الانقلاب الانتخابي والرئيس الأسن

طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في الثلاثين من نيسان الماضي توجه ابناء شعبنا العراقي الى الصناديق السحرية التي ستحدد مستقبل العراق للسنين الاربعة المقبلة ..لست متفائلا ولا متطيرا، لكني آمل بتحول كبير. لم احلم بانقلاب انتخابي، بل يتملكني امل فقط بان ما حصل عليه التحالف المدني الديمقراطي، التحالف الفقيرماديا والغني برنامجيا، على هذا العدد القليل من مقاعد البرلمان الجديد، سيشكل حجر اساس من اجل المساهمة بعراق جديد حقيقي ودعوة القوة المتنفذة على البدء، وعلى الفور، بإصلاح البنية التحتية والنظام المصرفي وبرنامج اقتصادي لا يعتمد على النفط كمصدر للحصول على العملة الصعبة. والغاء كافة القوانين التي تكبل حرية التعبير والتفكير، سواء كانت قوانين صدامية قديمة او جديدة، واقرار قانونا جديدا للاحزاب يمنع بموجبه اي حزب طائفي او شوفيني مثل ما هو مطبق في المانيا ( الهتلرية سابقا ) وبقية الدول المتحضرة. وتقوم الحكومة فورا بمنع اقامة اي حدود وهمية او فعلية بين بغداد والمحافظات. ونتمنى ان يضغط البرلمانيون الجدد بالاعتماد على شرائح مختلفة في المجتمع العراقي، وخاصة تلك صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير المنشود، من اجل تشكيل حكومة تعتمد على الثالوث المقدس : الكفاءة والنزاهة والإخلاص.
وعقد بالامس الاجتماع الاول للبرلمان الجديد برئاسة الاكبر سنا الدكتور مهدي الحافظ حيث انجز اداء اليمين الدستوري بحضور 250 من اعضاءه الجدد وتغيب الثلث !
وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا مهما، اذ ان الاصوات المعادية للعملية السياسية كانت تبشرنا بعدم قدرة البرلمان على تحقيق الجلسة الاولى وعقدت رغم انوفهم !
كان هدوء الدكتور الحافظ وكياسته واضحة تماما في ادارته للجلسة الا ان الاعيب السياسيين اكبر من كياسته .. كان يفترض ان يتم في هذه الجلسة اختيار رئيس للبرلمان ونائبين له . جاء مقترح لرئيس الجلسة الاسن بالتمتع باستراحة بنصف ساعة لمنح فرصة للكتل لاختيار من تراه مناسبا لمنصب الرئيس ونائبيه، وهو مقترح يبدو للوهلة الاولى منطقيا، الا ان عددا كبيرا لم يدخل القاعة بعد انقضاء نصف ساعة الاستراحة، والنصاب لم يكتمل بطبيعة وتم التأجيل الاول وعادت حليمة لعادتها القديمة: التاجيل والتسويف تلو التسويف .. والوطن بحربه الحالية ضد قوى التفكير والظلام لا يحتمل التاجيل.
هل من المعقول بان القوى السياسية المتنفذة والمنتخبة لم تناقش حتى لحظة انعقاد الجلسة الاولى من ترشح لتلك المناصب ؟
الوطن في خطر يا ساسة يا كرام وانتم اعرف بذلك فماذا تنتظرون؟

#طه_رشيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات