أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - الفضائيات والفضائيون.. إلى أين؟














المزيد.....

الفضائيات والفضائيون.. إلى أين؟


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصر تقلب صفحة الماضى لتبدأ حاضراً يليق بها. فتتغير فيها سمات وممارسات ووسائل لم يعد مسموحاً لها بالبقاء. وهنا يثور سؤال عن فضائيات تكاثرت كالبكتريا المعدية وانتهزت زمن المعارك المنفلتة والمفتعلة، وحتى الجماعة الإرهابية التى فرض وجودها وجود قنوات تقتات الفكر المتطرف بما فرض معارك ضدها وضد إرهابها أصبحت تتلاشى ليصبح شعار «الضرب فى الميت حرام» ملائماً.


ويحتاج الأمر من الفضائيين أن يبحثوا عن جديد كى لا يتركوا أنفسهم للانقراض، وأقول لأصدقائى منهم وهم كثيرون انتهى زمن الصراخ والصوت العالى والمفردات الغليظة والزبائن المتحدثين فيما لا يعرفون، ومن يمكن تسميتهم مرتزقة الفضائيات، ولم يعد محتملاً أن يقوم مساعدو الإعداد بالتسخين المسبق لطرفى الحوار فما أن يبدأ الحوار حتى يتناطح الطرفان بهمجية لم تعرفها مصر من قبل، وألفاظ لا يليق أن تنطلق إلى آذان أسر محترمة تضم أطفالاً تعلمونهم أن قاموس الحوار وأسلوبه هو هكذا، فنربى جيلاً لا يغفر الاختلاف فى الرأى ولا يسمح به. وانتهى زمن كائنات قمتم باختراعها مثل «الناشط السياسى» وأنا لم أعرف كلمة اخترعت منذ 25 يناير أسوأ منها فهى تعتبر النضال مهنة وصاحبها مرتزقاً ويمكن أن تصبح «صايع» سياسى يتاجر بعباراته غير البليغة وتحليلاته التى تقطر غباء ولا تنجح محاولات الصراخ فى جعلها وسيلة إيضاح، وتعبير آخر اخترع حديثاً هو «الخبير الاستراتيجى» ففى غمار المنافسة الإعلانية بين الفضائيات تسلل عشرات يحملون هذا اللقب الذى يفترض أنه شديد الاحترام،



ويبدو أن سادة الفضائيات لا يعرفون معنى كلمة «الاستراتيجية»، فلما زهقت من فرط الإسفاف فى استخدامها عدت إلى قاموس أكسفورد فوجدت «الاستراتيجية هى فن الحرب- وعلم تحريك القوات فى ميدان القتال» ثم إن «الاستراتيجية» بمعناها «الطويل المدى» تصلح فى كل المجالات كاستراتيجية تطوير التعليم.. أو الصحة إلخ. فإن فحصنا حالة هؤلاء المدعين لم نجد سوى اثنين فقط يفهمان فى هذا الأمر ويقولون ما يستحق الاستماع إليه أما الآخرون فهم كما يقولون فى شارع محمد على«لابسين مزيكة» لكنهم لا يعرفون العزف. وقد آن لهذه المهن جميعاً أن تختفى فالزمان تغير والفضائيات تحتاج أن تتغير. تماماً كما تغير بنا الزمان فاختفت الطرابيش وصناعها والقباقيب ومستخدميها، وحذار أن تأتوا مرة أخرى إلى برامجكم بهذين الصنفين. وحذار أكثر من اللجاج وصراعات الثيران التى تشعلونها فى برامجكم وتعتبرونها معياراً لنجاحكم، ناسين الأثر السلبى السياسى والأخلاقى والنفسى لهذه الصراعات المخجلة التى نقلتها فضائيات عديدة بما دفع عديداً من الأسر لاستخدام الريموت كنترول كأداة شطب حفاظاً على الأولاد. ولعلكم يا إخوتى الفضائيين لا يسركم أن تعرفوا أن كثيراً من الأطباء النفسيين كانوا يداوون مرضاهم المكتئبين بروشته عدم الاستماع إلى برامج «التوك شو».



ولعل الكثيرين الذى انساقوا فى المماثلة لا يعرفون أن مخترع مثل هذه الصراعات التليفزيونية والمفردات غير الأخلاقية وأساليب إشعال الصراخ والشتائم فى البرامج وتسخينها هو صاحب برنامج «الاتجاه المعاكس» فى قناة الجزيرة وها نحن نترك لهذه القناة ما حققته من انتشار ولا نقلدها ألا فى أسوأ ما ابتكرته. ولعل آخر أسوأ مثال لأسلوب إشعال نيران المشاعر كان مساء اليوم الأول من الانتخاب الرئاسى فقد ارتدت أغلب الفضائيات ثياب الحداد وسادها صراخ متشنج يزعم أن الطوابير قليلة وكأننا نتعامل طوابير أمام جمعية تبيع فراخ. مفيش طوابير يبقى مفيش فراخ.



وهذا الصراخ المتشنج والأحمق منح الأعداء القدرة على الادعاء بأن التزوير بدأ فى اليوم الثالث بعد اختفاء الطوابير فى اليومين الأولين، ثم ثبت كذب وحماقة التوقعات وأن الحضور كان فى اليوم كثيفاً.. وكان صراخهم المصطنع وقوداً للأعداء. والآن هل آن لكم البحث عن نسق جديد لبرامج «التوك شو» فتكون الحوارات مفيدة بين من يعرفون ويتبادلون الرأى باحترام وأخلاق أم أن البحث عن الأخلاق أصبح صعباً؟



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الرئيس إليك درساً من عرابى
- حذار.. حذار من جوعى
- جولن أو أردوغان الإسلام أو التأسلم
- فهمى- أمريكا- الزواج
- قطر وإسرائيل
- محلب.. أمريكا.. الإخوان
- قانون الرئاسة.. غير قانونى
- عن التحرش ورئيس الجامعة
- أخطأت يا سيادة الرئيس
- أكثر من تحذير للرئيس القادم
- عن الإخوان ومدارسهم
- رفعت السعيد ولماذا 86.. وحدها؟
- هل الإخوان جماعة إرهابية؟
- منى مينا.. والعمدة إيفا
- الإخوان.. والأقباط «2»
- الإخوان والأقباط «1»
- عن مبطلات شفافية الانتخابات
- إصلاحات أردوجان.. غير صالحة
- تعالوا نتصالح
- برلمان بدون نساء وأقباط ونوبيين وفقراء


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - الفضائيات والفضائيون.. إلى أين؟