محمد زهير الخطيب
الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 03:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ثلاث سنوات من عمر الثورة السورية، وبعد مئات آلاف القتلى والمعتقلين، وملايين المهجرين والمشردين، نجد أنه من الاشياء المحيرة والمحزنة تباطؤ وتردد المجتمع الدولي عملياً في دعم هذه الثورة العظيمة، رغم المواقف النظرية الجيدة لاصدقاء سورية التي أعربوا فيها أكثر من مرة عن دعمهم النظري للثورة وأكدوا أنه لا مكان للاسد في سورية الجديدة...
لابد من مخرج لهذا الامر، ومن الاشياء التي قد تساعد على ذلك، معرفة أسباب هذا التردد وتجاوزها، ولعل من أهم هذه الاسباب:
موقف الشعوب الفاتر الذي لا يستطيع الحكام الديمقراطيون تجاوزه كي لا يخسروا التأييد الشعبي، وتشتت المعارضة السورية، وعدم اتفاقها على شكل سورية الجديدة، ووجود منظمات مصنفة دولياً بأنها إرهابية، والخشية من الاقتتال الطائفي وحدوث مجازر انتقامية...
على المعارضة السورية أن تجد حلولا مقنعة لهذه الامور، فيجب التحرك الاعلامي لاطلاع الشعوب على مدى إستبداد وفساد وإجرام نظام أسد واعتدائه على المدنيين وتهجيرهم واستعراض مئات الحالات من رمي البراميل المتفجرة وقتل النساء والاطفال والشيوخ التي تحدث باستمرار كل يوم...
يجب أن تتوحد المعارضة وتنظم نفسها بحيث يعمل الجيش الحر بشكل مشترك مع القوى السياسية كالائتلاف... وإلى أن تتوحد المعارضة فيجب رسم خارطة طريق مقنعة لخطوات هذه الوحدة والتعاون... ويجب أن تحدد المعارضة رؤيتها واستراتيجيتها المتفق عليها والتي تسعى فيها إلى سورية جديدة وطناً لجميع السوريين دون إقصاء أو تمييز، بلداً تسود فيه الحرية والعدالة والمساواة، ويُحترم فيه الدستور ويتساوى فيه الناس فيه أمام القانون، وطن يحمي الاقليات، ويحترم جيرانه ولا يعتدي على أحد ويحل مشاكله بالوسائل السلمية وحسب الاعراف والقوانين الدولية...
يجب تبني الوسائل الديمقراطية في الحكم بوضوح ودون لبس أو تأخير، فلا استبداد ولا فساد ولا حكم شمولي أو عائلي أو طائفي بعد اليوم...
تأكيد الحاجة إلى المجتمع الدولي وطلب مساعدته لأن نظام أسد جعل من سورية مستعمرة مستباحة للايرانيين، ومنطقة خاضعة للنفوذ الروسي الذي بات يستميت في حماية النظام المتهالك في دمشق بالاسلحة والعتاد والفيتو...
يجب التأكيد للمجتمع الدولي بأن سورية الجديدة لن تكون مأوى للارهابيين والمتطرفين، وأن مظاهر التطرف التي تحدث في سورية هي من صناعة النظام ومن تخطيطه المخابراتي الذي أدمنه منذ مدة طويلة ولا تخفى شواهده وتطبيقاته على العارفين...
أخيراً على المعارضة تفعيل الحكومة الانتقالية التي شكلها الائتلاف وإيجاد الدعم المالي لها وتوسيعها وحمايتها حتى تمارس عملها بتوسع من الداخل المحرر وتؤمن الخدمات والامن وسيادة القانون للناس...
الطريق صعب وطويل، ولكن ضوح الهدف وامتلاك الارادة والوسائل يبشر بالوصول...
محمد زهير الخطيب
#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟