أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسراء الجزائري - الوجود عند الاقتضاء














المزيد.....

الوجود عند الاقتضاء


اسراء الجزائري

الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 21:42
المحور: الادب والفن
    


الوجود عند الاقتضاء..............
اسراء الجزائري
الغريب والمختلف,مرادفان جل ما نتعثر بهما بحياتنا,فوجودها امر طبيعي,فالامور بطبيعتها لاتكون متماثلة برمتها لابد من وجود شيء يميزها عن غيرها فمن الطبيعي ان نتميز عن غيرنا بالاختلاف,ولكن الغير طبيعي ان نبقى مختلفين لدرجة الانفصال عن الواقع,فتلازمها مع حياتنا هو الغير طبيعي,والغير طبيعي اكثر ان يصبح الواقع بوجودها افتراضآ,والافتراض احتمالآ,والاحتمال استدلالاً,حتى استقرينا بفجوة الحياة الافتراضية المزيفة,والاوهام المطردة,فحياتنا لاتتجاوز بضع مرادفات تتكرر دون كلل,ودون اعتراض,
-لاول مرة ادرك اننا لم نكن,فنحن لانمارس سوى فن التقدم بالارواح,ولانتقن سوى فلسفة المغادرة نغادر بصمت كعيشنا بصمت,كوجودنا بصمت.......
بطبيعة الحال انا اؤمن بالسببية,فمهما كان هناك من اختلاف وفرضيات وتداعيات لا التمس وجودها ولا ادرك ماهيته,ولايمكنها ان تستقر بمجامير مخيلتي دون ان تكون قد شيعت بسببية مقنعة,فالسببية وسيلة تمرير,مهما كانت تحوي هذه الوسيلة من لعب عقلية مخادعة,الا ان اقترانها بها يجعلنا نعود لها عند الاقتضاء,ونتذرع بها عند الضرورة,!!!!!!
...على ارضنا للاسف وداخل واقعنا ظهر الفشل الذريع بتأقلمنا مع الحياة او فهم ابسط متطلباتها او حتى تفاصيلها البارزة مماجعلنا على جرفا اخر منها,منفصلين بشكل قطعي عنها,فواقعنا الضحل,فصلنا كليآ عن معالم الحياة المادية,جعلنا نعيش بمنكون الروحية,والنسيان الاجباري,الذي قدسناه بخضوعنا المسمتر لحالة اللاوعي حتى
كنا باستمرار خارج اسوارها وخلف جدرانها,نراقب عن بعد كيف يمارس الجميع مجريات حياتهم بحذافيرها,مكتفين بدور المراقب كأطفالآ الذين يسترقون النظر للبالغين ويحاولون تقليدهم في ممارساتهم لعلهم يذوقون طعما ونكهة لواقع ولتجربة لم تمر عليهم من قبل,حتى سطت علينا فكرة الاغتراب عن الواقع,واقترنت بأجناسنا,جعلتنا ككائنات مبهمة كل من يلمحنا او يستشعر بوجودنا يذهل من امكانية اختراقنا,لفلسفة العدم وتجاوزنا سياسة النفي,التي بوبنا داخل اقامتها الجبرية عنوة,ودون جناية اوجنحة واضحة,فقدنا بزجنا بها كل مراسيم الحياة الطبيعية,فأصبحنا,نمارس الوجود بمخيلتنا
-لااعلم حقا ان توصلنا للحقيقة اليقينية التي تنص على اننا غير موجودين على خارطة الوجود البشري وان وجودنا العرضي لم يغادر دائرة الفرضيات,غاضين البصرعن ان الفرضيات مهما تعددت وتكررت تبقى مجرد اخيلة لاتشكل اي جزء من الواقع!!!ومهما حاولنا ان نجد تبريرا لكل هذا التعتيم لا المح سوى فكرة النيرفانا التي بادرة لذهني وجعلتني التمس بوجودها وطفوها على السطح بواقعنا,فهذه الفكرة التي تتجسد بالحالة التي يصل لها الانسان بعد طول تأمل عميق,وبعد الانطفاء الكامل عن الحياة,اي يصبح منفصلا تماما بجسده وذهنه عن العالم الخارجي,فلايشعر بالمؤثرات الخارجية على الاطلاق,
ففي مدينتنا هذه البقعه السوداء المتوغلة بالحزن القاتم,لم يبقى للحياة بها عنوان ليس فقط الفرضيات الذي آثرناه على الواقع ولكن حتى الموت امتزج مع الحياة,فلم يسبق ان اقترن نقيضن على الارض وتحتها وتماثلا الا على ارضنا التي سمحت له بان يحط رحاله ويستقر افترشها متخذها كموطنآ له,واصبح اهم معالمها و ابرز مشيداتها,اتقنه سكانهاواصبح يجيدون فنونه بحرفية تفوق ابجدية الحياة,حتى امسى اسمه ووجوده يمتزج بها ويشير اليها.الى مدينتنا الباهتة بذهنا الشارد,كم ارهقتني التحام فكرة الاستعداد الدائم للموت بفكرة التواجد,هنا لم استشعر سوى بمبدأ -نعمة الوجود هي ان تعيش لتموت-,استذكرت الجانيية(احدى المقدسات الهندية)الذين يقدسون الموت اكثر من الحياة لان يحيوي الصمت المقدس,لانهم يحيون بصمت لعلنا وصلنا لمرحلة تقديسه(الصمت والموت)دون ان نشعر,فلا احد يختار ان يعيش خارج اطار الحياة,ويعدم نفسه بالوجود الا الاشخاص الذين خذلتهم الحياة بأستمرار,تهالكت جميع امنياتهم بألانتظار فبقوا عائمين,على اطلال احلام لاصلة لها بالواقع,احلامآ انتهت صلاحياتها قبل ان تبدأ,وهم مازالوا ينتظرون تحققها بشغف,حتى اصبحوا غرباء داخل الوجود,لاصلة لهم بمفاصيل الحياة كعابري السبيل,لايملكون ذكرى منها سوى انقطاعهم عنها,ولايتركون اثرآ عليها سوى المرور بها,فهم يعيشون على ,بقايا احلام,بقايا وجود,بقايا احياء,بقايا ارواح,بقايا وطن........................



#اسراء_الجزائري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت سماء القاطون
- الوحشية البشرية....كامنة,مورورثة,ام مكتسبة؟؟؟؟؟؟
- الاصولية المتمدنة
- الوعي وسيلة لارتقاء الذات البشرية
- الثقافة اساس التنمية الشاملة
- المواطنة وثقافة الانتماء
- عقيدة الضعفاء
- (الكيان الوجودي للعدل)
- مقاله (الحريه وقيمتها الذاتيه)


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسراء الجزائري - الوجود عند الاقتضاء