بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 01:14
المحور:
الادب والفن
قصة اديلا1975 فرانسوا تروفو:لعبة الكبار
اديلا هي ابنة الروائي والكاتب والشاعر الفرنسي الكبير(فكتور هيجو) واحداثه مقتبسة من وقائع حقيقية عن اديلا التي وقعت في غرام ملازم بريطاني حد الهيام والجنون،وبعض النقاد رأى أن هذا الفيلم هامشي في مسيرة هذا المخرج الكبير،على العكس من البعض الآخر الذي رأى في الفيلم احد اعظم الأفلام في مسيرة تروفو الفنية،ولكن هذا الاختلاف لم يدم طويلا ولم يثر الكثير من الجدل....
تروفو يبدو مزاجيا احيانا،متقلبا في مساره ومستواه الفني متنوعا بين أفلام حققت للموجة الجديدة اوجها ومجدها (400 ضربة-وجولي وجيم)،وافلام عن الاسقاط الذاتي (قبلات مسروقة) وافلام عن السينما نفسها(النهار من اجل ليلة) وافلام تغازل السينما الأمريكية وهيتشكوك وشباك التذاكر وتبدو احيانا شبيه بالأوبرات الصابونية(جسناء المسيسيبي-وارملة تتشح بالسواد) ويصل بنا الموضوع الى القول-عفوا وعذرا-ان الافلام الجيدة أو دعونا نقول عنها الكبيرة هي قليلة فعلا في مسيرة هذا المخرج.
وعلى العموم يقدم تروفو حتى الآن نموذجين من النساء النموذج الأول بسيط لحد الابتذال،والآخر اشكالي وذو نفسية معقدة ويخوض ايضا في علاقات معقدة ولكن حالة اديلا تبدو وكأنها حالة تتوسط النموذجين السابقين..
مبدأيا فالقصة هي عن دراما قوية عن الحب انقذها من فخ الميلودراما السرد المقتبس من احداث واقعية بالاضافة الى الأداء الرائع للممثلة الفرنسية (ايزابيل ادجاني) وشذ البعض عندما قال أن الفيلم هو افضل فيلم لتروفو...
القصة مكررة جدا،ولكن الذي يعنينا منها هو انها قصة حقيقية عن ابنة الأديب والشاعر والكبير فكتور هوغو،والقصة بحد ذاتها تعتمد على حبكة مركزية واحدة ألا وهي وقوع اديلا في الحب من شخص يحتقرها تقريبا،وهي حبكة تثير فعلا العنصر الميلودرامي في اي فيلم،وليس هناك معالجة مركزية قوية او اشكالية لها على شاكلة جولي وجيم أو فتاتان انجليزيتان،ربما بسبب الالتزام السردي.
طبعا هذه التصرفات سوف تقودها الى جنون حقيقي ولكنها بالرغم من ذلك سوف تعمر طويلا،فهي سوف تموت عام 1915 عن 85 عاما تقضي اربعين عاما منها في مصحة عقلية،وستكتب قصتها هذه مشفرة وستفك رموزها عام 1955 اي بعد نصف قرن من وفاتها..
من اجمل الأشياء في الفيلم هو التأريخ للحظات هامة من حياة فكتور هوغو نفسه مثل موت زوجته وابنته (ليوبولددين) التي لاقت حتفها غرقا عن عمر تسعة عشر عاما،واحداث الفيلم تدور بعد موتها،وايضا النشيد الوثائقي الذي يضعه تروفو عن جنازة هوغو وايامه الأخيرة...
يمارس تروفو في الفيلم لعبة الكبار...يظهر في مشهد هامشي ولأقل من لحظة وينظر نظرة شفقة الى اديلا اكثر منها نظرة استغراب عندما يُشكل عليها الأمر وتظنه حبيبها...
هذه اللعبة قد حققت فيلما يصلح لمغازلة شباك التذاكر ولكن لمدة اسبوع واحد فقط...
بلال سمير الصدّر 2/12/2013
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟