احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 00:11
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
شفاهيات الدرويش شيردل - بغداد/2
أحمد الحمد المندلاوي
** الدرويش شيردل لا يستقر في مكان واحد ، قرر اليوم أن يزور بغداد في الستينات القرن الماضي لقضاء بعض حوائجه ..أخرج دفتر مذكراته ليكتب في متنه جدول أعماله في بغداد..جلس تحت ظل السدرة الباسقة في حوش منزله المتواضع،و شرع بالتدوين :
زيارة الأمامين الكاظمين (ع) ،زيارة سوق السراي و تناول الكبّة البغدادية ؛حيث تجهل زوجتي إعدادها ،و إقتناء بعض الكتب و أقلام الرصاص للهدايا،في المساء أعرض نفسي على أحد الأطباء في ساحة الرصافي ،و لابد لي من نزهة سريعة على جسر الشهداء و رؤية نهر دجلة عن قرب..و المبيت في فندق المندلاوية في الشورجة – شارع الكفاح..هذه المحطات الأساسية لي ،و ما يطرأ عليها خير إن شاء الله .و في الصباح ركب السيارة (دك النجف) الى بغداد مارّاً ببلدروز- بعقوبة- خان بني سعد ،ليحط رحاله في النهضة.
وعاد الدرويش الى مندلي بعد يومين .حالما سمعنا برجوعه ،اجتمعنا حوله نحن الفتيان ليسرد لنا مشاهداته .. خلال السرد ..و أسحرنا حديثه عن نهر دجلة في الليل و الأنوار الزاهية و الزوارق و المشاحيف،و كان الدرويش شيردل يهوى الشعر باللغتين العربية و الكوردية – الفيلية،فقلت له :
- هل قلت شيئاً من الشعر و أنت تتمتع بهذا المشاهد الخلابة ؟
فإنبرى أحدنا قائلاً:
- و الساحرة ..
هنا إبتسم الدرويش ،و قال:
- أجل ، قلتُ شيئاً فأخرج دفتر مذكراته و قرأَ:
بغدادُ فـي الليلِ كالحسناءِ في هودَجْ
في جيدِها يرقصُ الياقوتُ و الزبرجْ
مــاذا أرى من جمالٍ كادَ يخطفُني
فالعينُ زاغتْ و ضاعَ الدربُ و المنهجْ
فإذا بنا بصوت واحد نهتف مبتسمين :
- أحسنتَ يا درويشنَا العزيز.
نهض الدرويش الى غرفته جالباً معه عدداً من الأقلام قائلاً:
- هذه هديتي لكم يا أولاد ، لا تكتبوا بها إلا شيئاً جميلاً ، حكمة مفيدة أو بيت شعرٍ نادر.
كلنا :
- شكراً يا درويشنَا العزيز.
احمد الحمد المندلاوي
[email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟