أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - حروبٌ طائفية














المزيد.....

حروبٌ طائفية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يكف الطائفيون السياسيون يومياً عن إشعال الفتن في منطقةِ المشرق العربي الإسلامي بشكلٍ مكثف، لإغراق المنطقة في بحارٍ من الدم والنار.
في البداية كانوا متوافقين في زمنية الشعارات القومية والتحديثية، ويشعرون بأنهم خصوم للأغلبية السياسية القومية التحررية، وحين تصاعد دورُ النفط وغدت هذه المناطق الرعوية والقروية ذات وفرة مالية تحكمت فيها الإدارات الحكومية البيروقراطية بحسب أجندة كل منها، صعّدتْ أشكالَ وعيها السياسية الطائفية المتعددة المتضادة في الجماهير الشعبية العربية.
قامت مختلفُ الإداراتِ الحكومية بنشر الطائفية السياسية، واعتبرتْ أدلجة الإسلام في مواجهة الحداثة والديمقراطية هي معركتها الرئيسية.
الإسلامُ الذي أدلجوهُ ونشروهُ هو الإسلام الذي شكلته القوى الإقطاعية الطائفية في زمن حكم الأسر الارستقراطية سواءً من الأسر العربية أم من العسكر القادم من المناطق غير العربية وغير المتحضرة.
هذا الإسلامُ المحافظ المؤدلج الموضوع لخدمةِ القوى الاجتماعية العليا في صراعاتها العنيفة من أجل الحكم والاستغلال والعيش المرفه، هو الإسلام المذهبي السياسي ممزق عُرى المسلمين، فكانت استعادتُهُ إيديولوجياً وسياسياً هي العودةُ الى الوراء، والعودةُ الى الصراعات بين المذاهب الإسلامية والفِرق وبتر العلاقات والدول والتراكمات الإنسانية والديمقراطية الأولية التي جرتْ في العصر الحديث.
بدأ ذلك فيما سُمي بالحلف الإسلامي المواجه لحركة التحرر العربية والذي أُغدق عليه في بدايات المطر الملاييني النفطي، سواءً في الضفة العربية أم في الضفة الإيرانية.
في عمق هذا التوجه نلمس الكراهية لتحرر العرب والمسلمين ومنع تطورهم نحو الديمقراطية والحرية والعلمانية والعقلانية الفكرية.
وقد عُقدت مؤتمراتٌ كثيرة وخُلقت روابط وجماعات كثيرة في هذا الفيضان السياسي المالي، وأُعطيتْ مساعداتٌ كبيرة للحركات الطائفية السياسية وخاصة التي تضررت من الصراعات مع حركات التحرر العربية في مصر وسوريا والعراق والجزائر واليمن وغيرها.
كما تُرك لهذه الجماعات حريات الحركة في بلدان الخليج والجزيرة العربية، تنشئُ الروابطَ والجماعات وتحركُ الأنديةَ والجماعات الراكدة في المنطقة عبر مختلف وسائل الدعاية الدينية المؤثرة على العامة في مراكز العبادة خاصة.
كان الخوفُ على البترول يدفعُ الدولَ الغربية وقتذاك الى حماية الأنظمة المحافظة، ومنع تطورها الديمقراطي التحديثي وتصعيد الحركات الطائفية حتى للسلطة ومنع وصول الجماعات الديمقراطية العلمانية لها كما جرى في خطفِ الثورة الإيرانية وتقديمها للقوى الطائفية الرجعية، وكما في حَرف مسار الصراع ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان وتحويله ضد النضال الديمقراطي وتقدم شعوب المنطقة، وكانت الحربُ ضد إيران غير المسئولة أكبر الحطب الذي أُلقي في محرقة الطائفية السياسية، ثم جاءَ هدمُ العراق الوطني واستبداله بهيمناتِ القوى الطائفية المختلفة وعدم تطوير لبنان نحو الديمقراطية والعلمانية والوطنية وضربه ثم التتويج بسوريا المذبحة الخ.
لقد تجمعت القوى الرجعية والغربية معاً لتصعيد الطائفيات السياسية، وكان هذا الخطرُ الجسيمُ على الشعوب لا يبدو لصناعِ القرارات في كل هذه الدول على مدى عقود طوال وحين تفسختْ المنطقةُ وتعفنتْ حدثت الصحوةُ المضادة المحدودة الهزيلة التي لم ترتق الى تكوين الدولة الديمقراطية العلمانية.
في كل هذا الوقت كانت أشكالُ الوعي الوطنية تُضربُ وتعملقتْ الأشكالُ الطائفية السياسية التي بدتْ أنها تتوافق مع الأنظمةِ المحافظة لكن طبيعتها الطائفيةَ ارتدتْ على من يختلف معها طائفياً ويتعانق مع من يتفق معها طائفياً، فهذا الوعي الطائفي المحافظ يعود الى القرون السابقة، ولا علاقة له بعصرنا، ولهذا يضربُ كيانات الدول المستقلة ويعودُ بها الى الدويلات والأقاليم المستقلة والشيع الدينية بل العصابات وقطاع الطرق. ولهذا يجري تفسخٌ مشتركٌ على أصعدة الأنظمة والتنظيمات والجمهور وكله ينمو بالعنف.
إنه تنام يعتمدُ العنفُ وسيلةً أساسية فالتنظيمُ الطائفي هو عنفٌ بالضرورة لا برنامجَ حضارياً عنده، لأنه لا يقبلُ العصرَ، والعصرُ ينفيه ويطردهُ فيقومُ بالدفاع عن وجوده غير الطبيعي والنشاز بالقوة، فهو يقيمُ العنفَ في بيته وضد أهله ومنطقته فكيف لا يتجسد ذلك في سياسته؟



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزبُ الديني يرفضُ فهمَ العصر
- مهدي عامل والوعي بالتاريخ
- مسائل اقتصادية واجتماعية
- الإصلاحيون الإيرانيون(3)
- عيدٌ بأية بلوى عدتَ يا عيدُ
- بداياتُ الديمقراطيةِ وتصحيحها
- الإنتاجُ الفكري وضياعُهُ
- إنتاجُ وعيٍ نفعي مُسيَّس
- لا يمكن العثور على الصندوق الأسود!
- الأدب العجائبي في الخليج
- ذكرياتٌ سياسية
- من ثمارِ معرضِ الكتاب
- عجزٌ سياسي
- مؤشرٌ سلبي
- هل فشلَ الربيعُ العربي؟
- انتهازية التحديثيين
- ارتباك قومي
- الوعي التحديثي وتجاوز التقليدية
- رأسماليةُ دولةٍ وعجز عن التطور
- رياضُ الأطفالِ والتعليم


المزيد.....




- أوامر بإخلاء 20 ألف شخص من مدينة ماليبو الأمريكية.. الرياح ت ...
- مدفيديف يعقد اجتماعات مع الزعماء الصينيين في بكين
- RT ترصد التوغل الإسرائيلي في القنيطرة
- بوتين: نسعى للريادة في الذكاء الاصطناعي
- فرنسا تسحب مقاتلتين ميراج من تشاد إيذانًا بانسحابها العسكري ...
- منظمة ألمانية تنتقد تمويل أوروبا لتونس وليبيا لإدارة الهجرة ...
- الجيش الروسي في سيفاستوبول يسقط 5 مسيرات أوكرانية ويصد اثنتي ...
- هل هناك تواصل مباشر بين طهران وإدارة العمليات العسكرية في سو ...
- وكالة الطيران الروسية تمدد القيود على الرحلات إلى إسرائيل
- أوربان: زيلينسكي يرفض مقترحا قدمته هنغاريا بإعلان هدنة مع رو ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - حروبٌ طائفية