أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - مرَّة أخرى عن صلة -التسارع- ب -تباطؤ الزمن-















المزيد.....

مرَّة أخرى عن صلة -التسارع- ب -تباطؤ الزمن-


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 13:24
المحور: الطب , والعلوم
    


جواد البشيتي
أَرَدتُّ لهذه المقالة أنْ تكون في هذا الشكل تَوَصُّلاً إلى بَسْط "الصلة السببية للتسارع بتباطؤ الزمن"، وجلاء الغموض عن بعض معاني وتفاصيل هذه الصلة.
جُمْلَة مبادئ وأفكار أولية وأساسية لفَهْم أوْضَح، وأبْسَط، وأدَق، للصِّلَة السببية لـ "التسارُع" بـ "انحناء (أو تمدُّد، أو تباطؤ) الزمن":
1. تَسَارُع الجسم (المتأتي من دَفْعِه، أو سَحْبِه بقوَّة خارجية ما) هو كل زيادة، أو نقص، في سرعته؛ وهو كل خروج له عن الاستقامة في خط سيره، كانحرافه إلى اليمين، أو إلى اليسار.
2. لا يمكن أبداً تمييز تأثيرات (أو نتائج) التسارُع من تأثيرات الجاذبية؛ مع أنَّ التسارُع والجاذبية ليسا شيئاً واحداً؛ فالتسارُع "برتقال"، والجاذبية "تُفَّاح".
3. لا فَرْق بين نتائج "التسارُع الإيجابي" ونتائج "التسارُع السلبي"؛ فلو كُنْتَ في حجرة صغيرة ساكنة، في فضاءٍ لا وجود فيه للجاذبية، وجاءت قوَّة خارجية ما لتَدْفَع حجرتكَ بما يجعلها تسير بسرعة متزايدة تَزايداً ثابتاً، مع احتفاظها بالاستقامة في خط سيرها، فإنَّكَ تَكْتَسِب وزناً، وترى ظاهرة السقوط الحر للأجسام في داخل حجرتكَ، وترى انحناءً في المسار الذي يسير فيه جسم ما في داخل حجرتكَ؛ ومن غير أنْ ترى، يَحْدُث، حتماً، انحناء في الزمن لديكَ؛ فعقارب ساعتكَ تسير أبطأ من ذي قَبْل؛ لكنَّكَ لا تشعر بهذا البطء، ولا تدركه. ولو، بعد حين، اسْتَعْمَلْتَ قوة ما لجعل سرعة حجرتكَ تتباطأ، فلن تختلف النتائج والتأثيرات. لو أنَّكَ اسْتَعْمَلْتَ هذه القوة (أو الكوابح) لجعل حجرتكَ تتوقَّف سريعاً، وتماماً، عن الحركة، فسوف تَجِد أنَّ وزنكَ زاد أكثر، وأنَّ انحناء المسار الذي يسير فيه جسم ما في داخل حجرتكَ قد اشتد؛ فهل ينحني لديكَ المكان في هذه الشدة من غير أنْ ينحني (يتباطأ) الزمان، وفي الشدة نفسها؟!
4. الجسم (أو الإطار المرجعي) الذي يسير (في الفضاء الخالي من "المادة") في خط مستقيم (أو في الاتجاه نفسه) وبسرعة ثابتة (لا تزيد، ولا تنقص، وبصرف النظر عن مقدارها) هو جسم في حالة سكون.
5. "النسبية الخاصة" تَخْتص بكل "إطار مرجعي" غير متسارع، وغير متأثِّر بالجاذبية.
6. "النسبية العامة" تَخْتَص بكل "إطار مرجعي" متسارع، أو يخضع لتأثير الجاذبية.
7. "السَّاعة الأسرع" هي السَّاعة الموجودة في "إطار مرجعي" غير متسارِع، وموجود في فضاءٍ يخلو من مصادِر ومنابع وحقول الجاذبية (أيْ يخلو من الكواكب والنجوم..). في الكون كله، لا وجود لساعةٍ أسرع من هذه الساعة؛ فالسَّاعات الكونية جميعاً إمَّا أنْ تَعْدِل هذه السَّاعة سرعةً، وإمَّا أنْ تكون أبطأ منها (قليلاً، أو كثيراً).
8. "الزَّمن الثابت" هو الزَّمن الخاص بشيء بعينه؛ فإذا كُنْتَ ستعيش 100 سنة، فإنَّكَ ستعيش 100 سنة، بحسب ساعتكَ، وبصرف النَّظر عن "إطارك المرجعي". إذا كان قلبكَ ينبض نحو 70 نبضة في الدقيقة الواحدة (بحسب ساعتكَ) فإنَّه سيظل ينبض نحو 70 نبضة في الدقيقة الواحدة (بحسب ساعتكَ) مهما كانت شدة الجاذبية التي يخضع لها إطاركَ المرجعي، أو مهما كانت سرعة، أو تسارع، إطاركَ المرجعي؛ فإنَّ الشيء (أيْ كل شيء) يعيش (ويتطوَّر) بحسب "الزمن الخاص به"، أيْ بحسب "ساعته الذاتية".
9. لا انفصال أبداً بين "انحناء المكان" و"انحناء (تمدُّد، تباطؤ) الزمان"؛ فحيث ينحني المكان، ينحني الزمان، وبالنسبة نفسها؛ فـ "الانحناء" يَخْتَص بهذا المُتَّحِد (اتحادا لا انفصام فيه أبداً) المسمَّى "الزمكان".
10. حركة الجسم في المكان (وفي فَهْم بسيط لها) هي أنْ يتحرَّكَ جسم ما، مبتعداً عنكَ (على ما ترى) أو مُقْتَرِباً منكَ (على ما ترى) وبسرعة ما (ثابتة، أو متغيِّرة).
11. "الزمكان" لا ينحني أبداً في الإطار المرجعي الساكن (وغير المتأثِّر بالجاذبية) وفي الإطار المرجعي الذي يسير (في فضاءٍ خالٍ من الجاذبية) في خط مستقيم، وبسرعة ثابتة.
12. هذا الإطار، أو ذاك، قد يراه مراقب ما في حالة حركة؛ قد يراه يسير مبتعداً عنه، أو مُقْتَرِباً منه؛ عندئذٍ، لا بدَّ لهذا المراقب من أنْ يرى تضاؤلاً في سرعة دوران عقارب السَّاعة في الإطار المرجعي المتحرِّك بالنسبة إليه؛ فالزمن يبطؤ في كل ساعة متحرِّكة بالنسبة إليكَ، ولو كانت هذه السَّاعة ساكنة، لا تتحرَّك من مكانها. لو كان الإطار المرجعي الذي أراقبه يسير بسرعة 280 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، ولو كُنْتُ (لسببٍ يختص بحركتي أنا) أراه ساكناً (أيْ لا يبتعد عني، ولا يقترب مني) فإنني، عندئذٍ، أرى عقارب ساعته تدور بالسرعة نفسها التي تدور فيها عقارب ساعتي.
13. أنا الآن موجود في إطار مرجعي ساكن، لا يتحرَّك من مكانه؛ وهذا الإطار موجود في فضاءٍ يخلو من الجاذبية. أمامي يَقِفُ إطار مرجعي، دَفَعَتْه قوَّة خارجية ما، وظلَّت تَدْفَعه، فسار، مبتعداً عني، بسرعةٍ متزايدة تزايداً ثابتاً، مع احتفاظه بالاستقامة في خط سيره. المراقب في هذا الإطار يرى ظواهر الجاذبية وقد تولَّدت في إطاره. الفضاء (مع المسارات) انحنى في داخل هذا الإطار. الزمن تباطأ تباطؤاً فعلياً في داخل هذا الإطار؛ وهذا التباطؤ يزداد مع كل زيادة في سرعة الإطار؛ فالإطار يسير بسرعة، ليست ثابتة، وإنَّما متزايدة تزايداً ثابتاً، أيْ أنَّ سرعة تزداد كل ثانية. هذا المراقِب لا يدرك تباطؤ الزمن لديه، ولا انكماش متره. أمَّا أنا فأرى أوَّلاً أنَّ هذه الإطار متحرِّك بالنسبة إليَّ؛ فهو يسير (بسرعة متزايدة) مبتعداً عني؛ ولا بدَّ لساعته المتحرِّكة (بالنسبة إليَّ) من أنْ تدور عقاربها بسرعة أقل من سرعة دوران عقارب ساعتي. وأرى ثانياً أنَّ الزمن لديه يتباطأ في استمرار؛ فالدقيقة عنده تَعْدِل الآن دقيقتين عندي؛ ثمَّ أصبحت تَعْدِل ثلاث دقائق عندي.وأرى ثالثاً أنَّ متره أصبح أقصر من متري، وأنَّ طول إطاره المرجعي انكمش، وينكمش، في اتِّجاه حركته. وكلَّما زاد هذا المراقِب تسارعه هذا (أيْ كلَّما جَعَلَ الزيادة في سرعة إطاره أكبر) اشتد وعَظُم تباطؤ الزمن لديه (على ما أرى). ولَمَّا بَلَغَت سرعة إطاره 280 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، قرَّر هذا المراقب تَرْكَ إطاره يسير بهذه السرعة، فلا يَزيدها، ولا ينقصها. إنَّ عقارب ساعته الآن تدور بسرعة عادية؛ فلا بطء، ولا تباطؤ في الزمن لديه؛ لكن كل ما اكتسبه من زمن (من قَبْل، وبسبب التسارع) ظلَّ في الحفظ والصون. أمَّا بالنسبة إليَّ فالأمر مختلف؛ فهذا الإطار ما زال يتحرَّك بالنسبة إليَّ؛ ما زال يسير مبتعداً عني (وإنْ بسرعة ثابتة هذه المرَّة). إنني ما زلتُ أرى الزمن لديه بطيئاً؛ وأرى أنَّ هذا البطء قد تَجَمَّد عند النقطة التي بلغها؛ فهو لا يزيد، ولا ينقص. الآن، شرع المراقب يستعمل الكوابح لجعل إطاره المرجعي يتضاءل سرعةً، وصولاً إلى توقُّفه التام عن الحركة. هذا تسارُع سلبي؛ ولا فَرْق بين نتائج التسارُع الإيجابي ونتائج التسارُع السلبي. إنَّ الزمن لديه شرع يتباطأ، ويزدادا تباطؤاً. وهذا تباطؤ فعلي بالنسبة إلى المراقِب. ماذا أرى أنا؟ هل أرى تناقُصاً في بطء الزمن لديه؟ كلاَّ؛ فإنني أرى مزيداً من البطء في الزمن لديه؛ فانطلاق السيَّارة بغتةً يعطي نتائج مماثلة لتوقُّفها بغتةً. الآن، تقوَّف إطاره المرجعي عن الحركة تماماً. عندئذٍ، عادت عقارب السَّاعة لديه لتدور بسرعة دوران عقارب السَّاعة لديَّ. إطاره المرجعي هو الآن ساكن بالنسبة إليَّ؛ فهو لا يتحرَّك مبتعداً عني، أو مقترباً مني (على ما أرى). وعليه، لا أرى أي بطء في دوران عقارب ساعته.
14. التسارع، بوجهيه الإيجابي والسلبي، يبطئ فعلياً التغيير في كل شيء يخضع لتأثيره؛ فالحادِث الذي يستغرق عادةً خمس دقائق، مثلاً، قد يستغرق بسبب إبطاء التغيير المتأتي من التسارع (أو الجاذبية) بضع ساعات، أو بضعة أيام، أو بضعة أشهر، أو بضع سنوات، أو ملايين السنين.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكراد العراق في مواجهة الفرصة التاريخية!
- كيف يتسبَّب -التَّسارُع- في -إبطاء الزمن-؟
- -النُّقْطَة- التي منها وُلِدَ الكون!
- حقيقة -التباطؤ في الزَّمَن-
- -النسبية العامة- في مثال بسيط!
- سفينة نوح كونية!
- الإشكالية في تقدير -عُمْر الكون-!
- مقال قديم نشرتُه قبل غزو الولايات المتحدة العراق
- الإجابة النهائية عن سؤال قديم!
- -أسلحتها- و-الأيدي الموثوقة-!
- العبودية في بلاد العرب!
- أُمَّة منكوبة بالطائفية!
- هل تَضْرب إسرائيل ضربتها التاريخية؟!
- في عُمْق -الثقب الأسود-!
- زلزال -داعش-!
- ومضات 5
- التفسير الأسوأ لسياسة واشنطن!
- معركة السيسي المقبلة!
- -الحقيقة النَّفْطِيَّة- للولايات المتحدة!
- رحلة خيالية إلى المستقبل!


المزيد.....




- نصائح فعالة للوقاية من مرض الشريان التاجى القلبى.. لا تفوتك ...
- الجديرى المائى.. هل يمكن أن تصاب به وأنت بالغ؟
- صحتك بالدنيا.. مخدر الشابو مدمر للدماغ ويصيب بالسكتات والجلط ...
- سبب وفاة محمد رحيم.. أعراض الذبحة الصدرية الظاهرة لا تتجاهله ...
- دراسة: على الأهل إدارة غضبهم كي يكونوا نموذج استجابة جيد لأط ...
- هل هناك علاقة بين طقطقة الأصابع وخطر إصابتك بالتهاب المفاصل ...
- من كولومبوس إلى الفراعنة.. هل يعيد فحص الحمض النووي قراءة تا ...
- حصاد الطب فى 2024.. ابتكار رقعة جلدية يمكن ارتداؤها لتتبع ضغ ...
- الصحة العالمية: ارتفاع حالات الملاريا بإقليم شرق المتوسط لـ ...
- بسبب حاجتها للأنسولين.. أم تُمسك بشعر ابنتها المصابة بالسكري ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - مرَّة أخرى عن صلة -التسارع- ب -تباطؤ الزمن-