أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صموئيل طلعت أيوب - العقل الحر - تعليقاً على مقال طلعت رضوان (2)















المزيد.....

العقل الحر - تعليقاً على مقال طلعت رضوان (2)


صموئيل طلعت أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 22:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طالعنا أ/ طلعت رضوان بمقال فى جريدة الحوار المتمدن بتاريخ (27/4/2014) هو بمثابة تعليق على مقالى المنشور بجريدة القاهرة بتاريخ (22/4/2014). وبصرف النظر عن الأسلوب غير الأكاديمى بالمرة الذى كتب به أ/ طلعت مقاله، فعلى سبيل المثال حينما تحدث عن نص المؤرخ سقراط قال: "وهذا النص المؤمن به د. صموئيل" فلا أعرف ما المقصود أننى أؤمن به؟؟ هذا نص مؤرخ يخضع لمنهجيات النقد التاريخى، كذلك نص يوحنا النقيوسى، ولعلمك يا أ/ طلعت فإن نص يوحنا النقيوسى ذا موثوقية أقل من نص سقراط لأنه خضع لعمليات تحرير، نصوص التاريخ لا تخضع لإيمان الشخص بل تخضع لمنهجيات النقد. أو وصفه إياى بأننى "محامى الدفاع عن البابا" ربما ألتمس له العذر فى ذاك الوصف لأنه لا يعرفنى، فأنا اعترضت على البابا كيرلس الأول وكتبت عنه على صفحتى على الفيس بوك أنه مثير للجدل، فما كتبته فى المقال المنشور بجريدة القاهرة هو توضيح لأمور تاريخية، أنا مع الدليل أينما ذهب، وأنا ضد من يطلق الكلام على عواهنه. لكننى فى هذا المقال سأكتفى بتوضيح بعض المغالطات التى وقع فيها كاتبنا العزيز.

1. يقول: "ومع أنّ د. صموئيل قذف (العامة والرعاع) بجريمة القتل". لا يا عزيزى لستُ أنا من اتهم العامة والرعاع بل سقراط المؤرخ حيث قال: " وشاع بين عامة المسيحيين أنها هي التي تمنع أُورستس عن مصالحة البطريرك وبسبب هذه الغيرة أسرع بعضهم [أى بعض من العامة] وعلى رأسهم قارئ يسمى بطرس" (ك7، ف13) العجيب فى الأمر أن أ/ طلعت اقتبس هذه العبارة فى ذات المقال بعد بضعة أسطر فقط من ادعائه أننى صاحب الاتهام!! فهل يقرأ ما يكتب؟؟!!

2. يقول: "السؤال الثانى الذى يطرحه العقل الحر: لماذا اكتفى د. صموئيل بذكر أنّ من قاد حملة اغتيال هيباتيا ((قارىء يُسمى بطرس))؟ فلماذا لم يذكر أنه ((قارىء الصلوات فى الكنيسة))" ابتسمت حينما قرأتُ هذا التعليق، فيا عزيزى طلعت كلمة "قارئ" أو "أوغنسطس" باللغة القبطية لا تُطلق إلا على الشماس الذى يقرأ النصوص الكتابية أثناء صلوات الكنيسة (القداس)، فلست فى حاجة لشرح هذا المصطلح فمن المفترض أن حضرتك تفهم ذلك الأمر.

3. يقول: "وأنّ من أمسكوا بهيباتيا ((مجموعة من الرهبان ليتمكن قارىء الصلوات من ذبحها))؟" أرجو من حضرتك أن تزودنى بالمرجع الأولى أو الثانوى الذى يذكر تلك المعلومة.

4. يقول: "فلماذا ترك الأمور تصل لدرجة التنفيذ ؟ لماذا لم يُصدر أوامره بعدم الاقتراب من الفيلسوفة ؟ خاصة وأنّ المشهد استغرق وقتـًا طويلا منذ أنْ أنزلوها من عربتها وأخذوها إلى مقر كنيسة القيصرون ثم الوقت الذى استغرق تجريدها من ملابسها ثم تمزيق جسدها إلى قطع ثم أخذ أطرافها المهترئة إلى مكان آخر يدعى سينارون وأحرقوها. وكل تلك التفاصيل اعترف بها المؤرخ المسيحى سقراط وهو المؤرخ المُعتمد عند د. صموئيل . فإذا كان البابا بريىء من تهمة (التحريض) على اغتيالها فلماذا لم يتدخل لمنع تلك المجزرة البشعة؟" هل حضرتك تحكم على الأحداث بعقلية القرن الحادى والعشرين؟؟ هل تتخيل أن البابا سيلقى بياناً فى التلفزيون يطالب فيه بالتهدئة؟؟ يا عزيزى أولى قواعد التفكير التاريخى هو الحكم بعقلية القرن الذى تكتب عنه، نحن نتحدث عن القرن الخامس الميلادى، يمكن أن البابا كيرلس لم يسمع عن الحادثة إلا بعد حدوثها، فمن الأمور الطريفة التى نقرأها فى كتب التاريخ الكنسى أن البابا كان يتوفى ويُختار بابا جديد ولم تكن بقية الأبرشيات قد علمت بعد بوفاة البابا !! لا يوجد دليل تاريخى على إدانة البابا للحدث أو تشجيعه له، وهذا الصمت التاريخى محايد، لا يمكن استخدامه كدليل ضد أو مع البابا، على عكس دليل صمت المعارضين للبابا كيرلس الأول عن ذكر هذه التهمة فى قائمة الاتهامات التى وجهوها ضده. بالإضافة إلى أنه بالقياس يمكن أن نسأل: لماذا لم يمنع شيخ جامع نجع حمادى الجريمة الارهابية التى استهدفت أبرياء؟؟ بالتأكيد ستجيب لأنه لم يكن يعرف المستقبل. وكذلك يمكننى أن أجيبك أن البابا لم يكن يعرف عواقب الأزمة بينه وبين أورستس الحاكم.

5. يقول "السؤال الخامس الذى يطرحه العقل الحر: لماذا لجأ د صموئيل إلى الدفاع (السلبى)؟ ذلك أنه ذكر واقعة (وهذا يُحمد له) أنّ البابا كيرلس حرم مجموعة من السكندريين (أى عقوبة الحرمان الكنسى) لأنهم اتهموه بقائمة من الاتهامات الأخلاقية ضده شملتْ عدم الأمانة. وعدم مساعدة الفقراء والسرقة وسوء معاملة والدته)) ثم كان تعليق د. صموئيل ((فلو كانت هناك أى شائبة تربط البابا كيرلس بمقتل هيباتيا لاستخدمها هؤلاء ضده)) والسؤال الذى لم يخطر على ذهن د. صموئيل هو: لماذا لا يكون موقف هؤلاء هو ذات موقف كل أصولى مُعادى للفلسفة وضد أصحاب الديانات القديمة التى أطلقوا عليها التعبير غير العلمى (وثنية)؟" هذا شئ جميل، أخيراً بدأت حضرتك أن تفكر بطريقة منطقية، نعم ربما يكون كلامك صحيحاً، لكن هذا لن يضعف الدليل، فلا زال صمت أُورستس الحاكم (الذى فى خلاف مع كيرلس) وسقراط المؤرخ (المعارض لكيرلس) عن اتهامه بالمشاركة فى هذه الجريمة الشنعاء.

6. يقول: "السؤال السادس الذى يطرحه العقل الحر: لماذا تجاهل د. صموئيل ما ورد فى كتاب يوحنا النقيوسى (وهو المرجع الثانى الذى يؤمن به) هامش ص 130عن ((تعصب البطريرك كيرلس وطموحه إلى أنْ تـُصبح الإسكندرية مدينة مسيحية صرفة. ومن ثم حرّض أهل الإسكندرية ضد حاكم المدينة المدنى أورستس الذى كان يُـشجع العلوم والثقافات السابقة. حتى يستأصل (أى البابا) شأفة (الوثنية) التى كانت مدارسها لا تزال منتشرة فى المدينة. ثم عمل على اضطهاد اليهود . وقد كان كيرلس بحق طاغية مسيحيًا من الطراز الأول ، وعديم الضمير فى صراعه ومُكره وكانت إباتيه (أى هيباتيا) أشهر ضحاياه.. وكان السبب الذى زعمه (العامة) للوحشية التى عاملوا بها إباتيه هو إعاقتها لقيام صلح بين البطريرك والحاكم ، بيد أنّ الباعث الحقيقى لهذا – كما ذكر سقراط – هو الحسد . ولا يخفى سقراط المؤرخ الكنسى رأيه بأنّ كيرلس كان مسئولا عن هذا)) ولماذا تجاهل د. صموئيل ما ذكره يوحنا النقيوسى الذى كتب ((وامتلأ أهل الإسكندرية الأرثوذكسيون فى هذه الأيام حماسًا وجمعوا خشبًا كثيرًا وحرقوا مقر الوثنيين الفلاسفة)) (ص 125) وكان من رأى د. عمر صابر عبد الجليل محقق مخطوطة يوحنا النقيوسى أنه ((ربما المقصود هنا هو آثار الحريق الذى أشعله المسيحيون فى هيكل سيرابيس الذى أدى إلى احتراق عدد كبير من نفائس المخطوطات اليونانية))"
يا عزيزى المكتوب فى الهامش هو تعليق الدكتور عمر صابر عبد الجليل لا قول يوحنا النقيوسى المؤرخ فكيف تقول: "لماذا تجاهل د. صموئيل ما ورد فى كتاب يوحنا النقيوسى" !! عيبٌ أن أصلح لك هذا الخطأ.

7. يقول: "فلماذا مشى د. صموئيل فى ذات الطريق وردّد كلام المؤرخيْن المسيحييْن (سقراط ويوحنا النقيوسى) اللذيْن لم يهتز ضميرهما عندما كتبا عن اغتيال هيباتيا ولم يكتبا حرفـًا واحدًا يُدين هذا الاغتيال ، لمجرد أنها مختلفة عنهما ورفضتْ دخول المسيحية." صدقونى للمرة الثانية اسأل نفسى هل يقرأ أ/ طلعت قبل أن يكتب، فسقراط المؤرخ أدان الجريمة وقال عنها بالنص: "وقد جلبت تلك القضية الخزى لا على كيرلس وحده بل على كنيسة الأسكندرية كلها. وبالتأكيد لا شئ أبعد عن روح المسيحية أكثر من المذابح والمقاتلات والأعمال من ذلك القبيل." (ك7، ف13). وحينما أوردتُ كلام يوحنا النقيوسى بأن الجريمة عمل تقى وضعت علامتى تعجب (!!)، فكيف يكتب أ/ طلعت هذا الكلام؟؟!!

8. يقول: "وبالتالى فهى موصومة بالمصطلح غير العلمى (وثنية) كما كتب هذان المؤرخان المسيحيان"
يا عزيزى لا زلت تحكم بعقلية القرن الحادى والعشرين، فهل المؤررخان المسيحيان ظلما هيباتيا حينما وصفوها بالوثنية أم أن هذه هى لغة جيلهم وعصرهم؟؟ ولم يكن العلم والفلسفة عصرئذ كعصرنا؟؟ هل تعلم يا أ/ طلعت أن (الوثنيين) وصفوا المسيحيين بالإلحاد لأنهم ينكرون الآلهة، فهل يمكننى أن أقول أن هذا وصف غير علمى أم أن أقول أن (الوثنيين) عصرئذ اعتبروا انكار المسيحيين للآلهة ضرب من ضروب الإلحاد وكان هذا سوء تفاهم تم تداركه فيما بعد؟؟!!

فى الختام، أنت وصفت تساؤلاتك بتساؤلات "العقل الحر"، لكن العقل الحر هو الذى يتشح بالعلم والفلسفة لا يسير وراء العواطف، العقل الحر يتبع الدليل لا يلى عنق الدليل لكى يتفق وأهدافه. عذراً يا عزيزى لكن العقل الحر لا يمكن أن يقع فى تلك المغالطات وأن يطرح تلك التساؤلات ...






#صموئيل_طلعت_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى طونى خليفة
- التخلف ليه ناسه
- ارتقاء الدولة الإسلامية


المزيد.....




- الخارجية الإيرانية تحذر من إعادة تفعيل الجماعات التكفيرية في ...
- تعويض بمليون جنيه.. بلاغ جديد من الإعلامي المصري إبراهيم فاي ...
- متحدث الخارجية الايرانية يحذر من تنشيط الزمر الارهابية التكف ...
- قائد حرس الثورة الاسلامية اللواء سلامي: حزب الله فخر العالم ...
- تونس.. وفاة أستاذ تربية إسلامية أضرم النار في جسده (صورة)
- هشام العلوي: أية ديمقراطية في المجتمعات الإسلامية ؟
- تعداد خال من القومية والمذهب.. كيف سيعالج العراق غياب أرقامه ...
- وفد الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة يدعو لحماية المنشآت ال ...
- ولد في اليمن.. وفاة اليهودي شالوم نجار الذي أعدم -مهندس المح ...
- ماما جابت بيبي..أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صموئيل طلعت أيوب - العقل الحر - تعليقاً على مقال طلعت رضوان (2)