جواد كاظم البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 16:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للعراق وجهه الباسم
من يقرأ تاريخ العراق يجد انه كان افضل بغياب امراض الجريمة والكراهية والاستعباد رغم بساطة العيش وقلة الاشباع وكثرة الاحتياج الى كل شيء، فليس هناك شيء عصي او مسألة معقدة، والحياة تسير وفق منظور سهل يومي يعاني من نقص في بعض فقراته لكنه آمن والدم فيه عزيز جداً لا يسفك بسهولة، وبدل ان تكون الحضارة باباً لمعالجة عنصر الفقر والجهل والمرض التي كانت تتسبب في مشاكل كثيرة، لكن هذه المشاكل لا تفضي الى سفك الدم والكراهية والحقد هذه الحضارة التي اوردت معها في منطقتنا العربية الاسلامية ألواناً معتمة من الافكار المشوهة تسببت في رفع شأن المجتمع التعليمي والعلمي الذي انتصر على المرض والفقر نتيجة استخدام خيرات العراق التي قدمها لنا الاستعمار حالنا حال اهل الخليج الذين سلموا لحاهم بيد من انزلهم من ظهر الجمل واجلسهم خلف مقاود سيارات الدفع الرباعي فقد ايقنوا بأن من استخرج لهم السعادة من باطن الارض قادر على ان يشردهم في مشارق الارض ومغاربها كما فعل في الشعوب العربية والاسلامية والثورية بعد ان قدمت القرابين منحورة في مسالخ النضال والكفاح ضد الاستعمار. العراق العظيم..
جزء من هذه المنظومة التي تمتطي المشاعر واندفاعها .. وتلغي من برنامجها السياسي عنصر العقل والحكمة خاصة بعد ثورة 14تموز/1958 التي كانت البداية لدخول عهد جديد من ظهور النزعات الثورية المتنوعة التي لم يألفها المجتمع بشكل واسع ومكشوف وصلت الى حد الانتقام بين العناصر المختلفة فكرياً وآيديولوجياًواحداث الموصل وكركوك وبغداد في عهد الجمهورية الاولى والاحداث المفزعة في 1963 وما جرى من احداث مأساوية بعد انقلاب 1968 كانت بداية حمامات الدم الجديدة التي لم تتوقف لحد الآن والتي اسهمت في تربية اصابع الجريمة والتصرف بعقلية قبلية وعشائرية وقبضاياتية ادت الى خلق مجتمع جديد لا علاقة له بماضيه قبل خمسين سنة خلت.
فبقدر ما منحته لنا الحضارة من ارتفاع في مستوى المعيشة والتعليم والثقافة والفن والادب فقد اخذت منا ما كنا نتصف به من راحة بال وتآلف ومحبة وخلقٍ وتقاليد واعراف سامية فكان واضحاً ذلك الارتباك العام في شتى الاتجاهات واذا ما كان هناك من استثناءات فهي تكاد لا تذكر لقد دفعنا من دم ابناء هذا الوطن ما لا يقابل قيمة ما ربحناه من ملايين براميل النفط في وجود اللصوص ودفع التعويضات التي خلفها لنا الرئيس السابق صدام حسين بسبب مغامراته فمازال العراق يدفع ثمن اخطاء ارتكبها سياسون وقعوا في فخ الخطيئة السياسية التي اوصلت بلادنا على ما نحن عليه الآن.
لكن تظل هناك بارقة امل بوجود المخلصين الذين يعيدون للعراق وجهه الباسم ولو بعد حين.
#جواد_كاظم_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟