أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم خانى - السيستاني والحرب الاهلية في العراق














المزيد.....

السيستاني والحرب الاهلية في العراق


حاتم خانى

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 08:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيستاني والحرب الاهلية في العراق
تبدو من الوهلة الاولى ان المرجعية الشيعية ومن خلال دعوتها الى التطوع لمساندة الجيش العراقي في حربه ضد داعش ارادت ان تظهر بمظهر الدفاع عن كافة ابناء العراق وذلك من خلال القول ( ان مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفة دون اخرى او طرف دون اخر ) ولكن يظهر ان المتطوعين في هذا الجيش الجديد والذي اسموه بالجيش الشعبي يقتصر على طائفة واحدة ولهم هدف واحد وواضح كما يقول ابناء السنة وهو محاربة الطائفة السنية والقضاء على ما تبقى من تطلعاتهم وثورتهم التي بدأت تنتشر في جميع المدن السنية .
وفي الحقيقة ان توقيت هذه الدعوة لابد من ان يثير الكثير من التساؤلات حول مدى تمثيل هذه المرجعية لكافة ابناء العراق لكي تكون دعوتهم تشمل جميع العراقيين , كما ان الاعداد الكبيرة من المتطوعين والذي اقتصر على ابناء الشيعة لابد من ان تؤكد المخاوف التي بدأت تنتاب رجال الدين الشيعة وهي ان المسلحين السنة قد انتفضوا للقضاء على الحكم الشيعي في العراق وانهم قد يدخلون بغداد اذا تقاعس رجال الدين من القيام باصدار مثل هذه الفتاوى التي قد لا تختلف عن الفتاوى التي يصدرها رجال الدين الذين يدعمون تلك المجاميع السنية المسلحة ولا تختلف عنها من حيث ان من يقتل في هذه المعركة فأنه شهيد وان هذه الحرب هي للدفاع عن الاعراض والمقدسات , ولابد من الاشارة الى ان هذه الدعوة لم تصدر الا بعد ان دق ناقوس الخطر من الناطق الاعلامي الرسمي للدولة الاسلامية في العراق والشام ابو محمد العدناني الشامي عندما انذر المالكي بالقول ان زحفهم وحسابهم مع الحكومة الشيعية لن يتوقف في بغداد وانما يستمر الى كربلاء والنجف وهذا كان انذارا للمرجعية الشيعية ايضا وان هذه المجاميع المسلحة قدمت لمحاربة ابناء الشيعة ولانتزاع السلطة منهم واستعادتها , حيث كما يتصور السنة ان هذه السلطة هي حق من حقوق السنة كما اشار الى ذلك احد النواب السنة قبل ايام من دخول داعش الى الموصل , والغريب ان رجال الدين الشيعة لا ينفكون بالدعوة الى وقوفهم على مسافة واحدة من الجميع في السياسة , وكم من ازمة مر بها العراق وكان سببها الزعيم الشيعي المالكي الذي لم يترك احدا في العراق الا اتهمه بالطائفية او الخيانة او الارهاب او التقصير , فيما كانت سياسة الاقصاء والتهميش بحق السنة سببا رئيسيا لما يمر به العراق الان , ولم تتحرك هذه المرجعية او تصدر فتوى او حتى بيان استنكار مما يفعله ابنها البار المالكي بحق السنة او الكورد .
ان هذه الدعوة لن تساهم في وضع حد للاضطرابات التي يمر بها العراق كما قد يتصور البعض من المسؤولين الشيعة في العراق , كذلك لن تساعد القوات الايرانية التي دخلت العراق للمساعدة في تثبيت اركان الدولة العراقية الشيعية , بل لقد توفرت للسنة الان ومن خلفها الدول العربية الدليل القاطع باعلان المرجعيات الشيعية الحرب على اهل السنة والجماعة وان العراق الان قد دخل الحرب الاهلية بين مكوناته وان هذه الحرب لن تؤدي الا الى ارضاء الجميع , ولن يكون هناك رضا للجميع الا ان تكون لكل طائفة منها حكومة من ابنائها تحكمهم , ولا يمكن ان تكون هناك حكومات متعددة في بلد واحد مما يستدعي بالجميع الاتفاق على تقاسم الارض لكي تقف عليها تلك الحكومات .
ان الحلول الوسط لاعادة السنة الى حضن حكومة شيعية قد ولى الى الابد بعد هذه المعارك بين الطرفين ومن يحاول من السنة من هذا الحزب او ذاك رأب الصدع بين الفريقين فلأنه يسعى الى مكاسب شخصية ليس الا , اما من اراد الدفاع عن طائفته او قوميته فأن الوقت قد فات على الحلول الوسطية او الجزئية وان واجبه الان هو الاصطفاف الى جانب اهله وابنائه والوقوف معهم ومؤازرتهم لتحقيق مطالبهم . اما من يدعو الى وحدة العراق فأنه يكذب على نفسه وعلى قومه , لأن جميع من كان يدعو الى وحدة العراق لم يخط اي خطوة الا وكان تقسيم هذا البلد يبرز من بين ثنايا افعاله وحركاته .
لوقف المزيد من اهدار الدماء العراقية وللكف عن تكبد المزيد من الخسائر المالية ولوضع حد لتنامي الافكار العنصرية والطائفية وانتشارها بين المكونات المختلفة لهذا البلد والترفع عن خداع النفس ورفع الشعارات البالية فان الحل الافضل لجميع المكونات هو ان يكون لكل طائفة بقعة من الارض تعيش لوحدها وتحكم نفسها بنفسها , ولتجرب كل طائفة هذه الفيدرالية او الكونفدرالية لزمن غير محدود حتى تهدأ النفوس ويتبين لكل طائفة الفوائد والمضار من حكمهم ذاك وعندها قد تسعى طائفة او اخرى الى طلب الانضمام الى الطائفة الثانية او الثالثة اذا تبين لها انه لايمكنها العيش لوحدها ويعود العراق واحدا ولكن بدون ضغوط او احتواء لأي مكون , اما اذا كانت مصالح الجميع تستدعي البقاء منفصلين فليكن ذلك , فعدد دول العالم سيزيد عددا اخر لاغير .
ان هذا الحل المثالي قد يكون بعيدا ولكنه ممكن وقد يكون هو الذي تصبو الاحداث نحوه دون ارادة من الجميع .



#حاتم_خانى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نننخب ....... لبرلمان كوردستان


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم خانى - السيستاني والحرب الاهلية في العراق