أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - بتول قاسم ناصر - الحزب الشيوعي والانتخابات














المزيد.....

الحزب الشيوعي والانتخابات


بتول قاسم ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 10:39
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الحزب الشيوعي والانتخابات
لا نقول شيئا غير معروف اذا قلنا إن الحزب الشيوعي له دور مهم في التاريخ السياسي الحديث في العراق ، وهو صاحب التاريخ العريق في النضال لصالح تحرير الوطن وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد الشعب ، وأنه صاحب التضحيات البشرية الكبيرة والكثيرة على طريق هذا النضال ، وكان له امتداده الطاغي في الشارع العراقي منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى سبعينياته ، وقد قدم رموزا كبيرة في العلم والثقافة والنضال هم مفخرة للعراق يشمخ بهم مفاخرا .
ومع أنه من أبرز القوى التي كانت تناهض النظام الفاشي السابق وكنا نتوقع أن يكون من أبرز القوى التي تدير العملية السياسية الجارية بعد سقوط النظام ألا ان غير المتوقع هو ما نشهده من تراجع لدوره وحضوره وفشله في الانتخابات لا سيما الأخيرة فكان الخاسر الأكبر فيها ، فقد فشل في إيصال عضو واحد الى مجلس النواب الجديد . وكان قد أعلن أنه سيخوض "الانتخابات باسم التحالف المدني الديمقراطي، مؤكدا أنه سيحقق فوزا أمام كتل فشلت في مشروعها الطائفي . وأن هذا التحالف ستكون حملته مركزية وسيخوض الانتخابات ببغداد والمحافظات وأن الحزب سيعزز هذا التحالف ويوسعه بقوة مدنية وشخصيات سياسية واجتماعية يشكلون نخبة نوعية من السياسيين الديمقراطيين الذين لم تتلطخ ايديهم بالفساد والدم العراقي، ومواقع عملهم تشهد لهم بالنزاهة والقدرة والكفاءة، والحرص على المشروع المدني الديمقراطي".. ولكن شخصية واحدة له لم تفز من بين هذه الشخصيات ، وهذا يعني أنه لم يعد له الرصيد الجماهيري الذي كان يتمتع به في ما مضى وأنه لم يعمل على تلافي أسباب تراجعه الواضح والمتكرر عقب العمليات الانتخابية السابقة بصورة جادة . و لو حاولنا البحث عن أسباب وعوامل موضوعية لتبرير هذا الفشل، فسنجد من هذه الأسباب:
1- افتقاد الحزب الشيوعي العراقي الى القيادات والكوادر الفاعلة التي كانت له في سنوات النضال السابقة والتي لها حضور في الأحداث الوطنية والتصاق شديد بالجماهير، فلم يستطع وكما حدث سابقا ان يستقطب الجماهير التي كانت ترى في شخصياته قادة كبار وأبطالا وطنيين .
2 - لم يعتمد الحزب على وسائل إعلام واسعة الانتشار تطل به على الجماهير الواسعة كالفضائيات واقتصاره على وسائل محدودة الانتشار كالجريدة والمجلة التي يكاد انتشارها ان يكون محدودا بأفراد الحزب ، وكان يمكن ان يكون للحزب دور في التوجيه الثقافي خاصة وان المثقفين العراقيين أغلبهم ينتمون الى اليسار وكان بإمكانهم أن يثروا وسائل الاعلام المتطورة هذه ويمدوها بما يجعلهم يستقطبون الناس لما يقدمونه من مواد ثقافية تعبر عن وجدان وتاريخ العراق .
3- كان نضاله سابقا منصبا على كل القوى الامبريالية لا سيما بريطانيا وأمريكا التي يراها مصدر الشرور في العالم وكان سر هذا الموقف هو تحليلاته النظرية السياسية التي تعود الى فلاسفته ومفكريه ومثقفيه الكبار إلا اننا نجده الآن يلين في موقفه منها ربما لأنه أصبح يدين بالديمقراطية التي تدين بها امريكا ولهذا لم نسمع له صوتا قويا في مناهضة الاحتلال الامريكي وفي إدانة ما اقترفته يد امريكا في العراق وفي هذا لم يجده الشعب مدافعا قويا عنه ضد قوى الامبريالية كما كان سابقا .
4– في حين وجدنا ملاينة وخفوتا في صوته المناهض للامبريالية وجدناه على موقفه القديم من الدين فلم يعمد الى مراجعة نظرية في موقفه من الدين تجعل له موقفا رائدا بين الاحزاب الشيوعية ، فالدين شيء راسخ في ثقافتنا وهو موجه قوي في العراق والتغافل عن هذا الدور هو تجاوز لثقافتنا وانسلاخ عنها وهو يبقي الحزب بعيدا عن المعتقدين بالدين وهؤلاء هم أفراد الشعب خاصة في ظل توجيه معاد يركز على الموقف القديم للشيوعية من الدين ويدينها بالالحاد مما يجعل الناس يخشون وصول الشيوعيين الى الحكم وإدارة الدولة .
5 - سطحية الوعي الشعبي التي لا تدفع الى اختيار الكفوء والوطني المتميز بل تدفع الى من ترتبط به مصالح الناس المباشرة ، وهذا التبسيط للوعي عمل عليه النظام السابق كثيرا فقاوم كل ثقافة عميقة مستنيرة وقتل ولاحق أتباعها لأنه لا يستطيع أن يمد سلطانه إلا حيث يسود الجهل وما زلنا في العهد الجديد لا نرى اهتماما ببناء وعي معمق وثقافة تبني الانسان وترتفع به وهذا أدى الى ان يفوز بمجلس النواب بعض من الناس يناسبون هذا الوعي المبسط المحدود .
6- معاداة امريكا للحزب الشيوعي العراقي وهي عامل مؤثر في الأحداث في العراق وكذلك بعض قوى النفوذ الداخلية - وهو موقف قديم - وعدم رغبتها في ان يتولى الحزب دورا في قيادة وتوجيه الشعب .
لابدّ للحزب من الاعتراف بأخطائه وأن يدرسها على نحو جاد ومعمق وان يعمل على تلافي أسباب الفشل المتكرر وأن يعمد الى إجراء مراجعه شامله لدوره ومنهجه ليستعيد شعبيته في الشارع العراقي ويسعى الى تجديد بعض مواقفه ومنطلقاته النظرية خاصة وأنه أكد إصراره على "التجديد ومواصلة نضاله" وهو يستهل احتفالاته بالذكرى الثمانين لتأسيسه في مدينة الناصرية التي شهدت ولادته .



#بتول_قاسم_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة متكررة الى مشروع ثقافي لإنقاذ العراق
- من ذكريات 8شباط الأسود - جارتنا أم عباس -
- تداخل الأجناس الأدبية في (المقاصة) / أبو هريرة وكوجكا - انمو ...
- مع الفلاسفة الإلهيين في استنباط القانون المطلق
- دفاع عن هيجل
- دور المرأة في تحقيق الوفاق والتلاحم الوطني
- الفلسفة التربوية وأهدافها ومناهجها - رأي في بعض ما يكتب فيها ...
- التشريعات الثقافية
- منظمات المجتمع المدني والسيادة الوطنية
- الفدرالية ومخاوف التقسيم ..
- نحو فهم صحيح للدين : اعرف الدين تعرف أهله ..
- الحوار المتمدن ..
- حول موقف الشيوعي من قضية الدين - الموقف الرائد
- الشيوعية والدين _ دعوة الى المراجعة النظرية _
- قانون الأحزاب ، ارتفاع بالولاء الوطني ..
- دعوات( نهاية المثقف) وحاجة المرحلة التاريخية
- في ذكرى الزعيم والثورة
- العولمة الغربية والمشروع الإسلامي ، نظامان أخلاقيان في لحظة ...
- اللغة : الذات في سياق التاريخ
- فؤاد التكرلي .. فن ( الوجه الآخر )


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - بتول قاسم ناصر - الحزب الشيوعي والانتخابات