عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 05:44
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في معنى الوجود
الوجود هو ما نعرف وما نعرف حقيقة هو ما ندرك وما ندرك هو إنعكاس الموجود من خلال المعرفة به , ولا يمكننا أن ندخل هذه المتوالية ما لم يتحقق وجودنا في الوجود ويتفاعل معه بالأخر سيكون الوجود هو مفتاح السلسة المدركة أما ما تبقى من قبله فهو المدرك بالأثر لا بالوعي وأنه يعود لمراحل قبل المعرفة شكلت الوجود من اللا وجود وتحولاتهما التي نتصورها رسما دون أن نلمس أي حقيقة تنفي أو تثبت لكنه مقبولة بالمعرفة التي فرضها عامل وجودنا بالموجود الكلي وهذا يكفي لنؤسس لمعرفة فوق الوجودية قد تنجح في فك بعض الأسرار التي مهما بلغت لا يمكن أن تصنف باليقين أبدا لأنها مرتسم لعقل محكوم بطوق الوجود ولا يمكنه أن يخرج ما بعد الطوق فهو يرى من ثقب الداخل الجزئي لعالم غير محدود ومن غير المنطق أن نعمم الجزئي المتضايق على حاله على الكل المتسمع بامتداده ,فقط علينا أن نؤمن بأننا يمكننا أن ندرك أكثر حينما يتسع ثقب الوجود .
الفكرة هنا تجمع بين العام والخاص في معرفة الوجود طالما أنه ماهية محددة ترتكز على ما فيها كذات لا على ما في غيرها كذات هي الأخرى , مثلا لا يمكنني أن أعرف شيء عن ماهية لا توجد أو لم تدخل في دائرة الإدراك بكل أشكاله حتى الخيال الذي أصفه أيضا بالمعرفة طالما أنه يرسم ماهية ما في ذهني فهو أيضا معرفة من نوع آخر , لو جئنا بإنسان عاقل من زمن ماض وقلنا له ما رأيك بالكمبيوتر كأداة رقمية تساعد الإنسان ,أول فعل عقلي عنده أن يستخرج من هذا الكلام لصورة موجود يرسمه بالذهن تخيلا أستنادا إلى خزينه من الذاكرة المتعلق بثلاث نقاط هي على التوالي أداة فهو من صنف محدد ثم رقمي وهنا يحاول أن يرجع موضوع الأداة إلى عالم الأرقام والركيزة الأخير مساعد للإنسان هنا سيصنف الشكل التصوري عنده وفقا لما يعرف من الأدوات المساعدة للإنسان في عالمه الوجودي والمرتبك بالأرقام ليستخرج صورة ما عندها صنع وجود وليس خيال وإن كان مرسوم بالذهن لكنه وجود حقيقي في ذهنه قد يقترب من صورة الكمبيوتر أو لا , المهم هنا صنع وجود لموجود من خلال المعرفة ,لا يهم إن كان مطبقا للصورة التي في ذهني أنا أو لا كلا الصورتين بالقياس وجود حقيقي الأولي التي أملكها هي عين وجود الكمبيوتر والثاني هي صورة تتماهى مع معرفة الطرف الثاني وكلانا صنع وجود من معرفة خاصة .
هل يعني هذا تعدد الموجود , الجواب لا الوجود واحد لكنه قياسا إلى معرفتنا به يتدرج في التجلي الذهني حسب قابلية المعرفة على نقله , أي ما أريد أن أقوله أنا وشخص أخر من زمن واحد ومستوى عقلي واحد لو تناولنا نفس المثال وأردنا الإجابة عن معنى الكمبيوتر سوف تتفاوت الماهية هنا عن وجوده حسب كم المعرفة به وهذا أكيد , المهندس الذي يتعامل مع الكمبيوتر من زاوية أختصاصه به ليس كمثلي الذي أتعامل معه على أنه أداة خدمية تغطي حاجتي في موضوع ما , الصورة تختلف ليس بالتنوع ولكن بالإحاطة فأنا أعرق 10% من ماهية الجهاز والمهندس بعرف 90% وهناك من له معرفة تامة , أذن الموضوع ليس تعدد بل أكتمال الصورة عن ماهية واحدة لوجود واحد.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟