أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الحاج حسين - المؤامرة الكونية بين الحقيقة والخيال














المزيد.....

المؤامرة الكونية بين الحقيقة والخيال


علي الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعج تاريخ الشرق بالأمثلة حيث ينسب الفاشل سقطاته لفاعل مجهول وظروف قاهرة وعدو خارق القدرات، غالبا يرسم ملامحه وفقا لحاجاته ومقدار ما سيعلق على مشجبه من قُمص قذرة. وتتمركز المؤامرة على العالم بغرفة عمليات "عميقة" تستغل توظف الأحداث وتستغل الظروف لتدير سياسات العالم وتتحكم بحياة الناس بل مسؤولة عن حوادث الملاحة الجوية والبحرية والمرور وحتى الكوارث البيئية. بل ولا يتورع الحاكم عن تبرير فساده وبطانته بنسبها لمؤامرة كونية فيطلق مجسات إخطبوطه في الأرض والناس ويعامل أفراد شعبه كأسرى حرب. إلا أن ثورة الإعلام الفضائي متبوعة بولادة الإعلام الإلكتروني لم تترك الكثير مما يخفى وتساقطت أوراق التوت وبانت عورات حكام وحكومات تاجروا بأوطانهم كمزارع خاصة يعمل فيها الناس كعبيد وأقنان، يقتلهم وينعوهم ويشيعهم.
من حين لآخر تضج وسائل الإعلام بالتحذير من وباء قادم، سببه فيروس غريب لا يعرف له علاجا، فتجمع له الكفاءات وتعقد الندوات والمؤتمرات وتصرف الأموال بسخاء بغية الحصول على دواء للشفاء منه، وشهدنا التجييش العلمي والمالي لجمرة انتراكس، وجنون البقر ولسان الماعز الأزرق وأنفلونزا الطيور والخنازير وجرثومة الطماطم... لكن سرعان ما يُنسى ويندثر الموضوع كما لو أنه لم يكن موجودا يوما...!

- إسرائيل أرحم بالعرب من العرب:
- ترافق الفزاعة الإسرائيلية العربي منذ ولادته، فيتم ابتزازه وسرقته بحجة محاربة العدو وتصادر حرياته وحقوقه لأننا في حالة حرب دون أن نحارب أحد. لكن لم يعد ينفع استخدام إسرائيل أو توظيفها كعصا لتأديب المغردين خارج السرب في الشرق الأوسط، هناك يحبس الرئيس كاتساف لتحرشه بسكرتيرته، ويسجن رئيس الوزراء لارتشائه. أي أنها بلد مؤسسات –وإن لم يعجب بعضنا ذلك- كما تبين أن الإسرائيليين أرحم بالعرب من بعض حكامهم بهم، وبوسع العربي مقاضاة اليهودي في المحاكم الإسرائيلية، بينما قتل الحاكم العربي من الفلسطينيين أضعاف ما سقط بالمواجهة مع الإسرائيليين. أي أن إسرائيل تخلت لإيران عن دورها كشرطي في الشرق الأوسط، وسيكون لها دورا مختلفا عما كان.

- إيران فزاعة الخليج العربي:
قد تتقارب دول خليجية مع إيران لكن التصالح التام ومن ثم التعاون فيما بينهم ممنوع منعا باتا. لتبقى إيران فزاعة للخليج كيلا يبخل بنفطه على من يحميه ويمنع استيلاء إيران على أربع مقاطعات لتصبح 35 محافظة، حيث يكون الحاكم العربي موظفا إيرانيا على شعبه. لذا يتوفر النفط ويستقدم سلاح لا يستخدم. بينما إيران بحد ذاتها قنبلة موقوتة وتقف على بركان يغلي بالاحتقان الاثني والطائفي ناهيك عن غياب الحريات وكثرة المظالم، ولا يحتاج إشعالها سوى لعود ثقاب فيحترق الأخضر واليابس، لكن لم يحن وقت قدحه.

- الدب الروسي يرعب أوربا:
حين باشرت قوات الناتو قصف مواقع الجيش الصربي فرت القوات الروسية بسرعة الغزال من يوغسلافيا، ولم يفكر بوريس يلتسن بحماية حليفه الأكبر في أوربا آنذاك سلابودان ميلوشيفيتش، وهو أثمن بعدة مرات من بشار الأسد ويانكوفيتش مجتمعين. أما روسيا اليوم فليس سوى دب أليف ألبسوه باروكة ومخالب وهمية ليزمجر بوجه أوربا من حين لآخر، فتتنادى أطرافها لتوحيد الصف بوجه الخطر الروسي المزعوم. لكن بعد نفاذ الصلاحية يرجح أن ينتقل القيصر مع ملياراته للعيش بجوار ميخائيل غورباتشوف بأمان.

- لم تنته صلاحية الأسد:
حين انتفت الحاجة لوجود الأسد في لبنان - وهي بقرته الحلوب، لم ينم جنده فيها، بل فروا بجلودهم بظرف لا يتعدى 48 ساعة. بينما اليوم يرسمون له خطوطا حمراء ليتجاوزها ويوزع العنتريات على المنطقة كلها. ببساطة صلاحية الأسد لم تنته بعد، حيث لا يوجد من يضمن حماية الحدود مع إسرائيل كما حماها الأسدين، وكانا أشد حرصا من تلك الدول التي وقعت معاهدات سلام.

- النفخ في بالون حزب الله:
- حزب الله فزاعة يتم نفخها وتضخيم قوتها والتهويل لوقوفه بوجه الآلة العسكرية الإسرائيلية المدججة بكل التقنيات الحديثة وحقق نصرا إلهيا عليها. يفرح الحزب ويتفاخر نافشا ريشه حين تنسب له بطولات وأفعال تفوق إمكانياته بكثير، مما رسخه في ذهن الناخب الغربي كمنظمة مرعبة تقتل وتميت، لذا لن يأسف العالم لسحقه والتخلص منه نهائيا بعد انتفاء الحاجة ونفاذ صلاحيته.

فزاعة القاعدة والأوبئة الطارئة:
أسس الغرب منظمة القاعدة من المتطوعين الملتحين لتقض مضاجع نظام نجيب الله الشيوعي في أفغانستان وقتذاك، وليكونوا شماعة ينسب إليها مقتل جنود السوفييت وتدمير معداتهم. ونسبت للقاعدة أولى وسائل الرعب "انتراكس" أو الجمرة الخبيثة، ولاحقا توسعت الحاجة لتواجد القاعدة وصار لها فروعا مؤثرة في كل القارات، وهكذا صارت الحاجة ملحة لتسيير الجيوش وغزو الأمصار للحرب على الإرهاب، وبالتالي وجود بضعة أشخاص في جبل أو صحراء يعلنون أنهم من القاعدة يعتبر مبررا كافيا لغزو المكان بمن فيه. وكما في حالة حزب الله نجد القاعدة تتبنى كل ما ينسب إليها وهي أعجز من أن تقوم به، لكنها تعطي ذرائع ومبررات لغزو أماكن تواجدها في العالم.
الغريب في هذه المؤامرة هو شخصية الحجاج العربي الذي يتكرر تناسله عبر التاريخ، يقتل شعبه جوعا أو ذبحا ويدمر البيوت ويحرق الحقول ثم يخير الناس "أحكمكم أو أقتلكم...!" ويُعزى ذلك لمؤامرة كونية..!





#علي_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتآمر الشعب على نفسه؟
- حتى أبقار هولندا تحمل جوازات سفر
- القطة السورية تأكل صغارها
- هل مصائب الكرد عند الشداديين فوائد؟
- حذار..الولد خرب البلد..!
- صئبان المعارضة وجرب النظام - الحال من بعضه
- حلبتونا فمتى تعتقونا..!
- مهاجرون في الوطن
- بدون أولئك الأكراد سوريا بخير..!
- سيدة رجال سوريا
- لقاء شامل مع الكاتبة حسيبة عبد الرحمن
- نظام دمشق يواجه مصيره المحتوم بمفرده
- الرأي العام وصناعة الأزلام
- حتمية التغيير الديمقراطي في سوريا
- الاستبداد يستدعي احتلال سوريا
- رسالة من أمي
- رسالة إلى أمي
- O, TEMPORA..! O, MORES..!!!
- رسالة ولاء ومحبة للسيد الوالي
- قراءة مقتضبة في لقاءات ربيع باريس السوري المعارض


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الحاج حسين - المؤامرة الكونية بين الحقيقة والخيال