أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تجديد الرؤيا تجديد العقل الديني والعلمي














المزيد.....

تجديد الرؤيا تجديد العقل الديني والعلمي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4468 - 2014 / 5 / 30 - 23:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



كلما تتجدد وتتنوع المعطيات وبتأثير نفس النظام العقلي تتجدد الرؤى سواء بفعل ذاتي خاص أو بمحفزات ودوافع معلومة وأحيانا تنتج من خلال حس التجربة أو ضرورة الحاجة وأحيانا قليلة نتيجة المقارنة المجردة التأملية أو حتى التخيلية يكتشف العقل فروق لا تلبث أن تتحول إلى إشكاليات عقلية تفجرها تعاظم وتراكم التجربة الكونية وحتى الفردية فينفجر التضاد والتناقض إلى صراع عقلي وجودي متعدد الأقطاب يمتد من المعلوم العقلي ليلامس بعض أوجه المجهول العقلي وبتجاسر العقل في كل مرة لانتهاك هذا المقدس الغيبي ليخرج بمعطيات جديدة تكشف قدرة الإنسان على تطوير الدين بل وحتى خرقه أو رفضه في أحيان أخرى.
هل يعني رفض الإنسان المتمرد والخارج عن دينه التقليدي أو حتى رفضه لكل الأديان الراهنة أنه خرج حقيقة عن واحدة من أهم مستلزمات الوجود وهو منهجية وطريقة نظام العقل ,الصورة المتحصلة لا بد أن ترتكز على نتيجتين وهما أما أن يكون الانتفاض والخروج أصلا عن العقل ونظامه لأنهما المسئولان المباشران عن الدين وهذا يعني تخلي الإنسان عن عقلانية الحال الطبيعية بفقدانه العنصر المتحكم بالسلوك عنده مما يفقده شرط الوعي وبالتالي لا يمكن عد هذا الفعل تخلي عن الدين بل تخلي عن الوعي والإدراك فتسقط صفة كون الفعل ذاته هنا عقلي ولا حاجة للتصنيف أذن.
أو يكون الخروج هذا من الدين وقواعد التدين إلى رؤية جديدة وعوامل سوف تفعل على بسط مشروعها على النظام العقلي عند المتمرد أو الخارج لتكوين اتجاه ورؤية مختلفة حتى ولو كانت مناقضة أو مضادة لكل الاعتقادات السابقة ويعقلها الإنسان كلها أو بعضها بموجب نظامه العقلي ,وبالتالي فهو لم يخرج من (دين) إلى (لا دين) بل من دين إلى دين أخر لو فهمنا الدين كما بينا سابقا هو طريقة تعاط ومنهج يضبط هذه الطريقة.
هذا الصراع بين الفهم العقلي المجرد للدين وبين الفهم المتواتر للدين كونه سلطة المجهول العقلي على العقل تجذرت بتمسك العقلاني برفض النتيجة التي وصل لها الديني وبالتالي رفض كل ما أنتج النتيجة بما فيه العقل , باعتبار أن العقل الديني عقل له صفات وخصائص تفرده بخانة مستقلة من التصانيف الواقعية ,يقابلها رفض المتدين بكل مقولات العقلاني الذي يتجرد من فكرة كون الدين سلطان على العقل ويرفض كل النتائج المتمخضة من أصل المقولة .
كلا الطرفان لا يدركان أنهما يعنيان مفاهيم مصنفة لاحقة للدين وليست من أصل الموضوع وأن رفض النتيجة وأسبابها وعللها ليس هدما لمفهوم الدين أو ما يسمونه العقل الديني هو خطأ بنفس المقدار الذي يرفض مقولة العقلاني ونتائجها عندما يصف العقل بما هو غير حقيقي لأن كلا البرهانين لا يتناولان أصل فكرة الدين من الجذر ,حتى العقلاني الصارم له دين قواعده كقواعد العلم الذي ينتسب له ويحاول فرضه ببراهينه الخاصة دون أن يتفق مع الديني على قواعد موحدة للبرهان ,والعكس هو تعاط الديني ببراهين تنتسب لدينه وبنفس براهينه الخاصة التي لا تأتلف مع براهين العلمي ,وهنا صار الخلاف علني في مسألة الدين دون أن يكون للخلاف واقع عقلي حقيقي.
بعدها تحول الصراع والنزاع جليا بين العقل المجرد بما يملك من دين مجرد مع العقل المؤمن المنفتح أصلا على المجهول العقلي والمنغلق بذاته على الإقرار بأحقية العقل على اختيار التجريد الديني ,وتحول الرمزان وتشخصنا بمظاهر عامة انحازت لها قيم ومفردات فأنشأت علاقات وقيم أخرى خاصة بكل فهم محدد تأطرت نتيجة النزاع فصار الدين دينان والتدين واحد , وتحولت المعادلة للفهم العكسي.
إذن هل نسلم بفكرة أن الدين مكون أساسي في جينات الإنسان وبالتالي فما ينتج من فعل الجينات هو ممارسة طبيعية للمادة المكونة للإنسان ,أو أن فكرة الدين هي نتيجة حتمية لظاهرة طبيعية والتي يسميها البعض بالفطرة البدوية التي تولد مع ولادة الإنسان ,طبعا هنا المفهومان مختلفان وإن كانت النتيجة واحدة والغاية منهما واحدة ولكن التفريق بينهما أيضا ضروري لبيان جهة تكون حاجة الدين.
سنسوق مثال افتراضي خيالي وهو (لو أن الإنسان عندما يولد ولعمر محدد كأن يكون مثلا خمس سنوات لا ينفعل النظام العقلي عنده لا بعوامل داخلية ولا خارجية إلا عند تمام الخامسة ,في هذا الوقت يبدأ التعاطي مفاجأة وبدون مقدمات تحصيلية بمجموعة محكمة من القوانين والقواعد الموحدة يتعامل معها بشكل طبيعي ليكون فردا كبقية الأفراد ,هل تلعب العوامل الجينية دورا في الخروج عن تلك المجموعة الضابطة الرابطة أو بالأحرى هل نتصور حقيقة الخروج هنا وهل لها مبرر ؟,أو هل نتصور أن فطرة الإنسان تدفعه للتمرد أو الانصياع الطبيعي لها وما هي النتائج ؟.).
مع كون المثال خيالي هناك جملة من الحقائق لا بد من بسطها والكشف عن تأثيرات ما فيها من قوة طبيعية تتحكم بصيرورة الإنسان وأهمها كما بينا أن العقل الإنساني في طور التربية والتنشئة الأولى إيجابي بمعنى لدية القوة الطبيعية والقدرة بلا مقاومة على الاكتساب الخارجي فهو إيجابي من هذه الناحية ولكنه سلبي أيضا من وجه أخر هو عدم قابليته للرفض كونه لا يملك أسباب الرفض أو لا يعي هذه الأسباب ,حتى تتراكم التجربة الحسية لدية وتعتمر الذاكرة بالخزين الذي يؤهله لثلاث مراحل (مرحلة الفرز) (والتقسيم) ( والمقارنة) ليصل بهما إلى حالية التقرير ,عندها يمكن أن يكون سهلا عليه التحول من الإيجابية الطبيعية بالقوة إلى عكسها ,ومن السلبية الاعتيادية للرفض إلى مناقضها الإيجابية المصنعة عنده ليتحول إلى إنسان عاقل.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم وضروريات التعلم
- النداء الأخير قبل الرحيل
- الحمامة والغراب ...... صراع الموت والحياة ...أديب كمال الدين ...
- شذرات من الفكر الاجتماعي والأجتماعي الديني
- مكافحة الكراهية والتطرف
- (مشروع مقترح قانون)
- دور الهوية في تحديد مسارات الحركة التاريخية للمجتمع
- مفهوم الخرافة في الفكر الفلسفي الأفتراضي
- من مهمات الفكر العربي
- فكرة الزعامة وأنحراف الزعيم
- تجرد من
- السيد مسطرة _ قصة قصيرة
- الحب المحرم
- نهاية الديكتاتورية الجديدة في العراق
- الديمقراطيون المدنيون ومهمات المرحلة القادمة.
- سأمضي بقافلتي الصغيرة
- الزعامة والزعيم في المجتمع العراقي
- ساعة الحقائق الزائفة
- الإبداع معنى ودلالة
- حكومة أزمة أم حكومة أدارة أزمة ؟.


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تجديد الرؤيا تجديد العقل الديني والعلمي