أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فريد زهران - آفاق جديدة للفكر الماركسى اجتهادات المفكر الراحل سعد زهران















المزيد.....



آفاق جديدة للفكر الماركسى اجتهادات المفكر الراحل سعد زهران


فريد زهران

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 19:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ما بين عامى 2008 و2009 قمت مع الصديق والأديب الكبير محمود الوردانى، وفى ظل الإشراف الإخراجى والفنى للفنان الكبير مجاهد العزب، بجمع العديد والعديد من كتابات سعد زهران بغرض انتقاء وترتيب ونشر مختارات فكرية من هذه الأعمال بصورة لائقة.
قمنا بهذه المهمة الصعبة بكل حب وتقدير لكتابات المفكر الراحل وأهميتها استناداً ليس إلى علاقاتنا الشخصية الحميمة به فحسب، ولكن استناداً على تقديرنا لـ، بل وتأثراً بـ، أفكاره وتصوراته التى اتسمت على الدوام بالجدة والحدة والوضوح، وقد ناقشت مع محمود طويلاً، بل وأعتقد أننى استعرضت مع الوالد نفسه، بعض الأسماء لكتابة مقدمة لهذه الأعمال بعد أن أعددناها للنشر بصفة نهائية، وفى النهاية، ولأننا لم نهتدى إلى شخص مناسب، غامرت بكتابة مقدمة، وكان من دواعى فخرى واعتزازى أنها لم تلقى استحسان الصديقين محمود الوردانى ومجاهد العزب فقط، بل نالت استحسان بعضاً من أقرب الناس إلى أبى فى ذلك الوقت منهم مثلاً خالد الفيشاوى، والأهم من ذلك بالطبع أن سعد زهران نفسه كان راضياً عن المقدمة، وكل من يعرفه يعرف أن إرضاء مفكر من طراز سعد زهران لم يكن أمراً سهلاً.
مرفق مع هذه العجالة، وبالذات لهؤلاء الذين لم يعرفوا الراحل ولم يقرءوا له، مقدمة المختارات الفكرية لسعد زهران لعلها تدفعهم إلى قراءة أعماله.




هناك العديد من الكُتاب الآن ينشرون فى نهاية كل عام أو عدة أعوام، كل ما كتبوه من مقالات، ويختلط بين دفتى هذه النوعية من الكتب نوعان من المقالات : الأول ؛ مقالات سيارة اشتبكت مع مجريات عابرة، والثانى مقالات ربما تكون لها قيمة أكبر، وحاولت فى زحمة السجال اليومى أن تقدم بعض الأفكار، ولأن أغلب مقالات هذه الكتب تكون عادة من النوع الأول، فإنها لم تعد تلقى أى نوع من الاهتمام أو التقدير، وعلى الرغم من أن العديد من الكُتاب قد يكون لديهم الكثير من الأفكار والرؤى التي تستحق النشر، فإن دوامة العمل اليومي، وبالذات في المجال الصحفي، لا تتيح لهم، بكل أسف، أى وقت يذكر إلا لمثل هذا النوع من الكتابة الصحفية "السجالية" السيارة.
وفي مواجهة هذه النوعية من الكتب الصحفية التي تملأ الحياتين الثقافية والسياسية، بالكثير مما هو غث وسطحي، قررنا نحن أن ننشر هنا مجموعة مختارة من مؤلفات سعد زهران، واخترنا هذه المؤلفات من بين مئات، أو ربما آلاف المقالات، التى كتبها، عبر حوار طويل وعميق معه، وهى - كما لعل القارئ يلاحظ - لا تشكل في مجملها أكثر من نسبة جد محدودة من إجمالى كتابات الرجل الذي حافظ، وعلى مدى ما يزيد على ستين عاماً، على مكان ومكانة في الوسطين الصحفي والسياسي، ويمكننا القول إننا اخترنا هذه الكتابات بعناية فائقة تراعى أولاً وأخيراً قيمة هذه المؤلفات الآن، فنحن نعلم أن ما كتبه سعد زهران كان على الدوام مهمًا وقيمِّاً ومفيدًا فى سياقه التاريخى، ولكن أن يُعاد نشر بعض مما كتبه الآن، وبعد عقود من كتابته، فهذا معناه أن ما هو منشور مهم وقيم ومفيد الآن أيضاً، وبصياغة أخرى يمكننا القول إن ما هو منشور هنا له قيمة فكرية تتعدى حدود لحظة سياسية عابرة، أى أننا اخترنا أن ننشر هنا الأعمال ذات الطابع الفكرى، الأعمال التى نرى أنها وثيقة الارتباط لا بالحاضر فحسب، وإنما وثيقة الارتباط بالمستقبل أيضًا، ومن ثم يمكننا القول إنه إذا كان حجم الأعمال المنشور هنا يعتبر جد محدود من حيث نسبته الى مجمل ما كتبه سعد زهران في مشواره الطويل، إلا أن هذا الحجم يعتبر متميزاً وكبيراً بصفته إنتاجًا فكريًا وليس مجرد كتابات صحفية سيارة إذا ما قورن بالأعمال الفكرية لعشرات من الذين يملأون الدنيا جعجعة بلا طحين.
ليس مصادفة إذن أن معظم ما هو منشور هنا كتبه سعد زهران، فى اللحظات التى أتاحت له فيها الظروف أن يكون بمنأى عن مجريات العمل السياسى اليومى، وأن يكون بعيداً عن دوامة وإلحاح العمل الصحفى اليومى، أى في تلك اللحظات التى استطاع فيها أن يتأمل، وأن يستعيد بعضاً من خبراته وتجاربه وشهاداته، لكى يضع على الورق فى النهاية كتابات، قد تبدأ من الملاحظة والتحليل، ولكنها تنتهى بالتأكيد إلى رؤى – أو بالأحرى رؤية – فكرية جديدة أصيلة وعميقة ومثيرة للجدل حتى لو اختلف الكثيرون حول مدى صحتها، أو مدى قدرتها على تقديم أجوبة عملية أو حركية على أسئلة التغيير والتقدم فى بلادنا وفى العالم.
وإجمالاً، فإن المختارات التى بين يدى القارئ هنا تعتبر أساساً أعمالاً فكرية، يتطرق بعضها للسياسة بمفهومها الواسع، ويخوض بعضها الآخر فى تاريخ مصر، ويناقش قسم ثالث منها مفاهيم مجردة، ورغم هذا التنوع الذى لن تخطئه عين القارئ بالطبع، فإننا نؤكد هنا أن ما يجمع هذه الكتابات هو أكثر بكثير مما يفرق بينها، رغم أننا لا ننكر ما يتميز به كل مقال منها فى موضوعه الذى اختاره سواءً كان هذا الموضوع سياسياً أو تاريخياً ... إلخ، ذلك أننا نعتقد هنا أن ما يربط بين كتابات سعد زهران من حيث جدة المنهج وتفرده، يكاد يجعل من هذه الكتابات المتنوعة، والتى كتبت فى فترات مختلفة، وكأنها كتاب واحد استهدف بناء رؤية منهجية شاملة تتعلق أساساً بمحاولة فهم الواقع المصرى من حيث آليات تطوره وتغييره، وغاية ما هناك أن هذه الرؤية الكلية كتبت فصولها المختلفة على فترات مختلفة، ونجحت بالفعل فى بناء نظرية متكاملة تنطلق من فرضيات أساسية لم تتغير مع الوقت، وإنما ازدادت وضوحاً وعمقاً وشمولا .
هناك ما يمكن اعتباره بروفات، أو ربما بدقة أكبر، مداخل او بدايات لهذا المشروع الفكرى اخترناها للنشر هنا، أهمها من حيث الترتيب التاريخى للتأليف : التعاليم الليبرالية فى الثورة العرابية، وشباب 1968 يهز العالم، واللافت بحق أن المقال الأول كتبه سعد زهران فى السجن فى بداية الستينيات، وكانت هذه المحاولة المبكرة للبدء من التاريخ، من الجذور والأصول، إنما تهدف إلى محاولة قراءة الواقع الذى أصبح مع الناصرية، والارتباك الذى ساد فى صفوف الشيوعيين فى ذلك الوقت، غير مفهوم وملتبس، مما دفع سعد زهران، وغيره من الذين رفضوا الاستكانة لهذه الاشتراكية ناصرية الطراز، إلى محاولة العودة للأصول، أصول الواقع الحى وليس أصول النظرية الجرداء التى لم تكن فى ذلك الوقت أكثر من مجرد كتابات ستالينية فقيرة وسطحية، ولم تكن الطبعة المصرية من هذه النظرية تتجاوز اشتراكية ناصر التى وصلت فى تطبيقاتها الحية إلى إعدام بقرى وخميس، والهتاف بسقوط الديمقراطية عام 1954، وتعذيب الشيوعيين فى "الأوردى"، وتسليم التعليم لكمال الدين حسين والدفاع عن الوطن لعبد الحكيم عامر ... إلى آخر هذه الإنجازات التى توالت منذ 1952 وحتى توجت فى النهاية بهزيمة 1967، ورغم كل هذه "الإنجازات" فقد استطاع نفر من الشيوعيين فى هذه الفترة أن يعتبروا هذه الممارسات الناصرية نظرية اشتراكية خاصة بنوا فى خدمتها تنظيمًا طليعيًا تزاملوا فيه مع وزير الداخلية !!
فى هذه الفترة بالتحديد كتب سعد زهران "التعاليم الليبرالية فى الثورة العرابية"، وانضم بذلك إلى المناضلين الذين حاولوا أن يشقوا مجرى طريق آخر للتفكير يبدأ من الواقع، انضم إلى شهدى عطية الشافعى المتمرد الأول على قيادة الأجانب، وليس اليهود كما يزعمون، للحركة الشيوعية، صاحب كتاب "تطور الحركة الوطنية المصرية" الذى لاحظ كيف تطورت الحركة الشيوعية فى إطار تطور الحركة المناهضة للوجود الاستعمارى فى مصر، وإبراهيم عامر الذى قدم اجتهاداً غير مسبوق فى كتابه "الأرض والفلاح"، عندما لفت النظر لأول مرة إلى أن القراءة الماركسية التقليدية للتاريخ، التي تضعه في قالب التعاقب الخماسي لأنماط إلانتاج (المشاعية البدائية – العبودية – الإقطاع – الرأسمالية – الاشتراكية) لا تنطبق على التاريخ المصرى الذى عرف ما أسماه الإقطاع الشرقى .....إلى آخر هذه الكتابات التي نلاحظ بصفة عامة أنها كانت موضع تجاهل قيادات التنظيم الطليعى، ومن لف لفهم، ومن استمر على دربهم، بينما كانت موضع إجلال واحترام من مناضلي جيل السبعينيات، وبالذات تنظيماته الأكثر راديكالية ونضالية، وعلى رأسها حزب العمال الشيوعى المصرى، الذى بدأ فى مرحلة لاحقة مرحلة نضاله انطلاقا من نقد شيوعيى التنظيم الطليعى، ومن لف لفهم، حيث حرص أبناء هذا الجيل على تداول هذه الكتابات واعتبروها كتابات أساسية وتأسيسية فى تثقيف عضويتهم وكوادرهم، ورغم أن مقال سعد زهران التعاليم الليبرالية لم يحظ بما حظى به كتابا شهدى عطية وإبراهيم عامر من فرصة لإعادة القراءة والتأثير فى أجيال تالية جديدة، فإنه أثر على نحو واضح فى بعض كبار الكتاب والمحللين من رموز تلك الفترة مثل صلاح عيسى، الذى توقف كثيراً عند هذا المقال واعتبره حجر أساس ارتكز عليه فى بناء كتابه المهم والمؤثر الذى كتبه بعنوان "الثورة العرابية" والذى شاءت الأقدار أن يكتبه هو الآخر فى السجن.
جدير بالذكر هنا – أيضاً - أن سعد زهران قدم نفسه للمجال العام ابتداءً من 1946 باعتباره رجلاً عملياً، وقائداً لحركات جماهيرية، ومشرفاً على الصحافة الحزبية السرية، لكنه لم يقدم نفسه أبداً فى بدايات حياته النضالية باعتباره مفكراً أو صاحب رؤية فكرية،حيث ألقى بهذه المهمة على عاتق الآخرين مرتين؛ الأولى عندما سلم عصى القيادة الفكرية لشهدى فى أول تكتل مهم تمرد على قيادة "حدتو"، وكانت اجتهادات شهدى غير كافية لتأسيس جناح جديد داخل الحركة، أو ربما كانت الظروف غير مواتية، وبعد ذلك بفترة وجيزة سلم سعد زهران لـ فؤاد مرسى أو "الرفيق خالد" عصى القيادة الفكرية مرة أخرى وانصرف إلى المهام العملية، وعندما انهارت أفكار ومعنويات وبنى الحركة الشيوعية، تحت وطأة الضربات البوليسية والهزائم السياسية والفكرية، انتابت سعد زهران حالة من القرف واللامبالاة إزاء الحوارات التى دارت داخل السجن، بخصوص وجود مجموعة اشتراكية على رأس السلطة وضرورة وحدة الاشتراكيين فى حزب واحد، وهى الحوارات التى مهدت بعد ذلك إلى حل الأحزاب وانخراط عدد كبير من القادة فى خدمة الناصرية، وانطلاقاً من هذا القرف والابتعاد عن هذه الحوارات التى أعلن فى مواجهتها أنه غير مكترث، زادت شكوك سعد زهران فى المنطلقات الفكرية نفسها، وقرر عملياً مع بداية العمل فى مقال التعاليم الليبرالية أن يمتنع عن تسليم عصى قيادته الفكرية لأحد، وأن يتولى بنفسه محاولة استكشاف طريق فكرى جديد.
فى مقال التعاليم الليبرالية للثورة العرابية الذى كتب فى سجن الواحات، ونشر فى مجلة المجلة العدد 108 ديسمبر 1965، ألقى سعد زهران الضوء على ما اعتبره قيم وآليات ليبرالية ظهرت وتطورت مع حركة عرابى، واللافت أن هذا التوقيت بالذات هو الذى شهد الحديث حول قيمة وأهمية الديمقراطية اجتماعياً، وعدم أهميتها على الصعيد السياسى حتى أن عدد الطليعة الصادر فى يونيو 1966 بمناسبة الاحتفال بالعيد العاشر لـ "ثورة يوليو" شرح فيه قيادات الشيوعيين فى هذه الفترة كيف أن الحريات السياسية الأساسية والتعدد الحزبى هى أشياء ليست غير ضرورية فحسب، ولكنها برجوازية أيضاً ولا تنسجم مع النظام الثورى الاشتراكى ... إلخ.
يمكننا القول إذن إن جوهر المقال السياسى – وليس التاريخى فقط – حول التعاليم الليبرالية، والذى نشره سعد زهران فى مجلة المجلة، وهى مطبوعة ذات طابع ثقافى إنما كان بمثابة رد ضمنى على احتقار الديمقراطية السياسية والتعالى عليها، كان بمثابة رد اعتبار للحريات والديمقراطية التى يمكن اعتبارها روح الليبرالية المتقدة، التى كان على الماركسية الثورية أن تعض عليها بالنواجز، وفيما كانت الليبرالية مرادفاً للبرجوازية وتقدم على اعتبار أنها حرام أو مكروه فى "طليعة" شيوعيى التنظيم الطليعى ومن لف لفهم وسار على دربهم، كانت الليبرالية عند سعد زهران فى نفس اللحظة مرادفاً لتعاليم ثورية ينبغى إحياؤها والتمسك بها. يمكننا أن نعتبر من خلال هذه الملاحظة أن هناك بداية منهجية مختلفة وقراءة تحليلية مختلفة بدأها سعد زهران مبكراً، وبعد أن انكسرت الحركة الشيوعية أمام الاشتراكية ناصرية الطراز ربما نتيجة التعذيب، وربما نتيجة عدم القدرة على مواجهتها أيديولوجيا بالذات فى ظل مباركة موسكو للاشتراكية الناصرية، التي يمكننا اعتبارها طبعة أكثر سطحية وقومجية من الستالينية، التي لم تكن هي الأخرى بريئة من السطحية والقومجية، ومن ثم يمكننا القول إن هذا المقال المبكر، وفى هذا التوقيت بالتحديد إنما كان بمثابة نوع من التحليل غير المباشر للواقع ، ومن خلال استنطاق التاريخ، لما يمكن أن يكون سبباً فيما آلت إليه أمور الحركة الشيوعية من انكسار وهزيمة.
بعد خروج الشيوعيين من السجن، تم توزيع القيادات على مواقع ومناصب مختلفة، وفقاً لدرجة الولاء وكان الحرمان من أى عمل من نصيب مؤلفنا لمدة عامين، على الرغم من أنه لم يطلب فى مقابلته مع كبار موظفى النظام، الذين تولوا عمليات الفرز والتوزيع إلا أن يعود لوظيفته كمدرس، ولكن السلطات قررت له وبعد عامين كاملين، أن يعمل بمجلة الطليعة تحت العين، وعلى مدى عامين عمل فيهما سعد زهران فى الطليعة، حاول وبقدر الإمكان أن يكتب فى السياسة الدولية، حتى لا يتورط فى أن يكتب ما لا يتفق مع قناعاته فى الشئون الداخلية، وعندما اندلعت الحركة الطلابية فى مصر – والعالم – فى 1968 تم تكليفه بالإشراف على إصدار ملف حول الحركة، ووضعت تحت يديه – وللمرة الأولى – المجلات والصحف الأجنبية – وكانت المصدر الوحيد للمعلومات الذى يحتكر الاطلاع عليه عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة !! – كما وعِد أيضاً – ولأول مرة – أن ما سيُكتب فى هذا الملف لن يتعرض لأية رقابة، ولهذين السببين تحديداً أحدث هذا الملف صدى كبيراً وكان للمقال الذى كتبه مؤلفنا فى هذا الملف الصدى الأكبر، حيث تعرض المقال، أو بالأحرى بشر ودعا، وربما لأول مرة، إلى اليسار الجديد الذى قاد هذه الحركة، فرصد سمات هذا اليسار ورموزه وشعاراته، وما يحاول أن يُعبر عنه اجتماعياً ... الخ، واللافت أن الطليعة أفسحت صفحاتها لـ - أو بالأحرى نظمت – حملة واسعة للرد على الملف والمقال، وفى الوقت نفسه فإن اللافت أيضاً أن بعضاً من قيادات الحركة الطلابية وقد أصبح بعضهم فيما بعد من مؤسسى وقادة ما عُرف بعد ذلك بحزب العمال الشيوعى المصرى، قد أثار إعجابهم الملف والمقال وسعوا إلى الالتقاء بالمؤلف والحوار معه.
كان مقال " شباب 68 يهز العالم" يُبشر باليسار الجديد ويفسر وجوده ويدعو له، وكانت الطليعة التى قادت فريقاً يسارياً واسعاً للرد على سعد زهران، ومنع الدراسة الثانية من النشر تعادى على نحو واضح ظهور هذا اليسار منذ اللحظة الأولى لمولده، وهذا الانقسام بين يسار جديد نقدى ويسار مسكوفى رسمى استمر بعد ذلك وحتى الآن بحيث يمكننا القول إن انحياز المؤلف لحركة الطلبة فى 68 كان انحيازاً لضرورات تجديد الخطاب اليسارى، من خلال المساهمة المباشرة فى بناء مفاهيم وسمات وشعارات هذا الخطاب اليسارى الجديد، وبهذا المعنى فقد كان انحيازاً للمستقبل.
بعد نشر مقال "شباب 68 يهز العالم" وجد سعد زهران نفسه أن البقاء فى مصر بكل ما يعنيه ذلك من احتمال الارتباط بالأجيال الجديدة، ومن ثم دخول السجن مرة أخرى أمر أكبر من طاقته على التحمل والاحتمال، بالذات وأن الابتعاد عن هذه المخاطر المحتملة إما بالصمت أو الانحياز للدولة، كان أمراً مستحيلاً بالنسبة له، ولذلك فلقد لجأ إلى صديقه الأخضر الإبراهيمى – السفير الجزائرى فى مصر – لكى يطلب من القيادة السياسية أن تسمح له بالخروج من مصر، والعمل فى الجزائر، ولم يفت أحد كبار مقاولى اليسار فى ذلك الوقت أن يؤكد له قُبيل سفره أن وجوده فى الجزائر لا يعنى أنه ابتعد عن يد الدولة المصرية !
فى الجزائر ورغم كل معاناة الغربة والكثير من الأوضاع المعيشية القاسية التى تعرض لها مؤلفنا، عن قصد أو عن غير قصد، فإنه استرد الكثير من صفائه الذهنى بسبب ابتعاده عن المجريات والمنغصات والقهر، مما دفعه لكتابة الكثير مما كان قد اختمر فى ذهنه بالفعل لسنوات طويلة قبل ذلك، وكان أول ما كتبه فى السنوات الأولى بالجزائر مذكراته فى السجن، التى تحمل عنوان "الأوردى .. مذكرات سجين"، وقد نشر مركز المحروسة هذا العمل فى مجلد مستقل بعيداً عن المختارات التى بين أيدينا، على اعتبار أن الأوردى، ورغم أنها مذكرات المؤلف عن فترة التعذيب التى تعرض لها ضمن مئات من الشيوعيين المصريين، ورغم أنها تضمنت الكثير من التأملات المهمة حول السجون والتعذيب ... الخ، فإنها مع ذلك تبقى عملاً أدبياً أقرب إلى الرواية منها إلى أى جنس أدبى آخر.
بعد أن سجل سعد زهران فى الأوردى شهادته وبرأ ذمته وتخلص من هذا العبء، الذى كان يثقل كاهله أصبح أكثر قدرة على أن يقدم أكثر اجتهاداته خبرة واكتمالاً، ونعنى بذلك كتابه المهم "فى أصول السياسة المصرية"، وفى هذا الكتاب يحاول المؤلف أن يُعيد قراءة التاريخ المصرى من خلال منهاجية مختلفة لم تتنكر للماركسية، بمعنى أنها لم تدع الاستناد إلى منهج آخر غير المادية التاريخية، لكنها ادعت أنها إذ تبدأ من الواقع الحى نفسه، فإنها ترصد طبقات مختلفة عن تلك التى رصدها ماركس فى الغرب، بل وترصد أيضاً آليات صراعية مختلفة تحرك المجتمع وتبرز تطوراته وتغيراته، عن تلك التى رصدها ماركس وأطلق عليها الصراع الطبقى.
ويمكننا القول إنه من بين كل كتابات سعد زهران يحتل كتاب "فى أصول السياسة المصرية" أهمية خاصة، فقد كتبه فى منفاه الاختيارى بالجزائر بعيداً عن قبضة النظام وضغوط الحياة اليومية فى مصر، حيث أتاح له التأمل الهادئ تقديم رؤية نظرية عن التاريخ المصرى، وفى هذا الصدد ينبغى أن نذكر أن هذا الكتاب يوضع إلى جوار محاولات جد قليلة حاولت أن تضع رؤية متكاملة لـ شخصية مصر، منها من انطلق من التاريخ ومحاولة واحدة فقط انطلقت من الجغرافيا هى محاولة جمال حمدان، أما المحاولات التاريخية فإنها محاولة صبحى وحيدة (فى أصول المسألة المصرية)، ومحاولة محمد العزب موسى (وحدة تاريخ مصر) بالإضافة إلى محاولات أقل اكتمالاً وشمولاً لـ إبراهيم عامر وربما أحمد صادق سعد.
أهم ما يميز محاولة سعد زهران فى بحثه عن أصول السياسة فى مصر، هو اكتشافه لـ آلية صراع مختلفة حدد أطرافها فيما أطلق عليه مثلث السلطة فى مصر : القصر والأعيان والإمبراطورية التى تحكم المنطقة، حيث ذهب مؤلفنا إلى أن ما تبقى من السكان – أو بالأحرى السواد الأعظم من المصريين – وهم ما أسماه : الرعية لا تدخل طرفاً فى الصراع بين أقطاب المثلث بالأصالة عن نفسها، بل كانت على الدوام تُستخدم من قبل القوى الثلاث المتصارعة على السلطة والثروة ضمن توازنات سادها استقرار ملحوظ أغلب فترات التاريخ المصرى، ورصد المؤلف أن هذا التوازن مع منتصف القرن العشرين سادته درجة من الاضطراب مع ظهور ما أسماه بـ "طبقة وسطى" حاولت عبر أيديولوجيات مختلفة وأشكال تنظيمية مختلفة "تربيع" مثلث القوى المهيمن، ومن ثم اعتبر زهران أن هذه الطبقة – وباعتبارها صاحبة مصلحة فى التغيير – هى الطبقة الثورية فى بلادنا الآن، معتبراً أن مصر لم تعرف الانقسام إلى برجوازية وبروليتاريا وفقاً للنموذج الغربى، وإنما عرفت أعياناً ورعية أو ملاك أراض - أو بالأحرى منتفعين بالأراضى - وفلاحين، فضلاً عن دور الإمبراطورية المهيمنة منذ أن فقدت مصر استقلالها بعد دخول الإسكندر، وتعاقب الغزاة والفاتحين بعد ذلك.
وأخيراً دور القصر رمز وحدة البلاد ومركزية الإدارة منذ فجر التاريخ، ومع التحديث، ودخول الاستعمار الغربى والرسملة، لم يجد زهران أن هناك فرقاً كبيراً قد حدث للتركيبة الاجتماعية فى البداية، حتى بعد أن عمل بعض الأعيان إلى جوار ملكية الأراضى بالتجارة والصناعة، وعمل بعض الفلاحين إلى جوار العمل فى الحقول بالعمل فى المصانع، ولكن مع مرور بعض الوقت ونمو المدن ظهرت طبقة وسطى بمفهوم زهران، تضم فى فئاتها المتعددة عمال الصناعة المهرة إلى جوار المهنيين وصغار التجار ... إلخ، بينما ظل يعتبر أن الرأسماليين الكبار لم يزيدوا فى آخر الأمر عن أعيان تقليديين فى أدائهم وسلوكهم وظلت الرعية هى الرعية والقصر هو القصر والإمبراطورية هى الأخرى ظلت موجودة حتى لو تبدلت الإمبراطوريات التى تتعاقب فى الهيمنة على مصر.
وعلى ذلك انتهى المؤلف إلى أن إشكالية المجتمع المصرى وأزمته هى ظهور الطبقة الوسطى، التى تحاول أن تدخل إلى قلب معادلة السلطة، وهكذا انتهى زهران إلى ثورية الطبقة الوسطى باعتبارها صاحبة مصلحة فى التغيير، وقادرة عليه، مثلما اعتبر ماركس فى سياق تاريخى وجغرافى مغاير أن الطبقة العاملة صاحبة مصلحة فى التغيير وقادرة عليه.
وإذا كان سعد زهران قد تعرض فى كتاب " فى أصول السياسة المصرية" للأحزاب السياسية فى مصر، من حيث علاقتها بمثلث السلطة ومحاولات تربيعه بشكل عابر، فقد عاد بعد عقد من الزمان تقريباً من تقديم أفكاره الأساسية فى هذا الصدد، إلى تقديم دراسة واسعة حول الموضوع نفسه بعنوان "الأحزاب السياسية فى مصر" وبعد أن قدم مسوداتها فى المؤتمر السنوى لمركز البحوث والدراسات السياسية، عاد مستفيداً مما أثارته من جدل واسع حول إعادة كتابتها بتوسع، ونشرها فى مجلة الفكر الاستراتيجى بعد ذلك فى منتصف الثمانينيات، وفى هذه الدراسة صنف الأحزاب المصرية ما بين أحزاب إدارة وأحزاب شارع ... إلخ، وربط بين التصنيف الذى وضعه وبين نظريته "مثلث السلطة".
قبل ذلك بعقد تقريباًَ وفى تفاعل حى مع المجريات قدم زهران قراءة لما تعرضت له مصر عام 1977 من أحداث وتطورات مهمة، وفى هذه القراءة التى تعتبر من بين كل ما ننشره فى هذه المختارات أقربها إلى التحليل السياسى المباشر للأحداث، وهى بعد لا زالت طازجة، ويمكن اعتبار هذه القراءة بمثابة تطبيق حى ومباشر لأفكار المؤلف فى السياسة العملية.
بعد إتماما كتابه المهم "فى أصول السياسة المصرية" كان على سعد زهران أن يقدم فى "التقدمية كمهنة" ليس مجرد نقد ذاتى لتجربة بل كان يقدم وبنفس القدر نقداً أخلاقياً لكل العاملين فى المجال السياسى، حيث لاحظ مؤلفنا أن أغلب السياسيين – ومن بينهم التقدميين - كانوا ينظرون للعمل السياسى بمنطق الطغاة والمستبدين، منطق الجدوى الاقتصادية، بمعنى أن الممارسة السياسية تعتبر سليمة ومواتية ومناسبة بالقدر الذى تعطى مردوداً عملياً يضاعف أو يعزز من النفوذ السياسى للاختيارات التى تم اتخاذها بالنسبة لأصحابها، ومن ثم لا يتم النظر إلى المعايير الأخلاقية والروحية لهذه الاختيارات، حيث يتم رهن جدوى الاختيارات بالمعايير البرجوازية، بمعنى إحراز المكاسب بدلاً من أن تحتكم إلى من لديه القدرة على التعبير عن الطبقات المنتجة والمغلوبة على أمرها، والمرشحة لأن تكون الطبقات القائدة والقادرة على الوصول للمستقبل.
مع مزيد من الوقت فى الجزائر، بدأ زهران ينتقل من الاهتمام بالتاريخ والواقع والمجريات، إلى الاهتمام بالمفاهيم والأفكار المجردة، فكتب عن وجود الإنسان مقالاً مهماً طرح فيه تأملات غاية فى العمق، حول وجود الإنسان واحتمالات فئاته مستوحياً ذلك من خلال تلك اللحظات القاسية التى أعقبت هزيمة 67 حيث بدا الأمر بالنسبة لمؤلفنا وكأننا إزاء النهاية، لا نهاية مصر فحسب، ولكن نهاية الكون كله، ومنطلقاً من هذا الهاجس يبدو لنا أن زهران كان من بين الرواد اليساريين الذين انتبهوا مبكراً إلى أنه لا يمكن أن يستمر الحال هكذا تلقائياً وبدون نضال جاد ودءوب يحول دون فناء أصبح محتملاً، وحَّول البشر إلى أسلحة دمار شامل. ويُعد استهلاك البشر المجنون لمواد طبيعية جد محدودة، وهى الأفكار التى انتهى إليها عدد قليل للغاية من اليساريين فى العالم أسسوا فى تلك الفترة ما عُرف بمجريات الحق والسلام ونزع السلاح.
وفى إطار مناقشة المفاهيم أيضاً، قدم زهران فى هذه الفترة مجموعة أفكار حول القومية، اختلف فيها تماماً عما سبق وطرحه ستالين فى هذا الموضوع، وتبنى سمير أمين المفهوم الذى قدمه زهران عن القومية، وعرض له فى كتابه "التطور اللا متكافئ"، وعن طريق سمير أمين تعرف زهران مبكراً على على أفكار مدرسة التبعية وتعرف على أغلب رموزها : كاردوزو وجاندرفرانك ... إلخ، وفى ذلك الوقت قدم مساهمة فكرية مهمة حول التبعية والتكنولوجيا والتصنيع.
وفى سياق هذه الاجتهادات الفكرية السياسية اخترنا أن ننشر أيضاً نداء المؤلف للمغتربين فى ذلك الوقت لنكتشف تطبيقات منهجية لا فى التحليل فحسب، ولكن فى التحرك السياسى أيضاً، ويجدر بنا أن نذكر هنا أن زهران كان أول من دعا اليسار إلى الاهتمام بالتوجه إلى المغتربين، ومحاولة ربطهم بمشروع للتغيير فى مصر، فيما كان أغلب اليساريين فى بلادنا يحرمون السفر للخارج باعتباره هروباً ومن ثم فلم يكن لديهم إزاء هؤلاء الهاربين أى برامج أو شعارات لدى اليسار منذ بداية الهجرة إلى بلاد النفط وحتى الآن !!
وحول رؤية مؤلفنا لقضايا الثقافة والتعليم نشرنا هنا ملاحظاته المهمة عن المشكلة الثقافية فى أفريقيا التى تأتى فى إطار تأثره بمدرسة التبعية فى ذلك الوقت كما نشرنا ملاحظاته حول السياسة التعليمية، وأخيراً – وبين دفتى المجلد الثالث أيضاً الذى يجمع بين دفتيه ومضات فكرية متنوعة للمؤلف بعضها لم يكتمل – نشرنا ثلاثة مقالات تحمل عناوين : "هذا المناخ المميت" و "الصفوة بين الاختيار والتهجين" و "ملاحظات حول الصراع الطبقى الآن"، وسنلاحظ أن هذه الأعمال بدت شديدة القلق على ذات المثقف وطبيعة دوره فى ظل انهيار أخلاقى وقيمى غير مسبوق تواكب مع الانهيار والانحطاط العام للمجتمع.
أخيراً نرجو أن يكون نشر هذه المجموعة من الاجتهادات الفكرية الأصيلة والعميقة سبباً فى حوار جاد ومنفتح يواصل ما بدأه مؤلفنا من جهد مشكور فى اتجاه معرفة الواقع ومن ثم المساهمة فى تقدمه.

فـريـد زهـران
رئيس مجلس ادارة مركز المحروسة للنشر و الخدمات الصحفية و المعلومات و نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى



#فريد_زهران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات القائمة فردي أم قائمة ؟
- إنها ليست مجرد مباراة :أوقفوا إهانة وإذلال المصريين في العال ...
- مقدمة تقرير العنف ضد المرأة
- مقدمة تقرير مبادرات الإصلاح فى الشرق الأوسط
- الأخلاق بين الضرورة الاجتماعية والإيمان الدينى
- فى رثاء مصطفى وعزت وعبد الباسط جيل السبعينات يواصل العطاء
- رفع حالة الطوارئ أو معركة التحديث ومسؤولية القوى السياسية
- القمع الفكرى داخل الأحزاب السياسية فى مصر
- قراءة في نتائج انتخابات نقابة الصحفيين
- دعوة للحوار حول مبادرة تجديد المشروع الوطني - مصر
- لا للحرب . والاستبداد . والهيمنة . نعم للسلم . والديموقراطية ...
- مسيحى ما علاقتك بالانتفاضة


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فريد زهران - آفاق جديدة للفكر الماركسى اجتهادات المفكر الراحل سعد زهران