عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 21:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت ليبيا قبل انقلاب سبتمبر المشؤوم، قد شهدت بعد الاستقلال مباشرة، بداية خطوات تأسيس الدولة الليبية، وبدأت تضع اقدامها على أعتاب الطريق الصحيح، بفضل رجال مخلصين .وكان المواطن الليبي ينعم بالأمن والأمان والهدؤ والاستقرار، وكانت الاسواق عامرة والشوارع والميادين نظيفة وآمنة والعيادات والمستشفيات والمدارس والجامعات على احسن ما يرام، وكان هناك مجلس شيوخ ومجلس نواب، وبداية حركة سياسية ناشطة تدعمها صحافة حرة، وكان المسرح مزدهرا والرياضة والموسيقى والسينما.
ثم جاء قاطع الطريق وبدأت رحلة المعاناة، وعملية تدمير ما تم بناؤه ، حورب كل ذي فكر أو اتجاه سياسي وجرمت الحزبية والاحزاب، وشئيا فشيئا انتهت الحياة السياسية واغلقت الصحافة الحرة، وعلقت المشانق ، وقلص دور النقابات والتنظيمات المدنية،وافرغت الدولة من رجالها الاكفاء، وتم ترسيخ القبلية والعصبية الجهوية، والغى الجيش النظامي وحلت بدلا منه الكتائب التي تدين بالولاء لقاطع الطريق وأولاده، ثم بدأ في نشر افكاره السقيمة عبر كتيب صغير شكلا ومضمونا، ومضى قدما في عملية تجهيل الأجيال، والمقرر الجماهيري، ليتحول المجتمع الى مجموعة من المنافقين والافاقين، وجاءت المحسوبية وتغيرت اخلاق الناس التي صارت بعضا من افرازات الاستبداد.
هذا هو الواقع الذي كانت عليه ليبيا قبل 17 فبراير، دولة الفرد الواحد، التي تحكمها المؤسسات الأمنية بقوة الحديد والنار والتخويف والترهيب والدولة البوليسية.
بعد انتهاء سنوات القذافي العجاف في ملحمة الثورة الشعبية، وتخلص الليبيين من الحكم الجائر توقع الشعب الصابر المسكين، ان يعوضه الله على محنته التي عاشها لأربعين سنة وينعم بالأمن والاستقرار ويعيش بحرية وكرامة، وأن تبدأ ليبيا عملية اتكمال للمسيرة التي انقطعت بوقوع انقلاب سبتمبر 69،.. لكن قطاع طرق جدد قطعوا عليه الطريق للمرة الثانية، وراحوا يتناحرون ويتصارعون فيما بينهم على اقتسام السلطة والغنيمة، ولم يتورعوا في سبيل ذلك عن القتل والتفجير والخطف وانتهاك الحرمات، وفرض اجندة ومخططات مشبوهة على الجميع.
بعد كل هذا ماذا تبقى للشعب المغلوب على امره؟
تبقى له الامل الوحيد لتغيير واقع الحال المرير في ليبيا، والذي يتحمل جزء كبيرا من المسئولية تجاهه بسبب اختياره لاناس غير جديرين بالثقة وليس لديهم اي وطنية كي يمثلونه.
رهان الشعب الوحيد المتبقي في رأي، هو أن يحسنوا أختيار من يمثله في الانتخابات البرلمانية المرتقبة (مجلس النواب)، وهي معركة حياة أو موت بالنسبة له، اذا انتصر فيها شرفاء الوطن، فهذا يعني ان هناك بصيص أمل، أما اذا أنتصر الاشرار فقل على ليبيا السلام.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟