أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - اين المثقفون في تقييم اداء السلطة الكوردستانية















المزيد.....

اين المثقفون في تقييم اداء السلطة الكوردستانية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4468 - 2014 / 5 / 30 - 00:08
المحور: المجتمع المدني
    


هنا لا اريد تعريف المثقف بشكل عام، و انما اريده هو ما يُعتبر و يَمثل المثقف في منطقتنا و عليه و واجبات و له حقوق و لديه امكانية ثقافية علمية ما في اثبات دوره و تاثيره على الحياة العامة في كافة زواياها بشكل و طريقة ما. هنا لا اريد التوسع و ان امكنني ان اقارن دور المثقف في كافة مناطق العالم و من مواقع مختلفة و ما لهم من التاثيرات الواسعة و الدور المركزي على مسار الحياة العامة لجميع اطياف الشعب و من جوانب عديدة منها السياسة و الثقافية و الاقتصادية و الاخلاقية و التطور المنشود فيها بشكل او اخر.
بما ان الحياة في منطقة الشرق الاوسط بكل ما فيها مرتبطة بالناحية السياسية و تداعياتها و كيفية تسييرها وما يمس السلطة و القادة و عقلياتهم، فان كل اركان الحياة متعلقة بمدى نجاحهم و مستوى التغيير الذي يمكنهم اجراءها في النظام العام لصالح المجتمع المتغير باستمرار .
اقليم كوردستان يتمتع بالعديد من الامكانيات المادية و لكن من الجانب المعنوي و القدرة الثقافية و الخطط المثبتة و العقلية المناسبة لم يصل الى مستوى الطموح الموجود لدى النخبة و المخلصين . الثقافة معلومة المستوى و المثقفون بامكاناتهم و عددهم و نظرتهم الى الاقليم و مدى مشاركتهم في الامور العامة في ادنى مستوياتهم، لاسباب و عوامل عديدة منها المادية كانت ام المعنوية ايضا و منها موضوعية و ذاتية، و من بينهاعدم تفاعل السلطة مع الثقافة و المثقف و ابتعادهم عن الوسط الثقافي لحد اليوم، و في المقابل عدم فعالية الممثقفين و انعزالهم في زاوية نائية و انشغالهم بالامور الخاصة و الثانوية من جهة و انانية البعض منهم و تملق الاخرين و تحزب الضيق لثلة ما مع باقايا الذين كانوا محسوبين على البعثيين من جهة اخرى، و منهم من رضخوا للامر الواقع في حينه لحد اليوم، مع تعامل البعض منهم بعقلية و افعال زمن الدكتاتورية مع الواقع الجديد بعد انتفاضة اذار عام 1991ايضا، و امتداد الصفات بشكل مباشر من تلك المرحلة الى اليوم و العمل بنفس الالية و العقلية .
من المهامات الرئيسية التي تقع على عاتق كل من يحسب نفسه بالمثقف هو اشتراكه في تثقيف و ترشيد الشعب باية طريقة تكون مفيدة في تحقيق الاهداف التي لا يمكن الوصول اليها بعيدا عن افعال المثقفين بشكل عام، و منها ضمان البنى الفوقية لبناء نظام ديموقراطي حقيقي و ارساءه و ضمان الارضية المطلوبة لها و تقيم الواقع و المتغيرات مع الاستشارة و بيان الحل للمعضلات و كل من موقعه . لا اقول ان اقليم كوردستان غني عن طلب المساعدة و النصح و الارشاد من الاخرين و لا يمكن ان نكتفي ذاتيا، لتدني مستوى الخبرة الموجودة في كل اختصاص و السياسة على راسها كما هو واقع الحال . انني غير راض عما جرى لحد اليوم منذ عقدين من هذه الناحية، لان الاحزاب سيطرت على الثقافة بشكل عام، و لم يؤثر على الواقع الا المثقفين الحزبيين المنتمين الى احزاب السلطة . و بينما المستقلون قابعون في زوايا لم يؤثروا على حال الاقليم بشكل مباشر او غير مباشر .
التربية و التعليم على حالها و لم نجد انسجامها مع التغييرات التي من الواجب ان يكون لها الدور الكبير فيها، الواقع الاقتصادي للمواطن على شكل، يمكن ان يستمع ويخضع لكل ما يبقيه جامدا في موقعه، و من المثقفين من ارتموا في احضان القيادات التي فرزها الواقع السياسي الاجتماعي الاقتصادي الثقافي المرير، من اجل لقمة عيش او لموقع سياسي او من اجل مال و جاه، و ابتعد عن جوهر ثقافته و مستواه الحقيقي و ادى دورا كبيرا كممثل ربما تراجيدي او كوميدي بعيدا عن جوهر و صلب ايمانه بالثقافة، اضافة الى من هم لم يمتوا بصلة بالثقافة و لصقوا بما يخصها لاسباب و عوامل ذاتية ، و منهم النفعيين و الانتهازيين و الوصوليين كما هوحال المواطن البسيط ، و لا يمكن تسميتهم بالمثقف الحقيقي .
لذا لا يمكن ان نعتقد بان المثقف يمكن ان يؤدي دوره المتميز الخاص به و من صلب واجباته، فكيف به ان يقيَم الواقع السياسي و مسيرة الحكم و السلطة او يقوٌمه .
ان دخلنا التفصيلات المملة، فاننا لم نصيب الهدف و لكن يجب الذكر، شاهدنا من المحسوبين على المثقفين كيف يتراكضون و يتوسطون للقاء قائد او مسؤل من اجل طلب ما او حاجة خاصة و منفعة رخيصة جدا او لطلب موقع او مسؤلية في الاختصاص الثقافي العام و باي ثمن كان، و شاهدنا كيف انتقد مثقف الاخر امام المسؤلين الكبار و حتى كم مؤآمرة شاكوها و نسجوا خطط غدارة ضد زملائهم من اجل الحصول على موقع معين او كرسي ما. اذا كانت هذه حال الواقع الثقافي الكوردي و مثقفيه فكيف يمكن ان نقيٌمه على امكانيته الثقافية لتقييم السلطة و الحكم في الاقليم من اعلى مستوياتها. و من جانب اخر لم تكن للمنظمات المدنية دور يُذكر في استنهاض دور المثقف الحقيقي و الذي يُعتبر من اهم مهاماتها، و كل ما شاهدنا منها تعلقهم بالسلطة و الحكم و النقد ربما هداما احيانا للسياسة المتبعة دون دفع و تشجيع القوى المتعددة الموجودة لدى الشعب و منها المثقفين لاداء الادوار الحقيقية المطلوبة منهم . يمكن ان نقول ان المثقفين مشغولون بانفسهم و ما يخصهم شخصيا لحد هذه الساعة، و كل ما ينتجونه هو من اجل مكسب مادي معنوي ما و ليس لهدف ثقافي حقيقي و الذي يتجلى في كل نتاج يدفع الى التقدم و التطور العقلي الفكري و النهوض بمستوى الثقافي العام للمجتمع بشكل عام، و هو معدوم لدينا في اقليم كوردستان .
و هنا يمكننا ان نتاكد بانه، ليس دور المثقف في تقيم و تقويم السلطة السياسية منعدم فقط و انما في اداء واجبه الثقافي الملقى على عاتقه في ادنى المستويات، و عليه يحتاج لخطط و استراتيجية عامة لاستنهاضه لقيام بواجبه الحقيقي قبل الطلب منه تقيم حال الاقليم من كافة النواحي ، وعليه انتاج ما يساعده مع ما يساعد كافة ابناء الشعب، من اجل تطور المجتمع و تقدمه نحو تحقيق المبتغى و الهدف العام و الخاص بالثقافة العامة .
يتبادر الى اذهاننا سؤال هام، وهو، لماذا لم نجد ما يهز المجتمع من قبل المثقف و يحركه و يدفعه للتغيير سواء من قبل الفنانين او الادباء او الكتاب او الصحفيين او الاعلاميين بشكل عام او الاكاديميين الذي من الواجب عليهم الابداع في مهامهم و اختصاصاتهم، و لم تولد نتاجات هامة تدفع بالمجتمع الى تقوية الراي العام الفعال المؤثر على القرارات السياسية، و بالنتيجة يمكن ان يؤثر على سير العملية السياسية الثقافية العامة في اقليم كوردستان، اما عدم تاثير النتاجات الثقافية بشكل عام على المجتمع، يمكن ان نعزوه الى ان هناك انعزال تام بين النخبة المثقفة مع افراد المجتمع او مع السلطات السياسية او مع بعضهم البعض، و لم يلتقو او لم تدع نتاجاتهم الى التاثير المتبادل من قبلهم، بل لم يتاثر النخبة المثقفة فيما بينهم ايضا، و لم تتبادل المنفعة كابسط مهام يمكن ان يحققوه . ان النتاجات الثقافية ليست بمستوى يمكن ان تلفت النظر لنسبة معينة من المجتمع، او ان النتاجات الثقافية لمجموعة معينة فقط، و على الشعب ان يتطور تلقائيا و يهتم بالتالي بالثقافة الخاصة و النتاجات الثقافية التي تعبت عليها المثقفون . و لنا ان نسال اخيرا في هذا الجانب، ان لم يؤثر النتاج الثقافي و جوهر العمل الثقافي على المجتمع بشكل عام، فما الفائدة منه و هو يدور في حلقة ضيقة و الشعب بعيد عنه على العموم . و عليه ان لم يؤثر المثقفون و مواقفهم و نتاجاتهم على الشعب فكيف ان نعول عليهم في تقييم السلطات و تجيش الراي العام حول القضايا العديدة و ما يمر به اقليم كوردستان من الحوادث اليومية . وحتى و ان اعتمدنا على اراءهم و مواقفهم هم مجردين من الخصوصيات و النتاجات او ليس تاثيرات نتاجاتهم، فلا يمكن ان يشكلوا ثقلا او تاثيرا مباشرا على السلطة، و لا يمكن ان تلتفت السلطة بدورها اليهم و لمواقفهم و ارائهم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان الكوردستاني و تضليل الشعب
- من المحق في الخلافات بين حكومة اقليم كوردستان و المركز العرا ...
- اين نحن من الديموقراطية الحقيقية
- شاهدت ما لم يشهده غيري
- كيف يكون تاثير الصراع الاقليمي على اقليم كوردستان
- تحقيق الهدف المشترك يحتاج الى التعاون و الاخلاص
- الوفاء سمة الانسان الاصيل
- الحركات السياسية الصغيرة و نتائج الانتخابات في العراق
- العراق الى اين و ما يحل به من مصلحة الشعب ؟
- اليس عودة روسيا الى القمة من مصلحة العالم ؟
- هل تفرز الانتخابات العراقية ما تتمناه النخبة ؟
- العنف ضد المراة في اقليم كوردستان فقط ام .....؟
- هل المراة تظلم نفسها ؟
- اليس من حق روسيا الدفاع عن مصالحها
- الاحساس بالاغتراب و انت في قلب الوطن
- العراق يختار الخيار اللاخيار
- صحيح ان ما نعاني منه في منطقتنا من عمل يد امريكا فقط ؟؟
- هل مسعود البرزاني ارهابي حقا ؟
- الصدق مفتاح النجاح في الحياة الاجتماعية
- مسيرة الانسان بين الطموح و ما يفرضه الواقع


المزيد.....




- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - اين المثقفون في تقييم اداء السلطة الكوردستانية