أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بيشوى ريمون - مستقبل الاخوان المسلمين فى مصر















المزيد.....

مستقبل الاخوان المسلمين فى مصر


بيشوى ريمون

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 13:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم يتخيل أكثر قادة جماعة الاخوان المسلمين تشاؤماً ، و هو يواصلون صعودهم السريع على الساحة السياسة بمثل تلك السرعة بعد الثورة المصرية أن يكون مصير الجماعة التى أصبح لها حزب سياسى رسمى لأول مرة فى التاريخ هو الحل و الحظر للمرة الثالثة و أن تكون تلك هى النهاية
تم حل الجماعة للمرة الاولى بعد تصاعد نشاطها الاجرامى بشكل لا يمكن السكوت عليه حتى أنها قامت بأغتيال حكمدار القاهرة اللواء سليم زكى فى 4 ديسمبر 1948، و بعدها بأربعة أيام فقط و فى 8 ديسمبر 1948 وقع النقراشى باشا رئيس وزراء مصر و وزير الداخلية فى نفس الوقت قرار حل الجماعة بصفته الحاكم العسكرى للبلاد ، و عادت الجماعة للعمل مرة أخرى بعد التوافق مع عبد الناصر على مساعدته فى ما يطلق عليه ثورة 23 يوليو ، و سرعان ما طالبت الجماعة بنصيبها فى الكعكة ، و عندما رفض عبد الناصر سارعوا بمحاولة إغتياله فى المنشية فرد عبد الناصر عليهم فى 14 يناير 1954 بقرار مجلس قيادة الثورة بحل جماعة الاخوان المسلمين لأعتبارها حزباً سياسياً يطبق عليها أمر مجلس قيادة الثورة السابق الخاص بحل الاحزاب السياسية ، ثم جاء السادات الرئيس الباحث عن الشعبية فأستعان بهم لضرب الناصريين حتى عارضوه بعد معاهدة السلام مع اسرائيل فأحالهم للسجون مرة أخرىبعد الموجة الثورية الثالثة من الثورة المصرية فى 30 يونيو 2013 ، وقف الجيش بجانب إرادة الشعب و قام بعزل الرئيس الاخوانى محمد مرسى بعدما أصبحت مصر على شفا الحرب الاهلية ، و فى 23 سبتمبر 2013 قضت محكمة القاهرة بحظر تنظيم الاخوان و اتحفظ على مقراته و أمواله و ممتلكاته للمرة الثالثة لكن تلك المرة كانت بأمر القضاء المصرى الملاحظ أنه برغم من قوة قراراى الحل السابقين و الاعتقاد فى كل مرة أن هذا القرار سيكون بمثابة نهاية الجماعة لكن فى كل مرة كانت الجماعة قادرة على لم شملها و جمع شتاتها من جديد فهل ستستطيع الجماعة العبور من الازمة تلك المرة؟كي نعرف الاجابة كان ولابد أن نبحث عن كيفية صمود الجماعة فى المرة الاولى و الثانية و كيف أستطاع أعضاء الجماعة الصمود و المثابرة بالرغم من التضييق الامنى و المطاردات و قرارى الحل الرسميين ؟الناظر المدقق لتاريخ الاخوان المسلمين يجد أن الجماعة لم تخرج من أياً من المحنتين إلا بعد قيام أحد الاطراف المتصارعة على السلطة فى مصر بتقديم يد المساعدة لها ، مقابل الاستعانة بشعبية الجماعة للوصول الى السلطة ، و بغير نفحة الروح التى كان الحاكم يمد بها يده للجماعة ما كانت الجماعة تستطيع أن تنهض مرة أخرى ، و كما يقول السفير البريطانى رالف ستيفنسون بمصر 1951 "كل ممارس للسياسة فى مصر يرى فى الجماعة قوة ذات جاذبية خاصة لجوانب بعينها من العقل المصرى"
بعد قرار الحل الاول و فى عام 1950 و بعد عداوة طالت لسنوات بين الجماعة و بين حزب الوفد ، أستعان حزب الوفد بالاخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية ، فتم عقد صفقة اخوانية وفدية بينهم و بين النحاس باشا شخصياً تنص على ان يقوم الاخوان المسلمين بتأييد حزب الوفد فى الانتخابات مقابل الافراج على الاخوان المحتجزين فى السجون و قد كان ، و أجريت الانتخابات البرلمانية فى مصر، و نجح فيها حزب الوفد نجاحاً ساحقاً، و حصل على 87٪-;- من عدد المقاعد و أصبح النحاس رئيساً للوزراء بسبب أصوات الاخوان المسلمين ، و فى المقابل أوفى النحاس بوعده و بدأت المفواضات للافراج عن الاخوان و اعادة ممتلكاتهم لكن فؤاد سراج الدين وزير الداخلية وضع 3 شروط لاعادة الشرعية للجماعة 1- الا يتم استئناف النشاط الرسمى للجماعة الا بعد رفع الاعلان العرفية 2- يمكن استئناف النشاط القديم بصورة رسمية لكن تحت اسم جديد3- لا يستخدم الاسم القديم الا بعد الاحكام العرفية و عودة الجماعة نهائياً الى الشرعية
و فى عام 1952 أستعان جمال عبد الناصر بالاخوان لتعضيد ثورته المرتقبة لدرجة أن آخر اجتماع تمهيدى قبل قيام الثورة، عقده جمال عبدالناصر فى بيت عبدالرحمن السندى، قائد التنظيم السرى ، وكان ذلك يوم 17 يوليو 1952 وكان الاجتماع بعيداً عن أعين الضباط الأحرار، لوضع اللمسات الأخيرة على سيناريو التحرك ليلة الثورة، وما يجب عمله لنجاحها وقد ناقش السندى وعبدالناصر فى هذا الاجتماع كل شىء بالتفصيل، حتى الاسم ، و بالفعل نجح عبد الناصر فى ابعاد فاروق و من بعده محمد نجيب و أصبح هو رئيس الجمهورية الوليدة ، ثم أطاح بالاخوان كما ذكرنا سابقاً بعدما طالبوا بأكثر من نصيبهم فى الكعكة
ثم أتى السادات الذى أصبح رئيساً شرعياً بالفعل لكن دون أى شعبية حقيقية فى الشارع فقام بإطلاق سراح قادة الإخوان من السجون وأبرم معهم اتفاقاً يقضي بعدم العمل في السياسة فاتحاً صفحة جديدة مع الجماعة و منحهم المزيد من الحرية وسمح لهم بإعادة اصدار مجلة الدعوة، وعودة رموزهم من الخارج بثرواتهم الطائلة وذلك في مقابل استخدام السادات لهم في ضرب القوى اليسارية من ناصريين وشيوعيين ، وذلك بعد أن استشعر السادات قوتهم عقب اعتصام (الكعكعة الحجرية) الشهير في عام 1972، حيث أوكل السادات الى محمد عثمان محافظ أسيوط مهمة إنشاء تيار إسلامي في الجامعة تحت مسمى "شباب الإسلام" لذلك الغرض، واستغل الإخوان ذلك في استفحال وتوحش نشاطهم ونفوذهم فعملو على ضم الجماعات الإسلامية لهم
فى تلك الفترة بدا الاخوان كعجوز كهل تحاول ان تتصابى من جديد فلم يكن الاخوان الا بقايا تنظيم مهلهل يحاول ان يلملم اطرافه فأتى "عمر التلمسانى" المرشد الثالث للجماعة أخذاً على عاتقه مهمة إعادة البناء فكانت فترة التلمسانى بمثابة التأسيس الثانى و أحتوى كل التيارات الاصولية الوليدة و كان أشهرهم هى حركة "الجماعة الاسلامية" التى ظهرت فى الجامعات المصرية بقيادة "حلمى الجزار" و "عصام العريان" و "عبد المنعم أبو الفتوح" مدعى الليبرالية و الانفتاح
و بعد توقيعه لاتفاقية السلام ، التى كانت الفاصل القاسم النهائى فى علاقة الاخوان بالسادات فانقلب عليهم بعدما ناهضوا اتفاقياته ونشاطاته من أجل تحقيق السلام وشجعوا القوى المختلفة معه على الانقلاب ضده فبدأ فى اعتقالهم وسجنهم مع بقية الفئات المعارضة لاتفاقية السلام من أجل اتمام خطواتها دون أية عراقيل .. فكان اغتيال السادات هو الرد في حادث المنصة في 6 اكتوبر 1981 علي يد احد الفصائل التي أنتجها تنظيم الاخوان المسلمين.
لذا فبدون مساعدة خارجية حقيقية فأن الجماعة اليوم يستحيل أن يقوم لها قائمة مرة أخرى إلا لو أرادت السلطة الحاكمة ذلك ، على نفس المنوال فأن السلطة الحاكمة قادرة بما لا يدع مجالاً للشك على تجفف منابع الاخوان الفكرية فى المدارس و المعاهد الدينية التى تقوم على تدريس المنهج الوهابى و قادرة على أستئصال الفكر الاخوانى من مصر تماماً لو أردات ذلك فعلاً
الشىء اللافت للنظر هو قدرة الجماعة الرهيبة على الانحناء للعواصف و الدخول فى فترة سكون وقت الازمات ، ثم تستعيد نشاطها بصورة أقوى من السابق بمجرد أن تأتى الظروف المواتية لذلك ، لكن فى كل مرة كانت الجماعة تعود للحياة مرة أخرى كانت تجد الترحيب و التعضيد الشعبى كون الجماعة تلعب دور ضحية النظام فى سبيل الوصول للحكم لإقامة الدولة الاسلامبة المزعومة و تطبيق الشريعة و إعلان الجهاد على اليهود ، هذا الذى من شأنه الوصول بمصر الى المدينة الفاضلة ، لكن تلك المرة الامر مختلف تماماً فقد وصلت الجماعة بالفعل الى حكم مصر فلم تقيم الدولة الاسلامية و لم تطبق الشرع و لم تحارب اليهود و تدرت الاحوال الاقتصادية و المعيشية فى مصر الى مستويات غير مسبوقة ، الى الحد الذى أصبح فيه أعضاء الجماعة مطاردين من جميع فئات الشعب ملاحقين طوال الوقت بالسباب و اللعنات ، فلا أعتقد ان الشعب يمكن أن يصدق ادعائات الاخوان مرة أخرى بأن الاسلام هو الحل ولا أعتقد ان الشعب يمكن أن يثق مرة أخرى فى الاخوان
هذا بالنسبة للمتعاطفين مع الجماعة من عامة الشعب لكن ماذا عن أعضاء الجماعة أنفسهم؟أعتقد أن الجماعة تلك المرة فى سبيلها الى الفناء خصوصاً بعد تفكك قوى التيار الاسلامى المتوقعة مع تنامى الصراعات السياسية فيما بينهم بعد الدخول فى معترك السياسية و تذوق شهوة السلطة ، فبدلاً من تيار سياسى موحد قوى أصبح هناك بقايا أخوان مسلمين معظم قيادتهم المؤثرة فى السجون أو هاربة خارج البلاد ، و السعودرية الراعى الرسمى لهم فى السابق أصبحت عدو قوى لهم اليوم ، لم يمر الكثير حتى ييأس هؤلاء و يكتشفوا أنهم بلا قائد أو محرك و بدون موارد مادية بعد تجفيف منابعهم ، و هناك تيار سلفى يحاول الحفاظ على نفسه من الضياع و الفناء و المحافظة على مكتسباته بعد الثورة من أحزاب سياسية و مواد دستورية ترسخ لدولة دينية بتأييد عزل مرسى و التظاهر بالوقوف مع قرارات السيسى ، بينما يحاول هذا التيار إقناع باقى قوى التيار الاسلامى أنه معارض لعزل مرسى فلا صدقه ذاك ولا صدقه هؤلاء و أصبح هذا التيار منبوذاً من معارى مرسى و من مؤيديه فى نفس الوقت خصوصاً بعد أنقاسمه فى السابق أصلاً الى حزب النور و الاصالة و الجماعة الاسلامية و حزب التحرير و حازمون مما جعلهم مجموعات صغيرة غاية فى الهشاشة ، لم يمر الكثير من الوقت حتى يندثروا جميعاً تحت التراب كما كانوا فى السابق
فى النهاية يمكنا القول بأن ما حدث العامان الماضيان كانا بحق نهاية تيار الاسلام السياسى فى مصر نهائياً



#بيشوى_ريمون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيحدث فيما بعد؟؟
- تأملات فى دورة العذراء فى دير العذراء درنكة – أسيوط
- صراع وطن
- شرعية الرئيس المنتخب
- كيف يفكر الملتحون- حوار واقعى
- ماذا حدث للثورة في مصر، والشباب من الساعة الأولى؟
- عن ازدراء الاديان اتحدث
- انت ليه بتهاجم الكنيسة على طول؟؟؟
- ماذا بعد فوز مرسى؟؟
- مذبحة ماسبيرو و الاقلية المسيحية فى مصر
- لماذا ترفض التيارات الاسلامية المبادىء الفوق دستورية؟


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بيشوى ريمون - مستقبل الاخوان المسلمين فى مصر