أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - فَشَلٌ في الجَلسَةِ الأولى ، فهل مِن أملٍ في الجَلسة الثانيةِ ؟















المزيد.....

فَشَلٌ في الجَلسَةِ الأولى ، فهل مِن أملٍ في الجَلسة الثانيةِ ؟


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أختير رئيساً للجلسة الأولى ، تنفيذاً لمواد الدستور ، على إفتراض ، في عقل المشرّع ، أن الأكبر سناً يُتوسّم فيه الحكمة وحسن التصرّف في الحالات المبرمة . ولكننا في بلد لا تسير الأمور فيه حسب المنطق العقلاني ، فلا ترى المشرّع قد قصد ذلك إدراكاً منه ، بل مجاراة لما تعارفت عليه الأمم الأخرى ، بينما نحن في وادي اللامنطق ، وما عرفنا يوماً تسلسل ما نحتاج وما نريد ، وأولئك يعرفون ما يريدون ويخططون له لآجال مقبلة .

ترأس الجلسة وفوّت على الشعب العراقي الفرصة الذهبية في التغيير . هو لم يُفاجأ بحال مجلس النواب ، ومواقف الكتل السياسية . لم يفاجأ بعدم وجود توافق بين الكتل لترشيح رئيس مجلس النواب ونائبيه . لم يفاجأ بعدم وجود توافق في كتلة التحالف الكردستاني لترشيح أحد لمنصب رئيس الجمهورية ولا بترشيح التحالف الوطني أحداً لمنصب رئيس الوزراء . كان له من الوقت متّسع للتفكير والوصول إلى قرار ، لمعرفته مسبقاً أنه أكبرُ أعضاء مجلس النواب المنتخبين سنأ ، وربما عقلاً وحكمة . كان عليه أن يتذكر التصريحات التي صدرت عن التحالف الوطني أنهم ، في حالة عدم تمكنهم من التوافق فيما بينهم حول مرشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء فإنهم سيذهبون إلى مجلس النواب بدون مرشح !!!

الجلسة الأولى لمجلس النواب مخصصة ، بموجب الدستور ، لأداء القسم وإختيار رئيس للمجلس ونائبين للرئيس . بينما فشل رئيس الجلسة من تحقيق الغرض الأهم في هذا الإجتماع ، وضيّع فرصة حضور 255 نائباً وممثلين عن جميع المنظمات الدولية والسفارات والشخصيات الدولية والإقليمية .

العراق الذي يمرّ بفترة حرجة وخطرة تتمثل في الصراع الحاد على السلطة من جهة وضياع هيبة الدولة وشرعيتها ، والفراغ السياسي المتأتي نتيجة كل ذلك ، يحتاج إلى حلّ حاسم ، من أعلى سلطة شرعية موجودة في الوقت الحاضر . وقد إلتأم إجتماعها تحت قبة واحدة ، والمفروض أن القرار الحاسم يصدر من هذا الإجتماع ، وبدون الإرتباط بما يشترطه البعض من ما تمليه جهات من خارجه . ما كان عمار الحكيم بشخصه في القاعة ، و لا كان مقتدى أو علاوي وكتلته التي قررت بإرادتها مقاطعة الجلسة . وكذلك لم يكن في القاعة ممثلون لقوى إقليمية أو دولية لها الحق في التصويت أو التأثير على أعضاء المجلس ، فلماذا إذن لم يقم رئيس الجلسة بواجبه ويكمل مهمته الدستورية ، كما يجب ؟ بل منح فرصة إستراحة كانت سبباً في تشتييت الأعضاء ، وعدم إكتمال النصاب من بعدها . إن الحجج التي سيقت من قبل كتلة المتحدون والكتلة الكوردستانية والتعكز على " أن التحالف الوطني لم يُرشح شخصاً لمنصب رئيس مجلس الوزراء !! " حجة سيقت بعد تقاعس رئيس المجلس في أداء واجبه . إذ أن التسلسل الزمني " حسب الدستور " أن يتم إنتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه من بين أعضاء مجلس النواب الحاضرين في الجلسة ، دون توقّع أو إنتظار وجود مرشح متوافق عليه من المكوّن السنّي . إن المحاصصة التي يعتبرها الجميع رأس البلايا التي نعاني منها في نظامنا السياسي الحالي ، ومبدأ التوافق المرتبط بها ، أصبحت لاصقة بعقولنا و لا يريد أحدٌ الخلاص منها ، برغم زعيقه بعكس ذلك ، وكأنها أحذية أبي القاسم الطنبوري ، أينما ذهب ذهبت خلفه . فرئيس مجلس النواب قد فرّط بأقدس وأثمن فرصة للخروج على هذه البلوى . كان عليه أن يستغل حرارة القسم ورهبته على النواب الجدد ، ولا يتهاون في المضيّ قدما لتحقيق الغرض الأهم في الإجتماع ، بأن يخاطب الجميع بإسم الشعب الموحد الذي يمثلونه ، وقد أقسموا على ذلك ، ويطلب من مَن يرى نفسه مؤهلاً لرئاسة مجلس النوّاب الترشيح للمنصب ، ثم يطلب التصويت عليه ، وكذلك بالنسبة للنائب الأول وللنائب الثاني ، وإن لم يفز أحد بالأكثرية في الإقتراع الأول يصار إلى التصويت على الشخصين الحاصلين على أعلى الأصوات .

نعم .. قد يكون رئيس الجلسة يجابه من قبل بعض الكتل النيابية أو رئاساتها بالرفض ، أو حتى بأسلوب خشن ، ولكن ذلك كان سيكشف الرافضين أمام ممثلي المنظمات الدولية والسفارات ، لأن رئيس الجلسة كان في موقف تنفيذ الدستور ، والرافض كأنما يريد دفعه إلى مخالفة دستورية . ولكن مع الأسف الشديد فأن رئيس الجلسة قد خالف الدستور بدون سبب .

قد يخالف البعض ما ذهبت إليه ، ولكني أرى أنه مع إفتراض أسوأ النتائج فإن العراق كان سيخرج من عنق البوتقة المحصورين فيها ، ألا وهي عدم وجود كيان شرعي فاعل وبموجب دستور نافذ ، وعدم وجود ربان للسفينة العائمة في بحر من المشاكل والإنكسارات والهزائم . إن إختيار رئيس لمجلس النواب ونائبيه ، بهذا الأسلوب ، لوكان قد تمّ ، لأمكن إعتباره الخطوة الأولى للخروج من طوق المحاصصة البغيضة . وما قد كانت تتبعه خطوات عملية تشريعية أخرى بدأً بإنتخاب رئيس الجمهورية ثم التكليف بتشكيل الوزارة .

العراق بحاجة إلى إستقرار ، وأسوأ الإحتمالات في تكوين مجلس النواب ، أو في إختيار رئيس الجمهورية أو في تشكيل الوزارة ، في إطار المعطيات المتوفرة ، ورغم ما توجّه إلى نتائج الإنتخابات الأخيرة من إتهامات بالتزوير ، فإن أساس الإستقرار يعتمد على تهدئة النفوس المتصارعة ، بعد إيجاد غلبة شرعية دستورية لجهة ضد جهة ثانية . وعند ذلك يبدأ التنافس بأسلوب جديد وعلى أسس أولويات جديدة . فالحكومة الفائزة لا تنطلق من مبدأ التشبّث بكل السبل للبقاء في السلطة ، مثلما تعمل الآن للوصول إلى الولاية الثالثة ، بل تعمل على توسيع رقعة قاعدتها الإجتماعية ، بينما تكون الجهة غير الفائزة في موقع المعارضة ، وتمارس حقوقها بأسلوب سلمي ، وتتوحّد القوى الشريفة لمكافحة أعداء الشعب من أي صوبٍ يأتون .

أوردت في مقالة سابقة بعنوان " خارطة طريق إنقاذ العراق " أن الخطوة الأولى تبدأ من مجلس النواب ، بالخروج من طوق المحاصصة والتوافقات السياسية ، غير المجدية ، بل المضرة بالعراق حتى تبلغ درجة الخيانة ، فهل يطلق الشرفاء والعقلاء من السياسيين العنان للنواب أن يقوموا بواجبهم الوطني بما تمليه عليهم ضمائرهم من حب العراق بدل الإنحياز إلى الطائفة أو الحزب أو الكتلة ، وهل تعود كتلة الوطنية عن مقاطعتها لجلسة مجلس النواب بدل ترك الساحة للاعبين الآخرين ؟



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حِصانُ طُروادة في حكومةِ المالكي
- رسالة مفتوحة إلى المالكي
- مُؤامَرَةُ تقسيمِ العراق - مشروع بايدن -
- خارطةُ طريق إنقاذ العراق
- مُغامَرةُ حافةِ الهاويةِ
- حَذاري من لعبة الشيطان
- الصَّحافة
- مسألةُ ثقة
- النَّزَعُ الأخير .. !
- يخسأ الفاسدون
- داعش والداعش المصنوع
- حكومةُ أزمات !!
- حوار مع عبد القادر ياسين و مصير الشيوعية وأسباب إنهيار الإتح ...
- الشَفَقَة ..!!
- ما أشبهَ اليوم بالبارحة !
- مُتَوَرِّطٌ أخوك لا بَطَر
- مسمارُ جُحا في المنطقة الخضراء
- تبّت الأيادي
- حبلُ الكذبِ قصير !
- إنتهازية أعضاء المجلس


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - فَشَلٌ في الجَلسَةِ الأولى ، فهل مِن أملٍ في الجَلسة الثانيةِ ؟