أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - استذكارات : القديس خياديف ............. خيون دواي الفهد : الشاعر والقديس















المزيد.....

استذكارات : القديس خياديف ............. خيون دواي الفهد : الشاعر والقديس


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 22:03
المحور: الادب والفن
    




** غادر خيون محمولا على كتف الريح ........ غادر دون انّ يلقي نظرة على : الحياة التي ليست هنا
ركض كأي مرعوب من الحياة التي تغيرت .. ركض واقفا .. الموتى همّ من يركضون وقوفا
او انبطاحا .. الحياة في سائر الامكنة .. حتى تلك الحياة التي لم تُخلق بعد
او التي ليست هنا .. كلّها تؤدي إلى الضجر ثم السخط والصراخ والسأم والحروب .. ثم الموت غرقا في
فيضّانات من العوز والاضطهاد .. ركض خيون حافيا .. ركض نائما ..شعره الطويل كانت مسدولا
على اكتاف التابوت وقصائده المسرفة في مناصرة الشعوب ..__ شدة ورد ..__ كانت الوردة الاوّلى
عمانؤيل ..والوردة الثانية جنوبية الهوى والهوية ..والوردة الاخرى تضوع عطرا في فضاءات قارات الكون
الورود احالها الجنرالات إلى غابة من الجماجم .............
في احد معسكرات بنجوين .. كاد الطفل الشاعر يقضي رميا بالشظايا ..كان جنديا احتياطا ..
معنى ذلك كان روحا فائضة .. الارواح الفائضة تعقد هدنة غير معلنة مع مصائرها... كان خيون لا يحسن
التعاطي مع الاسلحة والجنود والبقاء طويلا في المعسكرات والبراري والمرتفعات
لذلك اثر المكوث في بطن الحوت .. او بار القندية .. حانة القندية تشبة إلى حد ما حوت يونس النبي
حسب المرويات الكهنوتية ..فضاءات الحيتان حانات بحرية يرتادها القديسون والانبياء
هل كان خياديف وهذا هو اسم القديس خيون , كما ورد في سفر التكوين في طبعته الشعبية
الصادرة عن دار الحروب .. يتحدر من اصول او سلالة سومرية ..كان يشكك في مرويات
التاريخ ..يقول : انا لاانتسب الا لسرجون الاكدي ..يقصد حانة سرجون ...
الحانات حاضنات تاريخية .. بلقيس الحانة .. كانت ملكة قبل انّ انقلاب التاريخ
في تحولاته الاخيرة .. من منهما اكثر لمعانا واشراقا وحضورا في الذاكرة
ذاكرة القديس خيون او خياديف ...بلقيس الحانة ام الملكة .. خيون لا يعوّل على
مرويات التاريخ , وملوكه واباطرته وامراءه وقادته ورسله وانبياءه ...................
التاريخ لا احد صنعه ولن يصنعه احد .. من الهولاء المار ذكرهم في اكاذيب التاريخ
.. التاريخ في طبعته المزيفه .. انا من صنع ويصنع التاريخ هكذا كان يطلق صرخته الشهيرة
في فضاء الحانة .. حانة بلقيس .. وقبل ان يحتشد الندل على مقربة من مائدة خيون
يطلق ضحكته الساخر بوجه كبير الندل وهويردّد ثملا : اشبيك جورج كنت امزح .. لا تحسبني سكرانا
... انا المحيط اشرب كلّ زجاجات الحانة ولا اسكر .. يضحك النادل عن اسنان بيض .. ضحكه عريضة
تكاد تغطي وجهه برمته ..يطلب منه خيون ماعون مازة : تبولة .. تبولة .. الا توجد لديك تبولة
النادل يتدفق بالضحك ويزداد مرحا وانشرحا وهو ينصت لخيون القديس الرائي : كنت قبل
الآن بقرون عديدة خلت احد السحرة الذين أمنوا برب موسى .. ويضيف : لست اقصد
موسى , هذا المتداول تاريخيا او في مرويات البشر الشفاهية .. اقصد موسى الاحمر .. موسى
العامل والفلاح .. موسى صديقي لم تكن بحوزته عصا لم يكن طويلا
بيد انه كان على مقربة منه في الحلُم . يقصد شبيه موسى في الوجه الاكثر اشراقا وتماس بالفقراء كان كلا
الموسوين منحدرين من السلالة اليهودية
او الديانة اليهودية
.. لم يفقه النادل شيئا مما يقول خياديف القديس
فسرعان ماغادر المائدة على اثر مناداة ندّت عن صاحب الحانة الذي كان قد رفع صوت
المذياع : فتدفقت البيانات العسكرية متعاقبة المستهلّة كلّها ب : وردنا مايلي وفي التو
.......................... كبدنا العدو المجوسي في قاطع عمليات ديزفول عددا من القتلى
وعطب وحرق عشرات الدبابات .. قامت قواتنا الباسلة بشن هجوما مضادا اخترق تحصينات
العدو في مهران .. قاطع عمليات الوسط ........... قصفت طائراتنا مصفى نفط جزيرة خرج
............. ................ ثم تصاعد في فضاء الحانة : ياكاع ترابج كافوري .. ع الساتر
هلهل شاجوري ..او شيء قريب في المعنى لتلك الانشودة ..لاتسعفني الذاكرة بحضور الانشودة
ولكنها كانت تسعفني تماما بما كان يقول القديس خياديف انذاك ..كان موسى النبي قد ترك عصاه
التاريخيه على المائدة .. يهش بها ارباع العرق ..هذا ماشاهده الرائي خياديف في ذلك
النهار البعيد من 1983 .. كنا مانزال في بطن الحوت .. او فضاء الحانة .. كان يونس
النبي قد ترك الحوت ملكية مشاعة للذين سوف يلوذون بالمطاردة والعذاب والفرار
من المحمرة التي باتت بيد العدو ومن القاطع الجنوبي وسائر قواطع الجبهة .. من هناك ابتدأ تاريخ
المهمّشين المتسكعين على سفوح جغرافية الحرب .. جغرافيا الطبقات في تضاريسها المحمولة
على مساحة مهوّلة من النزاعات الكهنوتية ..من هناك شرع تاريخ المنسين ..اولئك الذين
قضوا غرقا في نهر الكارون ورميا بالقذائف .. ومن تلك النقط الجبهوية البعيدة ألآن ..راح
تاريخ الامّهات يسجل حضورا ساطعا يلمع في ذاكرة المقابر ..الموت حزنا على الاولاد
والاحفاد ...بلاد الرافين .. بلاد مقابر .. العراق مقبرة قاحلة ... بلاد السواد ..حقا بلاد السواد
ليس السواد الذي تقصه او ترويه او تفسره مرويات التاريخ .. السواد الناتج عن تراكم الخير
الوفير . الخير النقمة الذي كان عامل جذب مذهل للغزاة على مرّ تاريخ العراق
خرجنا من بلقيس الحانة .. تشيعنا نظرات بلقيس الملكة .. كان سليمان الميتم ب بلقيس
سد مارب ... يمرحى مع الطير .. مستغرق في اختيار اي العقوبات الساخطة
تناسب عقوق الهدهد .. فيما كانت بلقيس حاضنة خياديف ..خياديف المعاصر لسائر
اكاذيب التاريخ..
خروج خيون من بطن الحوت في ذلك النهار البعيد .. او فضاء الحانة .. سيقذفه دلك لاحقا
وبعد سنوات طوال في حفرة جلجامش .. الحفرة السفلى التي وارت وطمرت انكيدو
كلكامش نتاج رواة .. قصاصين مهرة .. هم اوّل من اسس للغرائبية السحرية
غادرنا حانة بلقيس ..فيما بقيت الانشودة تتصاعد في فضاء الحانة : ياكاع ترابج ..
ستغدو الحانة والانشودة وخياديف جزء حميم من تاريخ شخصي .. ومن تاريخ عام
يحفر في منجم النسيان .....................................................................



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استذكارات : خيون دواي الفهد : ذاكرة الشوارع والبارات
- استذكارات : من كراج النهضة الى سجون المعسكرات
- استذكارات : كراج النهضة ح8 : من كراج النهضة الى سجون المعسكر ...
- استذكارات : كراج النهضة في اناشيد وقصائدوجمال ليالي بائعة ال ...
- استذكارات : كراج النهضة ..: التابوت محمول على اكتاف الشاعر
- استذكارات ... كراج النهضة ح3
- كراج النهضة ح2
- ما يدور بخلد الناخب : التغيّير محض حلُم
- استذكارات : محمد راضي فرج .. شاعر غاب مبكّرا
- جوائز الفن بين الحظ والاستحقاق
- لا : لصناعة الموت
- الانتخابات : اكذوبة راسمالية
- تاريخ الحزن العراقي : الاغنية العراقية انموذجا
- استذكارات : عن الشحاذ والي الاعرج او العراق , لا فرق
- انطباعات سينمائية : الشخصية الروائية في السينما
- الاصابع الملطخة بالدم البنفسجي
- التوابيت بوصفها صناديق بريد مستعجل
- سانتخب : الجنّة على الارض
- اصدقاء الفيس بوك : غابة من الاشباح
- كتّاب الفيس بوك : خارج نطاق الخدمة الورقية .. وصناعة النجوم


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - استذكارات : القديس خياديف ............. خيون دواي الفهد : الشاعر والقديس