أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي














المزيد.....

لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 12:27
المحور: الادب والفن
    


لستِ وحدك
إلى شقيقتي ميسون
هذا الصباح لن أدعوك إلى فنجان قهوة حافي القدمين .. بل سيكون برفقته وجبة دسمة من الذكريات .. سنقتسمها كما الشوكلاتة .. ونتناولها محلاة بالعسل والسكر المذاب .. ونقلب الفنجان لنرى خربشات القهوة على سطح الفنجان .. وسنروي عنه كلاماً كذباً .. ونضحك على رؤية الفنجان .. وما تركه لنا في القعر وعلى السفح وما فاض منه فأغرق صحن الفنجان .
أفقت في هذا اليوم النيساني الجميل .. يوم مولدك يا غاليتي .. ونسائم الذكرى تلف المكان .. تعطر قلبي وتسري في أوردتي .. تدغدغني وتوشوشني أن أفتح لها نوافذ الصباح .. وألا أنفرد في استقبالها وحدي .. وأن أدعوك كما كل نيسان لمشاركتي هذا الاستقبال .
كنا نتقاسم السرير في الصغر واليوم أصبحنا نتقاسم هموم الحياة والأوجاع .. ربما مضى عقد من الزمن لم أقبِّل وجنتيك في يوم عيدك وكانت تهنئتي تصلك مشفرة عبر أسلاك الهاتف .. لكنّي لم أكن لأنسَى عيد ميلادك في يوم من الأيام .. وكيف كنا نحتفي فيه كأنه عيد قومي يخص الأمة العربية بأكملها .
أتذكر جيداً حين كنا في تلك المدرسة معاً وكانت أجواء الامتحانات مخيمة على سماء ذلك الوقت .. قلت لي برجاء حار : لا تخلدي إلى النوم وواصلي معي السهر حتى أنتهي من دراسة الامتحان .. وأنا التي كنت أقدس النوم المبكر هززت رأسي بالموافقة على استحياء .. وبقيت أنتظر معك .. وبعد الانتهاء قلت لي : ما هو امتحانك في الغد ؟
فقلت على الفور: فن ..
قلتِ : وهل أعددت دفتر الرسم ؟
قلت : نعم ولكني غير راضية عن التلوين ..
فقمتِ وفتحتِ دفتر الرسم صفحة إثر صفحة وأعدتِ تلوين جميع الرسومات بالألوان الزيتية خاصتك فأصبحت الرسومات مذهلة وكنتُ في غاية الاندهاش كيف تحول دفتر الرسم إلى دفتر ينطق بالجمال ! وتأكدت ساعتها أن سهرتي معك لم تذهب هباء.
يخطر ببالي جداً مشاورينا إلى المدرسة .. وفيما بعد إلى الجامعة .. وكيف كنا نجتمع بعد كل سفرة .. وبعد كل زيارة .. لنجلس ونقصُّ على بعضنا كل ما حدث معنا بالتفصيل والتمثيل وكان صوت ضحكاتنا يجلجل ذلك المنزل الصغير فتهتز أرجاؤه فرحاً وطرباً ونشوة .. حتى تفزع إلينا ماما رحمها الله وتحثنا على خفض أصواتنا فنجذبها إلى تبادل الحديث معنا ثم تنضم إلينا شقيقتنا الصغرى خولة .. وتطول بنا السهرة في ذلك المساء .. ونحن لا نأبه للوقت الذي ذهب .. ولا إلى الوقت القادم .. فنحن معاً وهذا كل ما كان يهم .
اليوم بعد طول المسافات .. والتي لا تبعدنا أبداً .. أقول لك .. حتى وإن رحلت ماما فلستِ وحدك ..
أنا وخولة معك .. وطبعاً الجميع معنا ..
لكني أؤكد لكِ أن ذكرياتنا معا مستمرة نحن الشقيقات الثلاثة .. وسنبقى نجتمع لتبادل الأحاديث .. وسيجلجل المنزل بالضحكات .. ويعمر بفناجين القهوة الطافحة بالحب .. وستغرد أحاديث الصباح والمساء ..
ماما باقية معنا .. وستبقى معنا ..
لكن الحزن يجب أن يرحل .. ومن هذا اليوم يجب أن تغلقي نوافذ الحزن .. وتشرعي قلبك للشمس ولهواء نيسان .. ولا تنسي أنك زهرة نيسان فأنت لا يليق بك الحزن أبداً .. لا يليق بك إلا الفرح .. وتأكدي أنه لو لم نعد نملك إلا تلك الذكريات فهي تكفينا لبسط مساحة من الفرح لا نهاية لها .
انظري إلى مرآتك يا غاليتي ستجدين أنك لا تزالين الأجمل والأنقى والأكثر صفاء والأكثر مرحاً والأشد حيوية .. لا تغلقي الباب بوجه نيسان بل أحسني استقباله وأعدي شموع العيد فعيدك لا يزال عيداً قومياً نحتفي فيه كل عام .. وانتظرينا .. لن تبعدنا المسافات .. ولكِ مني آلاف القبلات يا شقيقتي ورفيقة دربي الجميل .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاهلية 6
- - رواية - .... - صفحة بيضاء - رواية بقلم : ميساء البشيتي
- لكنَّها فارغة !
- همسات نورانية .. 14
- بين حاجبيك ألف قصيدة
- همسات نورانية 13
- الثامن من آذار .. والكثير من اللطم !
- أوراق أيلولية .. الورقة العشرون والأخيرة .
- أحلامي .. كزبد البحر !
- أوراق أيلولية .. الورقة التاسعة عشر .
- سأكتب إليك ...
- علب الأيام
- إلى أشعار آخر
- حينما تغفو الفراشات
- العشاء الأخير
- أوراق أيلولية .. الورقة الثامنة عشر .
- الجغرافيا الجديدة
- لمن يرد أن يستمع !
- فقط .. لمن يرد أن يستمع !
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السابعة عشرة .


المزيد.....




- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي