أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لا تبتسم إلا وأنت ميت














المزيد.....

لا تبتسم إلا وأنت ميت


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 13:20
المحور: كتابات ساخرة
    


ليس شرطا أن تكون الابتسامة من أجل المرح والفرح والفرفشة إلا إذا كنت ميتا كما سنلاحظ ذلك في النهاية , فأحيانا تكون الابتسامة مع نفسك تعني للناس أنك أهبل أو مجنون أو مختلا عقليا, فحين يبتسم واحد مثلي لنفسه وهو جالس أو ماشي في الشارع والناس تشاهده على هذه الحالة لا يكون للابتسامة معنى غير أن المبتسم شخصٌ مختلٌ عقليا وبحاجة إلى التربية والرعاية النفسية ولا أحد يأخذ معناها على أنها تعبيرا عن حسن النية, والبنت الحلوة حين تمشي في الشارع وهي مبتسمة لا يكون لمثل تلك الابتسامة في الشارع غير معنى واحد وهي أن تلك البنت عاهرة من العاهرات والكل حين يشاهدها تضحك أو تبتسم يلحق بها من شارع إلى شارع ومن دكان إلى دكان,وفي مجتمعنا مثل شعبي حقير يقول(إذا ضحكت وبين نابها إلحقها ولا إتهابها), وعندنا مثل آخر إبن ستين كلب يقول(الضحك من غير سبب قلّة أدب) لذلك الرجل المحترم في مجتمعنا هو الرجل الذي يمشي في الشارع وحده دون أن يبتسم يكون(مكشر) و(سادد ثمه أي سادد بوزه) وهذا معناه أنه رجل دمه حامي وحمش وغيور على عرضه,والمرأة الشريفة تمشي في الشارع دون أن تبتسم لأنها حين تبتسم معناه أنها عاهرة, وإذا كنت تعيش معنا في الأردن وبادرت أنت المرأة , وابتسمت أنت للمرأة التي تمشي في الشارع, فهذا معناه(قضية تحرش)على مستوى عالي من الدقة وتتعرض للمسئولية وللضرب من قِبل الناس المارة في الطريق وصدقوني ومن دون حلفان أنني سنة 1998م تعرضت لقضية تحرش بسبب ابتسامة ابتسمتها لامرأة تمشي في الشارع وشحطوني على الحبس ومن ثم على المحكمة وغرموني بعد 3 ثلاثة أشهر خمس دنانير أردنية,وساعتها راح تلعن اليوم اللي ولدتك فيه أمك لذلك الكشرة والعقدة بين العيون هي الموديل الدال على شرف المرأة وعقلانية الرجل الذي يجلس وهو مُعقّد ويمشي وهو مُعّقد.

وفي مجتمعنا تدل الابتسامة على نوعية العمل, فأن تبتسم لأخيك معناه أنك تسأله(شو عامل؟) فبدل أن تسأله ماذا فعلت فورا تبتسم في وجهه حين تلاقيه فيفهم من ابتسامتك أنها علامة سؤال فيبدأ بالحديث والاعتراف على عمله أو ينكر كل ذلك ويبدأ باليمين, وبالحلفان على زوجته بالطلاق(أنني ما فعلت شيئا),وأحيانا تكون أنت من عمل عمله كبيره فتبتسم لأخيك منكر أنك فعلت شيئا, فبدل أن تشرح له فورا تعطيه إبتسامة.

وحين تجد رجلا غريبا في الشارع وتبتسم له فورا , فهذه معناها أنك في ورطة وتدرك بأنك قد دخلت في مأزق كبير والآن تبحث عن حلٍ له , ويأتيك الغريب ليقول لك: (شو حضرتك من وين ابتعرفني؟ شو شايفني مجنون أو أهبل,إنت ليش بطل عليّ وبتضحك) فتحلف على زوجتك بالطلاق بأنك لا تعرفه وإذا كنت ذكيا تقول له معتذرا:آسف والله شبّهت عليك يا أبو الشباب,فكرتك عامر...أو سالم...أو عمر,يعني بدك تدبر حالك لحالك على شان تخرج من الورطة التي أوقعت نفسك فيها.

وحين تدخل المنزل وتجد زوجتك في انتظارك تبتسم لها من بعيد من أول دخولك للمنزل ويدك فارغة لا تحمل فيها شيئا ولم تنفذ أي أمر من أوامرها, فبدل أن تعتذر لها وتشرح لها ظروفك فورا في مجتمعنا تبتسم لزوجتك بديلا عن الاعتذار فتفهم زوجتك أنك لم تحضر معك شيئا, وحين تبتسم لأمك لا تبتسم لها في مجتمعنا من أجل الترحيب فيها بل من أجل أن تقول لها(أنا شو سويت؟), أما الابتسامة في وجه أبيك فمعناها أنك طفران ولا تملك في جيبك أي فلس أحمر , وتبدأ بتوزيع الابتسامة على كل المحيطين بك من حولك لتقول للجميع أنك طفران ولا تحمل في جيبك ولا أي دينار, وإذا كنت مثلي وعليك ديون لصاحب السوبرماركت في الحي المقيم به وصادفك صاحب السوبر ماركت على باب دكانه وابتسمت له ابتسامة عريضة فهذه معناها (الشهر هذا معيش أعطيك ولا أي ليره),وهنا أنا شخصيا أستعمل الإبتسامة بدل إبرة التخدير,فيفهم طالب الدين الموضوع كله ىفيقول:والله من لما شفتك من بعيد ضاحك ومبتسم عرفت بأنك طفران وما معكيش هذا الشهر أي شيء تسدد فيه ديونك.

وأن تبتسم لمسئول كبير أو لرجل أعمال كبير معناها أن هنالك مصلحة لك عنده وتريد منه أن يقضيها لك, وفي أي دائرة حكومية إذا ابتسمت لأي موظف فمعناه أنك جاهز لدفع الرشوة وخصوصا إذا تقدمت من الموظف وبيدك سيجارة تقدمها له وأنت تقول له(صباح الخير يا عسل) أو مش مشكلة إذا هيك أو هيك مش رايح أقصر معك بس مشيلنا هالمعامله,والدليل على ذلك ابتسامتك للموظف بدون سبب ودعوتك له بالتدخين,طبعا أحيانا الموظف يتعزز ويخاف منك ويقول:لو سمحت يا أخي التدخين في المواقع الحكومية ممنوع بتاتا,ولكن لا عليك بعد قليل سيفهم والوضع ويعرف بأنك لست مدسوسا عليه ويعود إليك مبتسما وسائلا (شو دخانك يا خال؟) فتفهم من ابتسامته بأنه قد قبل الرشوة,أما إذا كنت موظفا حكوميا في إحدى الدوائر الحكومية وابتسمت للمدير أو للمسئول المباشر عنك فهذا معناه أنك تستهزئ به وعندنا مثل ابن كلب يقول(لا تضحك في وجه مسئول ولا في قفاه) أو(لا تمر من ورى مسئول أو من قدامه)لأنك إذا مررت من وراءه يعقطك برجليه من الخلف كما يعقط الحمار وإذا مررت من أمامه تتعرض للتوبيخ بدون أن يبتسم في وجهك,والنصيحة عدم الابتسام أحسن ما يكتب فيك تقرير ويتهمك بالإساءة له ويجيب آخرتك ويلعن سلسفيل أو سنسفيل أهلك.

أما إذا كنت في سهرة مع الأقارب وكل دقيقة أو كل خمس دقائق تبتسم للجميع وأنت تلف بوجهك بين العيون فمعنى هذه الابتسامة : أنني مغمض العينين من التعب ولكنني أسمع كل ما تقولونه, وإذا نادتك أمك وأنت في السهرة أو ابنك أو أحد السهيرة وهم يقولون لك(وحد الله) فورا تبتسم لهم لتأكد مرة أخرى لهم بأنك مغمض العينين ولكنك يقض 100%.

في النهاية أينما ابتسمت تتعرض للمسئولة وللتوبيخ وللإهانة ولا تنفعك الابتسامة إلا حينما تموت فيقول عنك الناس:ما شاء الله عليه مات وهو مبتسم!!, طبعا وإذا مات أبوك وأردت أن تمدح آخرته تقول لكل المعزين واحد واحد دون استثناء:أبوي ما شفت مثل موته,ما شاء الله !!كفناه وغسلناه وهو مبتسم ووجهه أبيض مثل الثلج.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان هذا المخلوق
- الجنس والسلام
- حول الإسلام السياسي
- ملاحظتان على أسماء الله الحسنى
- الإسلام هو الحل!!!
- السلام والحرية السياسية الفردية
- دولة بدون مجتمع مدني ستسقط
- السلام بين الشعوب
- السلام فرصتنا الأخيرة
- الدين بعد سن البلوغ
- التبادل الديني
- المسلمون المساكين
- المسيحية عكس لعبة الشطرنج
- متى سنتذوق طعم السلام!
- رسالة إلى فضيلة القس:إيميل حداد(سفراء السلام)
- صفات المسلمين
- أخطاء البخاري
- السعادة مجرد حلم
- العده تعبانه
- الروتين


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لا تبتسم إلا وأنت ميت