سيف عدنان ارحيم القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 20:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجبهة الوطنية والقومية التقدمية
بعد مفاوضات طويلة اصبح من الضروري وضع اللمسات الأخيرة للجبهة لاسيما وان العلاقة مع القيادة الكردية اصبحت في وضع لا يحسد عليه من التباعد،ووصلت الصيغة النهائية للجبهة على ذكر الدور القيادي لحزب البعث بعد ان كانوا يؤكدون على ضرورة قيادة حزب البعث للجبهة.
ومن جملة ما ركزنا عليه هو ضرورة ان لا يكون التحالف مقتصراً علينا نحن الشيوعيين والبعثيين بل يجب دخول البارتي للجبهة لكونه سيعزز من مكانة الجبهة دون ان يستأثر البعث بالجبهة وهو يقوي من مركزنا كم يقوي من مركزهم هم كنا نعد الحركة الكردية الدعامة الرئيسية لقوتنا في الوقت ذاته للمشتركات العديدة التي تجمع بيننا،ولكن تعثر العلاقات بين الطرفين حال دون تحقيق ذلك وبالرغم من وصول العديد من الرسائل من القيادة الكردية بعدم التوقيع على ميثاق الجبهة مع البعث،ورأينا ان هذا الأمر هو قرار يخص البعث كما كان توقيع اتفاق اذار يخص الكرد انفسهم دون ان يصروا على اشراكنا في الحوار بشكل رسمي.
فقال احد قياديي الحزب الديمقراطي الكردستاني عن بداية تقاربهم مع البعث وهو يخاطبهم "نحن امتداد لكم في الشمال وانتم امتداد لنا في الجنوب"،وهذا الموضوع أثرته مع الأخوة في حزب البارتي وقلت له ونحن اين موقعنا كحزب ولنا تفاهمات وتحالفات معكم.
أن احد الأسباب لتقارب الحزب الشيوعي العراقي مع البعث هو مسألة بقائنا لوحدنا بعد التفاهم الحكومي –الكردي وهو ما اضعف موقفنا ولهذا في البداية لم نتحالف مع البعث من موقف الضعف،ولهذا طالبنا البارتي حتى لحظة التوقيع على ميثاق الجبهة ان تدخلوا الجبهة ومن خلالها يمكن ابداء جهات نظركم ولكنهم رفضوا الفكرة وأصروا على انتظار تنفيذ بيان 11 اذار على ان لا يخطو أي خطوة نحو الجبهة فرأينا ان هذا الأمر لا يصب في مصلحتنا كحزب.
أن سبب إصرارنا على دخول البارتي للجبهة هو من اجل تحصينها ضد سياسة الارتداد البعثي المفاجئة فالبعث اصر على عقد الجبهة بأي ثمن من اجل تحصين جبهته الداخلية بعد انفراط تحالفهم مع الكرد،نحن دخلناها بعين الشك وبعين اليقين بحسن النية.
انتقل الأمر من التفاهم الحكومي الى التفاهم داخل الحزب الشيوعي العراقي وضرورة قبول المكتب السياسي و اللجنة المركزية على الدخول في الجبهة وعندما بدأ التصويت بصدد ذلك كانت اللجنة المركزية منقسمة على نفسها حول عقد التحالف بين رأي مؤيد وآخر معارض عندما عرضت قضية الانضمام الى الجبهة مع البعث اعترض الكثيرون على الفكرة من حيث المبدأ وطالبوا بترك هكذا نقاش وعندما طالبت بالتصويت على الموضوع صوت بجانبه سبعة من اعضاء اللجنة المركزية وعارضه ثمانية،وعندما رفض المقترح طالبت اعضاء اللجنة المركزية بان القرار اصبح ضرورة ملحة لحزبنا وإظهار حسن نيتنا امام البعث بأننا نؤيد سياستهم التقدمية ولا يجب ان يبقى في السر والذي لم تجني منه قواعدنا أي نتائج مثمرة وعندما كررنا التصويت انتقل صوت احمد باني خيلاني من صفوف المعارضة الى الموافقة على انعقاد الجبهة بالرغم من حدث بلبلة داخل اجتماع اللجنة المركزية وعلى رأسهم بهاء الدين نوري عد الجبهة بمثابة انتحار للحزب الشيوعي العراقي.
#سيف_عدنان_ارحيم_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟