أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - إغتصاب الأوطان في فقه الدهقان














المزيد.....

إغتصاب الأوطان في فقه الدهقان


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 02:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كما لقومٍ عادة،أفتى "الدهقان" بفتويين خفيفتين على اللسان،نابيتين على الآذان،ثقيلتين على الإنسان،رجل أو امرأة كان،و كان من جرائهما إن أُوجِع خد الدهقان و قفاه ؛إذْ تلقى عليهما الكثير من الصفعاتِ،من الحادي و البادي،و من أهل الوبر و أهل المدر..غير أنك لو أمعنت النظر_بعيداً عن صواب الفتاوى أو ضلالها_ لوجدت أن "أبا عرب"هذه المرة " بريءٌ و لم يبتدع شيئاً ،و ما أحسبه الجدير بالصفع،فما هو إلا ناقلٌ يمتح من معين،معينٌ يتفق عليه جل من عذروه و من رجموه!،و لكن القوم ظالمون و لا يعلمون، أو يدعون أنهم لا يعلمون.

_أما فتواه،بعدم زواج قتل الزوج المخدوع لزوجه و عشيقها،و قد أقتحم عليهما خلوتهما_عافاه الله_ و هم على فطرة أدم و حواء و براءتهما قبل السقوط،ما لم يرَ الفرج في الفرج،أو باستخدام المصطلح الفقهي رؤية الولوج للمرود في المكحلة أو العكس..أقول أما فتواه تلك،إن هيَ إلا ما يدرس في الأزهر الشريف عن هذه الحالة عند التلبس بذات الفعل،و يتعلمون هنالك،أن لا حداً للزنا بغير ما سبق،و ثبوت الرؤية من أربعة"رجالٍ"، و إذا عوزنا كل هذا لإقامة الحد من السلطة الشرعية،فما بالك بقيام الزوج المخدوع بالافتئات على السلطة و قتلهم بنفسه..ففيما أخطا الدهقان إذن؟

_أما فتواه الثانية،و التي تُجُوِّز له أن يترك زوجه لمغتصبيها،إن خاف على نفسه القتل،و قد انعدم الأملُ في إنقاذها، فهذا أيضاً من فقه الموائماتِ و الترجيع للمنفعة و الضرر، و يدرس أيضاً بالأزهر،ففيما أخطأ صاحبنا؟

و الحق،إذا كان ثمة خطأٌ، ففي المصادر المعتبرة الأصيلة،التي يعتمد عليها مثل هذا،و ما برحت تُدَرس في الأزهر،من بطونِ الكتب المطرزة العتيقة،و لا يجرؤ أحدٌ على مناقشتها،و تغييرها و لكن هذه قصةٌ أخرى،فدعك منها الآن.

السؤالُ الصائبُ ليسَ فيما أخطأ صاحبنا_فهو لم يخطئ طبقاً للفقه المعتبر_بل ما المبرر،الذي دعاه فلباه،لأن يثير هذه المشكلة الآن،كما لامه على ذلك،بعض "الأمناء" من جبهة الأزهر،فكلفهم الحرج و عناء الرد عليه،بينما جرَّ على نفسه متاعبَ و صفعاتٍ من هنا و هناك،كان في غنىً عنها لو آثرَ الصمت،و حقيقة الأمر،أنه ليس بالسذاجة التي نظنها،فيورد نفسه هذا المورد بلا غايةٍ،و لا أحسبني متعسفاً إن قلت، هذه الفتاوى فتاوى سياسية و ليست فتاوى خيانة زوجية أو ما شاكل،و لكنه وجد حرجاً أو خوفاً من قولها،فألبسها لباساً آخر...

إذْ نعلم العداوة و الكراهة التي نشبت بين الإخوان و التيار السلفي،بعد ثورة 30 يونيو،و تخلي السلفيين عن الإخوان،حتى كفّرت فئةٌ منهم_أي الإخوان_السلفيين و العكس،و رمى الإخوانُ السلفيينَ بأنهم ديوثاً للعلمانية و العسكر،و خونة للخلافة الوليدة،أو مشروع الدولة الدينية،و التي تربط بين شتى فصائل الدين السياسي رباطاً مشيمياً،و إذن لنقرأ فتاوى صاحبنا قراءةً أخرى:

_إذا وجب على الرجل ألا يقتل زوجه أو يقيم عليها الحد،و قد رآها عاريةً في أحضان رجل غريب،فليس على الأخوان رمي السلفيين ظلماً و تكفيرهم،و قد ارتموا في أحضان الدولة المدنية و العسكر،ما لم يروا مرود العلمانية يمخر صفوف السلفية الطاهرة،فما زالت ذيولهم طاهرة من دنس الدولة المدنية و العلمانية،حتى ولو كانت بأحضانها،فلا ترموا الناس بالظنون،و لو رأيتموها رؤى العين!.

_إذا جاز للرجل أن يتخلى عن زوجه،إذا خاف على نفسه الهلاك،دون أن يظفر بتخليصها،فيهلكان جميعاً...فلا حرج على السلفيين،أن يتخلوا عن الإخوان بعد 30 يونيو،و الجيش المصري و حلفاؤه يغتصبهم سلطتهم الشرعية"كما يقدر الإخوان الأمر"،فلو آزروهم لضاع كلاهما،و ضاع المشروع الديني برمته.
و أخيراً...
_ يقول المصريون:(الأرض كالعرض)؛فإذا حق للرجل أن يخلي بين امرأته و مغتصبيها ..فبالأحرى أن يخلي بين وطنه و محتليه و مغتصبيه،فحسبه رقبته،و هذا يتسق تماماً مع فقه الدين السياسي الذي ينظر للوطن كقطعة أرض عفنة،كما قال سيد قطب.
إنه ليس بالغباء الذي تظنون...



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساحرات ماكبث و وعود الطمأنة في مصر
- الأتيميا اليونانية و الانحياز الواجب
- حياة الرومان:نظام التعليم(3)
- التهنئة و التفاهة و الإنسان
- حتى لا يبات النقد الديني ديناً
- يهوذا الذي لا نعرفه
- يهوذا..من يكون؟
- حياة الرومان:الجنائز و مراسيم الدفن(2)
- مهزلة النقد اللغوي للنص الديني
- حياة الرومان:الزواج و الإنجاب(1)
- رسالة نادرة من جبران إلى الدين السياسي
- هل يحرم الحوار أبحاث اللغة؟!
- مريم و أرض تبغض الزهور
- النقد الديني و البيدوفيليا الفكرية
- الغواص الضرير(1)
- حقيقة ما يجري في أفريقيا الوسطى(1)
- الصوت الصارخ في أريحا
- الإعلام المصري:تبني التفاهة و الانفصام عن شعب(2)
- محلب يستنجد بالنور السلفي لمحاربة الفساد!
- حديث الدائرة و المربع


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - إغتصاب الأوطان في فقه الدهقان