقط أنتم لا تعرفون ولا تريدون أن تعرفوا.
في موقع واينت كتبوا أنّ القبّة الحديديّة غدت، في هذه الأيّام، أشهر من الحمّص. فهل السادة في واينت يعرفون أنّ الحمّص، بالذات ، "إنتاجٍ"عربي؟
تصوّر الأمر معكوسا وخذ مثلا "، قال الجواهري، شاعر العراق الخالد، سنة 1937!“
العاقل من يرى اليوم، ويرى الغد أيضا، ولا يسكر بخمر اللحظة!!
#سليمان_جبران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟