|
من المسئول عن فكر التكفير ؟؟
حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)
الحوار المتمدن-العدد: 1267 - 2005 / 7 / 26 - 09:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلما كتبت مقالأ فى صحيفة أو فى موقع إلكترونى أو فى منتدى فكرى على النت أو دخلت فى حوار مباشر بغرض مناقشة بعض الأمور السياسية أو الإجتماعية أو التى تناقش حقوق الإنسان فى عالمنا العربى وحقوق المراة والطفل وغيرها من المواضيع الهامة والشائكة --- كلما فعلت ذلك قفز أمام عينى (( ذلك المكفراتى )) 0 من هو هذا المكفراتى ؟؟ إنه شخص –أى شخص—إنسان –أى إنسان—له مكون فكرى جامد لا يتحرك جمود الجبال الراسيات ثابت لا يهتز ثبات الصخور لا يحب التغيير ويكره بكل عنف أى معنى من معانى التطوير الفكرى ويتمسك بثوابت تراثية موروثة يكفر كل من يحاول مناقشتها أو تعديلها أو الوصول بها إلى منهج يتمنطق مع معطيات الحياة المتجددة والتى تطلع علينا يوميأ بألف جديد وجديد وهو لا يزال ممسكأ بكل قوته بتلابيب ذلك التاريخ وذاك التراث الذى يكاد يجعله إلهأ معبودأ والعياذ بالله0 إذا تحدثنا عن حقوق المراة قفز لنا برواياته المزورة وأحاديثه الملفقة لكى يثبت ويؤكد للعالم أجمع أن المرأة نصف إنسان وأن لها نصف شهادة الرجل ونصف ميراثه فى جميع الأحوال وأن الوضع الطبيعى لأى امراة أن تعيش مسجونة داخل بيتها ولا تخرج منه إلا مسجونة داخل نقابها فلا يحق لها – من وجهة نظره—التمتع بالحياة ومباهجها مثله لأنه (( رجل )) وإذا قلنا أن شهادة المرأة تساوى شهادة الرجل فى المحاكم أمام القضاة ثارت ثائرته وانتفض مكفرأ من يتكلم و من يستمع وهو صامت وإذا قلنا أن هناك قضايا قتل لم يشهد حدوثها غير إمراة واحدة وأن شهادتها تكفى لإظهار البينة التى يبحث عنها ويحتاج إليها القاضى رفض كل ما نقول بعنف شديد وإصرار أشد وإذا قلنا أن الله تعالى فرض الوصية فى الميراث وأن هناك إمرأة كافحت مع أبيها وأمها فى بناء حياتهم وأن من حق والدها تمييزها على الآخرين الذين ولدوا بعدها بسنوات طويلة وسيرثون كل شىء على الجاهز رفض عفريت العلبة كلامنا واتهمنا بالكفر والضلال المبين 0 وإذا قلنا أن علم الناسخ والمنسوخ هو إهانة رهيبة للإسلام والمسلمين وأن هذا العلم قد رسخ عقائد خطيرة بين المسلمين مثل رفض الآخر والحض على محاربته ورفض دينه وفكره وعقيدته وتقسيم العالم إلى نصف للسلام وهو الدولة الإسلامية ونصف للحرب وهو دولة الكفر كما يصفونها كما أن الناسخ والمنسوخ قد أكد ورسخ عقيدة قتل المرتد بحجة وجود حديث ( من بدل دينه فاقتلوه) وأن هذا الحديث قد نسخ أى ألغى – من وجهة نظرهم – جميع الآيات القرآنية التى تؤكد على حرية الدين والعقيدة والدخول فى الإسلام والخروج منه – والحساب عند الله وليس فى الدنيا—خرج لنا—ذلك المكفراتى-- بنظرياته التكفيرية المجحفة وجعلنا بقدرته الخارقة من الكفرة الفجرة لمجرد أننا نعمل عقولنا ونجتهد فى القرآن لكى نتدبره ونتوصل إلى أقصى درجات الحب والسماح والسلام المنتشرة فى آياته الكريمة وحتى نقطع الطريق على أولئك الذين يؤكدون فى كل مكان ومحفل أن الإسلام دين دماء وإرهاب ورعب وقتل وسفك ولا والله ما كان الإسلام هكذا ولن يكون ولو كره المجحفون ومهما حاولوا إدخال الآيات التاريخية التى تقص علينا كيف كان النبى يدافع عن دولته الصغيرة الوليدة ضد المعتدين حتى يحميها ويحفظها لكى تستمر منارة لإشعاع الدين الحق الذى ينشر الحب والعدل والسلام على ربوع الأرض ولم تكن هذه الآيات غير قراءة للتاريخ الذى بنى فيه النبى دولته وحافظ عليها ضد المعتدين ولم يكن فى حياته بادئأ بالعدوان أبدأ فهو الروف الرحيم ولعنة الله على كل من يتجرأ بتوجيه أى كلمة أو عبارة بقصد المساس بشخص الرسول الخاتم الذى كان أعداؤه ملأ الأرض كعادة الرسل مع الكفرة ولم يزل أعداؤه ملأ الأرض بل أكثر لأن الإلحاد والكفر أصبحا منتشرين ولهما دول وحكومات وممالك - ألمكفراتى قد يكون رجلأ والغريب أنه قد يكون إمراة نعم إمرأة تربت على نفس الميراث التراثى وتؤكد فى كل كلامها أن المراة تساوى نصف رجل وتقول ذلك بثقة وطمأنينة وإيمان راسخ فمن الذى رسخ فى عقلها عقيدة تنصيف المرأة أى مساواتها لنصف رجل بل إنها –نفس السيدة – تؤكد أن المرأة ناقصة عقل ودين بحجة أن الدورة الشهرية تنزل عليه فتجعلها لا تصلى ولا تصوم وبذلك فهى ناقصة دين كما أن وجودها المستمر فى البيت وعدم مشاركتها فى الأعمال الحياتية والمؤتمرات والمناقشات جعل عقلها يضمر فصارت ناقصة عقل --- تصوروا يا سادة يا كرام—إمرأة تقول ذلك ومؤمنة به وتؤكد أن هذا هو صميم الدين !! ألمهم أن ذلك المكفراتى – إمرأة كانت أو رجل – يكره ويحارب أى محاولة للتجديد والتطوير فى الفكر الدينى وحجته فى ذلك ( لا إجتهاد مع النص ) حتى نظل نعانى من الأيدلوجيات الموروثة وندفع فواتيرها تحت العديد من المسميات مثل الناسخ والمنسوخ وقتل المرتد --- لتصفية خصومهم – ورجم الزانى –وهو حد ما أنزل الله به من سلطان --- وتهديد كل متجرىء على إنكار التراث أو رفض جزء منه بالقتل والذبح والجلد والسفك فإلى متى يعيش أهل الفكر مهددين ؟ ومتى نتخلص من دعاوى التكفير والوعيد بدخول جهنم وكأن مفاتيحها فى أيديهم ؟ متى يتركوا العقل يتحرر لكى يتدبر ويبدع ومهما أبدع العقل وتدبر وجدد فلن يضر ذلك دين الله شيئأ لأن الله حافظ دينه من التحريف والتزييف والتأويل0 أيها الناس لا يمكن لعاقل أن يفجر نفسه قاتلأ من حوله من أنفس مخربأ ما تم بناؤه من فنادق أو مطاعم أو غيرها إلا إذا كان واثقأ كل الثقة من دخول الجنة فور موته وهذا هو غسيل المخ الحاصل لكل مفجر نفسه وهذا هو التغيير الشامل الذى يطرأ على مكونات عقله فيحيله إلى إنسان هائم لا شغل له غير التفكير فى نيل الشهادة والفوز الفورى بجنة الخلد حيث فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر 00 وحتى لو كانت الجنة كذلك فهل يدخلها قاتل الأبرياء ومفجر المساكين الباحثين عن أرزاقهم من شباب ونساء وأطفال وشيوخ00 كيف يعتقد ذلك القاتل بكل هذا الكم من الخيانة والغدر أنه فائز برضوان الله وجناته فهل هذه هى الحكمة والموعظة الحسنة ؟؟ أيها الناس يوجد فى العالم الإسلامى أكبر مخزون من المكفراتية والمفجراتية الذين تم تجهيزهم وتعبئتهم على أسس موروثة وأحاديث موضوعة وروايات ملفقة ما أنزل الله بها من سلطان ولا تمت لدين الله الحق بأى صلة إنها موروثات ضيعت المسلمين وجعلتهم أدنى واقل أمم الأرض قيمة , موروثات ترفض الآخر وتكفر المخالفين وتجهز لهم الأحكام بدخول الجنة والخلود فيها , موروثات تجعل معتنقيها متعالين عن الآخرين متأكدين من صدق رأيهم وصوابه وكذب الآخر وضلاله موروثات تبيح لهم قتل المرتد ورجم الزانى وجلد شارب الخمر—مخالفين بذلك كتاب الله العظيم الذى ليس به قتل لمرتد ولا رجم لزان ولا جلد لشارب خمر ولا بدأ بعدوان على أى إنسان مهما كانت ملته ومعتقده---- , موروثات تمنى أصحابها بملكية الأرض ومن عليها والعودة إلى عصر الخليفة الحاكم الآمر الناهى المتكلم بالحق الإلهى ألمالك للناس والأرض 000 ولو تمسكوا بسماحة القرآن لانتشر الحب بينهم ولأظلهم بجناحيه العظيمتين الرطبتين ولكنهم أهملوا القرآن وتركوه واتبعوا سواه وهو موروث برىء منه الله ورسوله ذلك الموروث الذى يجعل القتل سهلأ حتى لو كان الضحية بريئأ بحجة الجهاد وأى جهاد هذا الذى يقتل البرىء ويبدأ بالعدوان ولا يعلن الحرب ويفاجأ ضحاياه الأبرياء فى الأسواق والقطارات والمطاعم والفنادق00 وكيف يتصور القتلة أن الله تعالى يرضى عن جرائمهم وان البشرية تبارك أفعالهم البشعة ألا إنهم واهمون0
#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)
Hassan_Ahmed_Omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أطفال فى النار
-
يا عالم يا هوه.. الإنسان فخخوه
-
حقوق ألمطلقات وألأيامى فى العالم العربى
-
لا تعادى
-
رد على مقال إبراهيم الجندى ألإنسان أصله جحش
-
ألتسول بإسم الدين
-
حقوق المرأة فريضة من الله وليست هبة من الرجال
-
فى البلاد العربية ..من الذى جعل ضابط الشرطة إلهأ ؟؟؟
-
نظرة ومدد يا شيخ بركات
-
عقائد غير قرآنية
-
لا عزاء
-
شيوعى..إخوانجى..إرهابى..عميل أمريكانى
-
أكره من يظلمون النساء
-
هل التدين هو التسلط ؟؟
-
سلطان من لا يعرفه السلطان
-
أحلم بالحب والسلام
-
تكفير التفكير وتجميد التجديد
-
ناقشوهم ولا تهاجموهم
المزيد.....
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|