أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - ثقافة الوصاية في المجتمع الاسلامي














المزيد.....

ثقافة الوصاية في المجتمع الاسلامي


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 14:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنزع جميع الاديان باختلاف نسخها الى فرض ثقافة الوصاية على مجتمعاتها لانها تعتبر نظمها الاخلاقية والاجتماعية حقيقة مطلقة مقدسة واجبة النفاذ وليس على القطيع سوى السير خلف الراعي ، ولكن نشوء و تطور النظم السياسية العلمانية ادى الى ضمور ثقافة الوصاية وعدم قدرتها على البقاء في عالمنا المعاصر الذي يبجل حرية الانسان وحقوقه الاساسية وخصوصيته كفرد الى حد بعيد.
لكننا في المجتمعات الاسلامية والعربية ، حيث يتطفل الدين فيها على الحياة،لازلنا نرسخ تحت وطأة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تبدو للوهلة الاولى وكأنها محاولة لنشر الاخلاق الفاضلة في المجتمع الاسلامي لكنها ليست سوى تكريس متعسف لثقافة الوصاية وتغذية الشعور بالنقص والدونية لافراد المجتمع وبانهم عاجزين وغير قادرين على اتخاذ القرارات التي تمس جوهر حياتهم وان الايمان والاخلاق حكر لرجال الدين دون سواهم.
فالمجتمع الاسلامي تعود ان تكون الاخلاق والسلوكيات فيه قائمة على القهر والغصب والاكراه وغير نابعة من قناعات الفرد وضميره الحي ومسؤوليته كأنسان واع مكتمل الرشد . ولذا تعودنا على سلسلة طويلة تكاد لاتنتهي من الاستبداد والقمع ومصادرة الحريات حتى بات من غير المسموح التفكير خارج الصندوق الوصائي الذي وضعنا فيه الدين وحرمنا من التطلع الى العالم الرحب خارجه ، فالطيور التي عاشت طيلة حياتها في قفص تعتبر الطيران جريمة.
لقد اصبحنا عبيدا مقيدين بسلاسل تراث دامي وكريه عجنه رجال الدين وولاة امرهم بالدم والنار على مر 14 قرنا بغية التحكم بعقول الناس وقولبة سلوكهم وتنمية شعورهم بالدونية الى حد االخنوع ، ثقافة الاجابات الجاهزة وتكميم الافواه وعدم طرح الاسئلة.
لقد حان الوقت الان ونحن في القرن الحادي والعشرين لكي نتحرر من هذه العبودية لا ان نطالب بتحسين شروطها.
المجتمع الاسلامي لايعترف لاحد بأنه بلغ سن الرشد العقلي ويستطيع تبعا لذلك ان يعيش بدون وصاية من احد ، فكل منا هو قاصر عقليا ومستباح من قبل رجال الدين في اصغر تفاصيل حياته الخاصة ، فالمرأة (ناقصة العقل والدين )لاتزال تحت وصاية الرجل و الذي بدوره يرسف باغلال وصاية كهنة الدين الذين يحتكرون النظام الاخلاقي ويسوقونه للمجتمع كحكم مؤبد من الخضوع والهيمنة.
لن تجد قيم التعددية والمواطنة والتنوع والرأي الاخر والحق في الاختلاف مكانا لها في مجتمع الوصاية الذي يفكر بنمط الاسود والابيض فقط .
وهكذا نجد انفسنا في مجتمع بليد ،مسلوب الارادة ،لامبالي ، مأزوم ، لايهتم لحقوقه الاساسية ولايفكر فيها ولايحاول تطوير ذاته و مجتمعه بل هو مشدود كثور الساقية الى هدف افتراضي هو الحياة الاخرة فتراه يلغي عقله كليا ويمعن في التطرف والعنف الاعمى فيسولون له ان يفجر نفسه و يقتل الناس الابرياء ان كان سنيا اويجلد ذاته في شعائر وطقوس مؤلمة وقاسية اذا كان شيعيا لتحقيق هذا الرغبة المستحيلة.
فكيف لمجتمع مثل هذا ان يحترم القانون والنظام وهو يفكر بالمعجزات والبركات الربانية كسبيل لسير الحياة وانتظامها؟
لايمكن لمجتمعاتنا ان تتطور وتنمو بشكل صحيح وتتفتح الازهار فيها دون ان نقتلع جذور ثقافة الوصاية ولايمكن ذلك ان يتم دون ان يكون رجال الدين رجال دين فحسب وليسوا قضاة وجلادين وفقهاء للسلطان ، وبالطبع رجال الدين لن يتنازلوا طواعية عن الجاه والثراء والسلطان المطلق على الناس الا اذا تحررت عقول الناس من قبضتهم الفكرية ،وحلق الناس خارج اقفاصهم الوهمية التي سجنوا فيها منذ الصغر.
ونتسائل هنا ، هل من حق شخص ما ان يدعي الكمال والعصمة والتفوق على باقي البشر ، فينصب نفسه وصيا وحارسا على سلوك الناس واخلاقهم ومنظورهم الخاص للحياة وحقهم في العيش كما يريدون لا كما يريد لهم ادعياء الوصاية؟
لنتأمل قليلا في النموذج السعودي الراعي الرسمي للاسلام المتحجر ، وكيف تتصرف هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كوصي على المجتمع السعودي القاصر! ، رغم ان المواطن السعودي يتربى على قيم الاسلام ومفاهيمه منذ الصغروكل مؤسسات الدولة تخضع في ادق تفاصيلها الى مدونة السلوك الاسلامية الصارمة والنساء متبرقعات كليا لكن ذلك لايكفي حيث يطارد افراد الهيئة الناس في خلواتهم الخاصة والعامة ويتدخلون في دقائق الحياة السعودية حتى راح العديد من الناس الابرياء ضحايا لهذا السلوك الغير انساني والذي نتوقعه من رجال الدين ، فهم يكرهون كل شىء يغني الحياة من الموسيقى الى الابتسامة الى الابداع الفكري والثقافي الحر.
الم يحن الوقت لتقتلع الاعشاب السامة من حديقتك وتزرعها ببهجة الزهور الجميلة التي تتألق بمختلف الالوان وشذى الروائح العطرة .
حان الوقت لتحتفي بالجمال والموسيقى وتشرب نخب الحرية... لقد بلغت سن الرشد ولست عبدا لاحد!



#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخلاق علمانية وليست دينية !
- التدين الزائف في المجتمع العراقي
- الدولة المدنية والاسلام : هل يجتمع النقيضان؟
- لماذا يجب اعتبار الجهاد جريمة ضد الانسانية؟
- لماذا يحول الاسلام الناس الى وحوش ضارية؟
- ازمة العقل المسلم
- هل يمكن ان يتصالح الاسلام مع العصر؟
- السقوط السياسي للاسلام!
- خرافة الاسلام المعتدل
- الاسلام : صناعة الاستبداد
- هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج2
- هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج1
- متى يعود الاسلام للمسجد؟
- تساؤلات حول مستقبل الاسلام
- الدين و صناعة عقلية القطيع
- عنف الاديان : نصوص ام واقع؟
- الخروج من الطائفة : المستحيل والممكن
- عندما يتوقف التاريخ : حروب الطوائف العربية
- من الدولة الفاشلة الى المجتمع الفاشل !
- كيف يمكن انشاء قطيع من القطط؟


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - ثقافة الوصاية في المجتمع الاسلامي