|
الخالق ورطة الخلقيين
هشام آدم
الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 20:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(كل كذبة أبريل وأنتم بخير)
يُمثل المُؤمنونَ بفرضيَّة الخالق The Creator الغالبيَّة السَّاحقة لسُكانِ كوكبِ الأرض (هُنا الكثرة العدديَّة لا معنى لها، كما هو الحال في أيِّ شأنٍ آخر)، قد يختلفونَ حولَ اسمه أو بعضِ صفاته، وقد يختلفونَ حول مَا إذا كان مُريدًا ومُتطلبًا للعبادة أم لا، ولكنهم مُتفقون –مِن حيث المبدأ- على وجوده، بل وعلى ضرورة هذا الوجود. وأكاد أجزمُ أنَّ دوافع غالبيتهم هي دوافع نفسيَّة لا أكثر، فهم يخافون مِن الموت باعتباره فناءً أبديًا، ويجدونَ صُعوبةً في تصديق أنَّهم بعد وجودهم في هذه الحياة سوف يُغادرونها بلا عودة! وهي فكرة مُخيفةٌ فعلًا، ومُؤلمةٌ في الوقت ذاته، ولكن كم مِن البشر والكائناتِ ماتت قبل ملايين السّنين؟ ربما لو استطاع كل واحدٍ منهم أن يظل على قيد الحياة لبقي، لأنَّه لا يوجد كائنٌ يُحب الموت والفناء. الكائناتً كُلها تتصارع بغريزتها من أجل البقاء، رغم أنَّها تعلم أنَّها سوف تموت لا محالة، ولكن ورغم هذا اليقين فإنَّ غريزتها تدفعها لمُجابهة الموت (تلك المُجابهة غير المُتكافئة)، لأنَّه لا يُمكن كسر قوانين الطبيعة أبدًا، فالموت قانونٌ بيولوجيٌ، والنزعة للبقاء قانونٌ غريزيٌ بالمُقابل، وكبقية القوانين الطبيعيَّة فإنَّ هذه القوانين في تصارعٍ ومُواجهةٍ مُستمرةٍ وحتميَّةٍ، وهو ما أسماه كارل ماركس Carl Marx في قوانين الجدل المادي بوحدة وصراع الأضداد: ضرورة الموت وسيرورته مِن ناحية، والرَّغبة في البقاء والحياة مِن ناحيةٍ أُخرى (جدلية: الموت/الحياة)، وهي ما تشكِّل الشكل الآخر مِن قانون الجدل المادي المُتمثل في مبدأ (نفي النفي). وعلى الدوام نحن على استعدادٍ لمُجابهة الموت والتصارع معه، رغم معرفتنا بضرورته وحتميته، وربما كان ذلك بسبب إحساسنا الذاتي أنَّنا لن يسري علينا هذا القانون، فنحن كائناتٌ أنانيَّةٌ ومغرورةٌ بطبعها، وهذه إجابة إحدى الأسئلة الغبيَّة التي يطرحها البعض، ويتداولونها بكثرةٍ، وقد طرحها عليَّ الأخ عبد الله خلف ذات مرَّةٍ ضمن قائمة (ال39 سؤالًا المُدمرة للإلحاد): "هل ثلاثُ وجباتٍ مُشبعاتٍ ومصروف يدٍ وكساءٌ ودواءٌ كافيةٌ لإنسانٍ يعلم أنَّه سيموت؟" وهذا السؤال بالذات طرحه الدكتور هيثم طلعت على (مصري مُلحد) في المناظرة التي كانت بينهما (رابط المُناظرة في الهامش)، ولو أنَّهم قرأوا عن المادية الجدلية أو فهموا قوانين الديالكتيك لما طرحوا مثل هذا السؤال الذي يدل على مدى بساطة وسطحية تفكير هؤلاء.
وأيًا يكن الأمر فهذه الدَّوافع الذَّاتيَّة غير مُعلنةٌ في الغالب، ولا يتم التصريح بها في النقاشات العامة، لأنَّهم يعلمون أنَّه ليس بإمكانهم مُناقشة المُلحدين بدوافعٍ ذاتيَّةٍ لا قيمة تُذكر لها في النقاشات الموضوعيَّة. وعِوضًا عن ذلك يُحاولونَ طِلاء هذه الدَّوافع بحججٍ موضوعيَّة ليبدو الأمر وكأنَّهم يرتكزون على أساساتٍ علميَّةٍ ومنطقيَّةٍ. ونحن في حياتنا العامة عادةً ما نلجأ إلى هذه الحيلة الدفاعيَّة، لنعطي سلوكنا النابع مِن دافعٍ ذاتي صرفٍ صِبغةً أخلاقيَّةً أو موضوعيَّةً. وعلى أيَّة حال، فإنَّه لا بأس من إيجاد حججٍ موضوعيَّة للتبرير لقناعاتنا، ولكن الأهم هو أن نكون قادرين على الدفاع عن هذه الحجج عندما تتعرض للنقد، وأن نمتلك الشجاعة الكافية للاعتراف بعدم صحة هذه الحجج إذا ثبت عدم صحتها.
وقد يكون إيمانهم نابعًا مِن عدم قدرتهم على نسف فكرةٍ رسخت في أذهانهم مُنذ الصِّغر، ويرون إجماع الغالبيَّة السَّاحقة عليها، فليس مِن السَّهل أبدًا، أو مِن اليسير، التخلي عن قناعاتٍ لها نفس درجة الرَّسوخ التي تتمتع بها فكرة الخالق. عمومًا يتفق هؤلاء جميعًا على أنَّ الكون مخلوقٌ، وأنَّه لا يُمكن أن يكون ناتجًا عن صُدفة عشوائية (رغم أنَّهم يُسيئون فهم الصُّدفة التي يتكلم عنها العلماء، والتي تعني ببساطة: التلقائيَّة واللاقصديَّة)، ولكن على العموم سنأخذ حجتهم على علاتها ونناقشها، ولعلنا نفرد مساحةً أخرى للحديث مُجددًا عن موضوع الصُّدفة والذي تناولناهُ غير مرَّة. نحن نفتق معهم على أنَّ أيَّ نظامٍ دقيقٍ System لا يُمكن أن يكون ناتجًا عن سلوكٍ عشوائي (هذا الرأي قد ينكسر تمامًا أمام بعض المجالات، كالفن التشكيلي مثلًا، إذ قد تكون قطعة قماش نراها مُلطخة بألوانٍ غير مُتجانسةٍ، وتبدو أنَّها ألوانٌ عشوائيِّةٌ، قد تكون تحفةً فنيَّةً بديعةً ومحسوبةً بدقةٍ عبقريَّةٍ، بالنسبة لدارسي الفنون التشكيلية)، وعمومًا فإنَّ مسالة تذوق الفنون تُعتبر مِن المسائل الذَّاتية في المقام الأول، ولكن قد نتفق جميعًا على أنَّ كوننا هذا بديعٌ ومُدهشٌ (رغم أنَّ مفاهيم الجمال هي أيضًا مفاهيمٌ بشريَّةٌ محضة)، وباستطاعتنا أن نتفهم مشاعر روَّاد الفضاء عندما يتحدثون عن تجربتهم المُدهشة التي مرَّوا بها، فنحن يُبهرنا الوقوف على ارتفاع يسمح لنا برؤية المدينة كاملةً، ناهيك عن الوقوف على ارتفاعٍ يسمح لنا برؤية الكرة الارضيَّة! إنَّه أمرٌ مُدهشٌ بالفعل وقد تُحبس له الأنفاس، ولكن هؤلاء، إضافةً إلى صفة الإبداع والإدهاش، يرون أنَّ الكون يمتاز بثلاث صفاتٍ أساسيَّةٍ تجعلهم مؤمنين يقينًا بأنَّ هذا الكون مخلوقٌ، وبأنَّ مِن ورائه خالقًا عظيمًا، وهذه الصفات الثلاث هي: - الدِّقة Punctuality - النِّظام Order - التعقيد Complexity
ويبدو أنَّهم يجدون صعوبةً بالغة في تصديق أنَّ أيَّ شيءٍ تتوافر فيه الصِّفات الثلاثة يُمكن أن يكون شيئًا آخر غير أن يكون مخلوقًا، وسوف نسهب قليلًا في هذه الصِّفات لنرى أولًا ما إذا كانت مُتوفرةً فعلًا في كوننا هذا أم لا، ومِن ثمَّ نُناقش الأمرَ مِن زاويةٍ أُخرى.
الدِّقة Punctuality كثيرًا ما يستخدم المُؤمنون هذه الحُجة للاستدلال على استحالة أن يكون الأمر مُجرد مُصادفةٍ عشوائيَّةٍ، ويحلوا لهم كثيرًا ضرب مِثالٍ بموقع الأرض وبُعده المحسوب بدقةٍ مُتناهيَّةٍ عن الشمس، وتتكرر عبارتهم المشهورة: "لو كانت الأرض أقرب إلى الشمس بسنتمترٍ واحدٍ عن بُعدها الحالي لاحترقت الأرض بما فيها مِن كائناتٍ وحياة، ولو كانت أبعد عن الشمس بسنتمترٍ واحدٍ عن بُعدها الحالي لتجمدت الأرض بما فيها مِن كائناتٍ وحياة." وهذا بالنسبة إليهم يعني أنَّ اختيار موقع الأرض محسوبٌ بعنايةٍ ودقةٍ مقصودتين تمامًا، وهو الأمر الذي يجعلهم يستبعدون فكرة أنَّ الحياة نشأت على الأرض بالمُصادفة، أو حتى أنَّ هذا الكون بكل مقاييسه الدقيقة يُمكن أن يكون قد أُوجد بالصُدفة. الغريب في الأمر أنَّ موقع الأرض وبُعدها عن الشمس ليس ثابتًا على الدوام، فالأرض تقترب من الشمس بأكثر مِن السنتمتر الواحد الذي يقولون عنه، وتبتعد عن الشمس أحيانًا بأكثر كثيرًا من السنتمتر الواحد ذاته، وذلك أنَّ الأرض تدور حول الشمس ليس في مدار دائري تمامًا، وإنَّما في مدارٍ إهليجي Elliptical، وهذا البُعد وهذا الاقتراب هو ما يُسبب تتابع الفصول الأربعة، وتأرجحها بين الحرارة والبرودة. ولو حاولنا أن نرسم دائرةً مُتخيلةً، فإنَّ أيَّ نقطةٍ في مُحيط الدائرة ستبعد عن مركز الدائرة بمقدار ما تبعده أيُّ نقطةٍ أخرى في المحيط، ولكن الأمر لا ينطبق على الشكل الإهليجي الذي يُمثله مدار الأرض حول الشمس، والحقيقة أنَّ كل نقطةٍ في مُحيط الشكل الإهليجي لا تبتعد عن المركز بالمقدار ذاته، فهنالك دائمًا نقاطٌ أقربُ إلى المركز ونقاطٌ أبعد عن المركز.
والأمر ذاته يقودنا إلى حديث بعضهم المُتكرر عن دقة موعد شروق الشمس التي لا تتأخر في موعدها شروقًا أو غروبًا، والحقيقة أنَّ الشمس لا تشرق ولا تغرب يوميًا في نفس الموعد، وهذه المعلومة -رغم بديهيتها إلَّا أنَّ عددًا كبيرًا مِن المُؤمنين يستخدمون فكرة موعد شروق وغروب الشمس كدليلٍ على الدقة! والأسوأ مِن هذا كله أنَّه يتم تمرير هذه المعلومة الخاطئة للأطفال عبر الحكايات البسيطة، وحتَّى الأغاني المُخصصة لهم، كأغنية (دنيتنا الجميلة) والتي تقول بعض كلماتها: "الشمس كل يوم بتشرق عمرو ما اتأخر شروقها والعيشة تفوتنا تغرب يا أخي سبحان البيسوقها شوفوا دنيتنا الجميلة أي واحد لو فكَّر وقدَّر عظمة الخالق بتظهر يبقى واجبنا العلينا نبتهل نرفع إيدينا نعمل المفروض علينا ما هي دنيتنا الجميلة"
وهو أمرٌ غريبٌ للغاية، يجعلنا نُدرك مدى سطحية هؤلاء في معرفتهم بالكون، وببعض أبسط قوانينه. فهنالك مواعيد مُختلفةٌ لشروق وغروب الشمس على مدار السَّنة، فثمَّة أوقاتٌ يكون فيها النَّهار أطول بكثيرٍ مِن الليل (فصل الصَّيف)، وأوقاتٌ يكون فيها النَّهار أقصر بكثيرٍ مِن الليل (فصل الشتاء)، وكذلك الأمر بالنسبة لشروق الشمس، والمُسلمون يعرفون هذا الأمر تمامًا، فهم لا يُصلون صلاة الفجرة في الموعد ذاته طِوال السَّنة، وفي شهر رمضان لا تغربُ الشمس كل يومٍ في الموعد ذاته، بل يتأخر غروب الشمس كل يومٍ بمقدار دقيقةٍ واحدة. إذًا فالأمر ليس له علاقةٌ بالدِّقة أبدًا مِن هذه الزاوية. إن بُعد الأجرام في دورانها حول أيَّ نجمٍ يعتمد في الأساس على مقدار قوة الجذب في مُقابل قوة الطَّرد مِن ناحيةٍ أخرى، فكل هذه الأجرام مأسورةٌ بقانون الطَّرد المركزي الذي يجعلها على الدوام حبيسة مدارها وبالسرعة ذاتها، وهو أحد القوانين الطبيعيَّة المعروفة، بل وإنَّ الكيفية التي تشكَّلت بها هذه الأجرام مُرتبطةٌ بشكلٍ مُباشرٍ بقانون الجذب، فلكل جُرمٍ قوة جذبٍ بحيث تجذبُ إليها الشظايا الكونيَّة التي نشأت عن الانفجار الكبير، وطريقة وسرعة دوران الأجرام هي التي تُحدد شكلها الكروي المعروف الآن. وهي أمور تحدث بالصُدفة (أي بتلقائية وعفوية)، وفرضية الخالق هنا تُعتبر فرضيةً زائدةً لا تُقدم ولا تُؤخر في شيء، ويُمكن الاستغناء عن هذه الفرضية تمامًا، دون أن يُؤثر ذلك على صحَّة معرفتنا هذه. وبما أنَّنا نتكلم عن الدِّقة، فإنَّه يبدو مِن العبث وجودنا (ككائنات مُميزة) في كوكبٍ تحتل المُسطَّحاتُ المائيَّة ثلاثة أرباع مساحتها، وتغمر الصَّحاري القاحلة (الحارة والمُتجمدة) ما يُقارب ربع مساحة اليابسة المُتبقية، فهل هذا تصميمٌ يُوحي بأنَّ الأرض أُعدت لنا فعلُا؟
النِّظام Order يتكلَّم المُؤمنون عن النِّظام الدَّقيق لهذا الكون، وهذا النِّظام -في حقيقته- ليس سوى القوانين الطبيعيَّة التي لم تكن في أزمنةٍ ما معروفةً للإنسان، وبالطبع يزعم هؤلاء أنَّ الخالق هو مَن خلق هذه القوانين، وهي في الحقيقة خطوة تراجعٍ إلى الخلف، إذ في أزمنةٍ أُخرى كانت بعض الظواهر منسوبة تمامًا إلى الخالق، ولكنهم الآن يعرفون أنَّ هذه الظواهر ليست سوى قوانين طبيعية استطاع الإنسان اكتشافها، وكشف بعض أسرارها، ولكن يظل هذا الارتباط الغريب وغير المُبرر بين قوانين الطبيعة وبين الخالق. وعلى أيَّة حالٍ فإنَّ هذا الارتباط يُحرج المؤمنين فعلًا، إذ أنَّه إذا كان هنالك خالقٌ عاقلٌ هو مَن يتحكم في هذه الظواهر فإنَّه سوف يكون مسؤولًا عن عددٍ كبيرٍ جدًا مِن الكوارث التي تُعرف باسم الكوارث "الطبيعية": أمراض وبائية – أعاصير – زلازل – براكين – تسونامي – فيضانات – جفاف ... إلخ، فهل الخالق هو المسؤول فعلًا عن هذه الكوارث؟ أم أنَّ الأمر لا يعدو كونها مُجرد ظواهر طبيعية، تحدث بشكل تلقائي ومُحايدٍ تمامًا، وعلى الكائنات أن تتكيف مع هذه الظواهر في محاولتها للبقاء؟ حسنًا، إذا قلنا بأنَّ هنالك خالق وبأنَّ هذا الخالق بطريقةٍ أو بأخرى ليس مسؤولًا عن هذه الكوارث التي يتحكم في قوانينها، فهل بإمكان الله كسر هذه القوانين؟ ربما يُجيب كثير مِن المُتدين في حماسٍ بنعم، ولكن السؤال هنا: "إذا كان الله سوف يكسر هذه القوانين، فلماذا وضعها إذن؟" وهل يُمكننا فعلًا إطلاق مسمى "قانون" على ما يُمكن كسره؟ ما أعرفه أنا بصورةٍ شخصيِّةٍ أنَّ واضع القانون هو أوَّل مَن يجب أن يلتزم به ويحترمه. وقبل أيامٍ فقط كنت أتناقش مع صديقٍ مسيحي حول هذه النقطة، وكان يُصرُّ على أنَّ الخالق هو مَن يتحكم في كل قوانين الطبيعة، وأنَّه هو مَن وضعها، وعندما سألته: "هل يستطيع أن يكسرها؟" أجاب بنعم، فقلت له إنني على استعدادٍ كاملٍ أن أدخل في تحدٍ مع هذا الخالق الافتراضي على أن يكسر قانونًا واحدًا مِن قوانين الطبيعة، وهو قانون الجاذبية الأرضيَّة، ولو لمرةٍ واحدةٍ فقط. قلت له بأنَّني على استعداد أن أذهب أنا وهو إلى ساحة St. Lamper العامة في منتصف مدينة Liège البلجيكيَّة، وسأحمل معي قلم رصاص اعتيادي جدًا، وسأُفلت القلم مِن يدي، وكل ما أريده منه أن يجعل القلم يطفو في الهواء دون أن يقع على الأرض بفعل الجاذبية، وسوف أُكرر المُحاولة لمائة مرَّة (بمعنى أنَّني سأمنحه مائة فرصةٍ لإثبات قدرته على كسر قانون الجاذبية)، ولن أطالبه بأن يجعل القلم يطفو في كل مرَّة، وإنَّما لمرَّةٍ واحدةٍ فقط. لن أُطالبه بأن يصنع مُعجزاتٍ مُدهشةٍ كتلك التي تُخبرنا عنها الكتب المُسماة بالمقدسة، أريده فقط أن يُوقف الجاذبية الأرضية عن عملها لمرَّةٍ واحدةٍ. عندها قال لي صديقي جُملةً غريبةً ومُدهشة: "الله يستطيع بالفعل، ولكن لا تختبر الله." عندها عرفت أنَّ التدين لا جنسيَّة له أبدًا، وأنَّ تأثيره على الإنسان واحدٌ، بصرف النظر عن الدِّيانة التي ينتمي إليها.
دعونا الآن مِن كل ذلك، ولننظر إلى الأمر مِن زاويةٍ أخرى، فإذا لَم نر في الكوارث الطبيعيَّة شيئُا ينسف النِّظام المزعوم، فكيف يكون الأمر مع الكواكب والكويكبات التي تتصادم في الفضاء بشكلٍ مُستمر؟ (هنالك مئات الشظايا التي تضرب الأرض بشكل يومي) وأحد النيازك التي ضربت الأرض أدت إلى إبادة أشكالٍ كثيرةٍ جدًا مِن الحياة على ظهرها قبل ملايين السَّنوات، وكيف نرى انفجار النجوم الذي ينشأ عنه الثقوب السَّوداء؟ هل الثقوب السَّوداء ضمن خطة النِّظام الكوني؟ الأمر ببساطةٍ شديدةٍ أنَّه ليس هنالك نظامٌ بالمعنى الذي يفهمه هؤلاء، وفرضية النِّظام انتهت مُنذ أن مزَّق ألبيرت أينشتاين ورقته التي احتوت على ما كان يُسمى بالثابت الكوني Cosmological Constant، وذلك بعد أن خرج هايزنبيرغ Heisenberg بمبدأ اللايقينUncertainty Priciple، الذي رفضه أينشتاين Einstein في البداية، قائلًا مقولته المشهورة: "الله لا يلعب النرد!" ثم تراجع عن موقفه ذلك بعد أن ثبت له صحة مبدأ اللايقين، وحاول أن يُعيد إعادة صياغة نظريته وفقًا لهذا المبدأ قبل أن يدركه الموت. (تراجع أينشتاين هذا يُمكن أن يُفهم على وجهين: 1: الله يلعب النرد. 2: هنالك عشوائية في الكون) وعلى المُؤمنين أن يختارون بين هذين الوجهين ما يتناسب معهم. وعمومًا فإنَّ تطبيقات فيزياء الكم Quantum Physics وحدها تنسف فكرة النِّظام، ولكن في الوقت ذاته فإنَّ الكون ليس عشوائيًا أيضًا، لأنَّ فكرة النِّظام والعشوائية مِن منظورنا هي أفكارٌ مُرتبطةٌ بالأخلاق: ما هو جيدٌ هو نظام، وما هو سيء هو عشوائيِّة، والأخلاق صفة بشريَّة بامتياز، ولا يُمكن تطبيق هذه الصِّفة على الكون بكل مكوناته، فالكائنات الحيَّة تتصارع مِن أجل البقاء، وهي في سبيل ذلك يقتل بعضها البعض الآخر ليتغذى عليه، فهل الأمر أخلاقي أم غير أخلاقي؟ الواقع أنَّنا لا يُمكن أن نطرح سؤالًا كهذا لأنَّ قوانين الطبيعة لا تخضع لقوانين الأخلاق البشرية. والأمر ببساطةٍ مُتناهيِّة أكثر هو كالآتي: (الكون مُنظم إلى الحد الذي يسمح لنا بالحياة عليه أو نحن وجودنا لأنَّ الحياة كانت ممكنة على الأرض، وليس العكس) ونفس هذا النِّظام لم يكن كافيًا بالنسبة إلى كائنات أخرى، ولهذا انقرضت، ولو تغيرت الظروف والعوامل المناخيَّة والبيئيَّة ولَم نستطع أن نتكيف معها، فسوف ننقرض نحن أيضًا لا محالة. والواقع أنَّنا نحن مَن نكيِّف أنفسنا مع ما هو موجود ومُتاح، ونستفيد ممَّا هو موجود ومُتاح ونعتمد عليه في حياتنا وبقائنا ورفاهيتنا أيضًا، ولكننا بسبب غرورنا نعتقد أنَّ ما هو مُتاحٌ في الطبيعة هو موجود مِن أجلنا نحن، ومُسخَّر لنا نحن.
التعقيد Complexity يظهر التعقيد في الحياة بمختلف أشكالها، مِن الكائنات وحيدة الخليَّة إلى الكائنات الخلويَّة أو مُتعددة الخلايا. ودائمًا ما يتكلَّم المُؤمنون عن النِّظام المُعقد في جسم الإنسان بصفةٍ خاصةٍ، والذي لا يُمكن أن يكون ناتجًا عن الصُّدفة، فهم يتكلَّمون دائمًا عن عمل الخلايا Cells وقدرتها المُدهشة على التواصل مع بعضها البعض عبر رسائل البروتين، ويتكلمون عن شريط الحمض النووي DNA والتعقيد الذي يمتاز به، وكيف أنَّه يحتوي على معلوماتٍ مُشفَّرةٍ يتوجب علينا -قبل أن نسأل عن قدرة الخلايا في فكِّ هذه الشيفرة- أن نتساءل عن الذي وضع هذه الشيفرات، وعلَّم الخليَّة كيفية فكِّها. والحقيقة أنَّ أيَّ كائنٍ حيٍ يحتوي على نظامٍ فائق التعقيد فعلًا، فثمَّة كائناتٌ لا تمتلك القدرة على الرُّؤية البصريَّة أو السَّمعيِّة، ولكنها في الوقت ذاته تعتمد على تقنياتٍ شديدة التعقيد، كتقنية الصَّدى مثلًا، ونرى هذا الأمر بوضوح في بعض الكائنات مثل الخفافيش والدلافين والحيتان، وبعض الكائنات تعتمد على تقنية الرؤيَّة الحراريَّة كالأفاعي مثلًا، ولو أخذنا في تأمل كل الكائنات مِن حولنا لأدهشنا مدى تعقيدها البيولوجي أو التشريحي، وحتى الكائنات المجهرية لها قدرةٌ مُذهلةٌ على التكيّف مع أصعب الظروف الحياتيَّة، كما أنَّها تمتلك قدراتٍ مُدهشةً على اكتساب المناعة ضدَّ المُضادات الحيويَّة. ولو أخذنا العين البشريَّة كمثال فإنَّنا قد نرى مدى تعقيد عملية الإبصار، بل ويظهر التعقيد في كل عضو في جسم أيِّ كائنٍ حي. هؤلاء المؤمنون يرفضون تمامًا أن يكون هذا التعقيد ناتجًا عن الصُّدفة العشوائيِّة، وبالتالي فإنَّهم يرون أنَّ هذا التعقيد هو تصميم ذكي Intelligent Design، والتصميم الذكي لابد وأن يكون وراءه مُصمم ذكي أيضًا Intelligent Designer. (علمًا بأنَّ فرضيَّة التصميم الذكي مفروضةٌ علميًا وممنوعةٌ مِن التدريس بقرارٍ قضائيٍ في بعض الولايات الأمريكية!) وفي سبيل إثبات عدم إمكانية إنتاج شكل أو نظام معقد بالصُّدفة، فهم يعتمدون على مقولةٍ مُنتشرةٍ في غالبية المواقع الإلكترونية، وهي مقولة منسوبةٌ إلى تشارلز جاي Charles-Eugène Guye يقول فيها بأن احتمالية تكوَّن جزيء بروتيني بالصُدفة هي 1/16010 وهو ما يتطلب 24310 عامًا حتى يتحقق.
وبالطبع فإنَّ هذا الكلام غير علمي بالمرَّة، ببساطة شديدة لأنَّ البروتين يتكوَّن في الأساس داخل الخليَّة الحيَّة وليس خارجها، وأيُّ كلام عن تكوُّن بروتينٍ بالصُّدفة هو كلامٌ يتجاهل تمامًا أبسط المعلومات العلمية المُتعلقة بنشوء وتكوُّن البروتين، وبالتالي فهو يفترض أنَّ للبروتين وجودٌ حُرٌ في الطَّبيعة، بحيث يكون البروتين هو المُكوِّن للخليَّة وليس العكس! ومثل هذا الكلام لا يُمكن أن يصدر عن عَالِم مُحترمٍ أبدًا، على أنَّ تشارلز جاي هذا في الأساس هو عالم فيزياء Physicist وليس عالم بيولوجيا Biologist ومجال اهتمامه وتخصصه في المقام الأول حول التيارات الكهربائيَّة والمغناطيسيَّة والشُّحنات الكهربائيَّة في الغازات، ورغم أنَّ هذه الحُجة تُعتبر سقطةٌ حقيقةٌ إلَّا أنَّها تجد رواجًا كبيرًا بين عدد كبيرٍ من المُؤمنين، ويتناقلونه في المواقع الإلكترونيَّة بكثرة.
الآن، نفهم مِن كلِّ مَا سبق أنَّ المؤمنين يرون أنَّ الكون مخلوقٌ. لماذا؟ لأنَّه دقيقٌ ومُنظمٌ ومُعقَّد، ومِن الصَّعب الاعتقاد بأنَّ كونًا دقيقًا ومُعقدًا ومُنظمًا ككوننا هذا أن يكون قد نشأ بالصُّدفة العشوائيَّة. حسنًا، هل هذه الحجة مُلزمةٌ لنا أولًا؟ أعني هل هو قانونٌ يجب أن يُتبع ويُحترم؟ إذا لم يكن كذلك فما حاجتنا به؟ وكيف يُمكن أن تُقيم الحُجة بما لا يُمكن الاعتداد به؟ وإذا كان قانونًا، حتى ولو قانونًا منطقيًا وعقليًا، فإنَّنا سوف نتساءل: "هل الخالق نفسه دقيقٌ ومُنظمٌ ومُعقدٌ؟ أم هو بسيطٌ وعشوائيٌ وغير دقيق؟" حسب حجتهم السَّابقة فالخالق يجب أن يكون دقيقًا ومُعقدًا ومُنظمًا، لأنَّ الكون دقيقٌ ومُعقدٌ ومُنظمٌ، ولا يُمكن أن ينشأ النِّظام والدِّقة والتعقيد عن نتيجةٍ أو سببٍ أقلَ دقة وتعقيدًا ونظامًا، إذ كيف لخالقٍ عشوائي أن يخلق نظامًا؟ أو كيف لخالقٍ بسيطٍ أن يخلق شكلًا مُعقدًا؟ وبالطريقة ذاتها: كيف لخالقٍ غير دقيقٍ أن يخلق الدِّقة في أي نظام؟ إذًا فالخالق دقيقٌ ومُعقدٌ ومُنظم. فإذا كان المؤمنون يزعمون أنَّ الكون لابد أن يكون مخلوقًا لأنَّه دقيقٌ ومُنظمٌ ومُعقدٌ، فبالأحرى الآن أن نتساءل عن مَن خلق الخالق، لأنَّ الخالق نفسه دقيقٌ ومُنظمٌ ومُعقدٌ، وحسب حجتهم فإنَّ كل شيء دقيق ومُنظم ومُعقد لابد أن يكون مخلوقًا. فإذا رفض المؤمنون فكرة أن يكون الخالق مخلوقًا عندها سوف نكتشف أنَّ حجتهم لَم تكن قانونًا منطقيًا أو عقليًا يُمكن الارتكان إليه والاعتداد به، وعندها سوف يطفو الجانب النَّفسي والذَّاتي إلى السَّطح، ولا حاجة لنا بمناقشة الأفكار الذَّاتية فهي لا قيمة علميَّة أو موضوعيَّة لها.
إنَّ رفض المؤمنين لفكرة أن يكون الخالق مخلوقًا يضرب تمامًا فكرتهم القائلة بأنَّ الكون مخلوقٌ، فليس هنالك سببٌ منطقيٌ أو عقليٌ واحدٌ يجعلنا نؤمن بأنَّ الكون مخلوقٌ لأنَّه دقيقٌ ومُعقدٌ ومُنظمٌ، ولا يجعلنا نرى أنَّ شيئًا آخرًا دقيقًا ومُعقدًا ومُنظمًا أيضًا مخلوقًا أيضًا. فكيف جاء التعقيد والنِّظام والدِّقة في الخالق؟ من لا شيء؟ هل هو دقيقٌ ومُعقدٌ ومُنظمٌ بذاته؟ إذا كان بالإمكان أن نصدَّق أنَّ كينونةً ككينونة الخالق (دقيقةٌ ومُنظمةٌ ومُعقدةٌ) نشأت هكذا من اللاشيء أو حتى بذاتها، فلماذا يجد المؤمنون صعوبةً في تقبل أن يكون الكون بكل دقته وتعقيده ونظامه المزعوم قد نشأ من لا شيء أيضًا، أو أنَّه كذلك بذاته؟ هل هنالك رد عقلاني ومنطقي على هذا السُّؤال بعيدًا عن الخطاب الكهنوتي العاطفي؟ الفكرة النهائيِّة التي أريد إيصالها للأعزاء المُؤمنين مِن هذا المقال هي: (إذا كانت الدِّقة والنِّظام والتعقيد صفاتٌ تدل على أنَّ الشيء مخلوقٌ، وتريدوننا أن نقتنع بهذه الحجة، فهذا يعني أحد أمرين: أن يكون الخالق مخلوقًا إذا توافرت فيه الصِّفات ذاتها، وعندها ستبدو حُجتكم منطقيَّةً وموضوعيَّة. أو أنَّ هذا الكون مخلوقٌ ونشأ مِن خالقٍ لا يمتاز بأيِّ صفةٍ مِن هذه الصِّفات، وعندها لن نسأل عن مَن خلق الخالق، ولكن عن كيف نشأ هذا النِّظام وهذه الدِّقة وهذا التعقيد مِن خالقٍ مُفتقدٍ لهذه الصِّفات؟ وإلى هذا الحد سيجد المُؤمنون أنفسهم أمام فرضيَّةٍ أشبه ما تكون بالفرضيِّة التي يطرحها المُلحدون ويرفضونها هم) الحقيقة أنَّ فرضيَّة الخالق نفسها تُعتبر ورطةً حقيقيَّةً للخلقيين Creationists لأنَّها تضعهم مُباشرةً أمام اختبار أركان فرضيتهم، فإنَّه إن لم يكن بالإمكان تطبيق القانون بكامله دائمًا فإنَّه لا يُمكن أن يُعتبر قانونًا، ولا يُمكن الاعتداد به، ويُصبح الأمر ببساطةٍ مُتناهيَّةٍ أنَّ هذا القانون وُضع خصيصًا لإثبات فرضيَّةٍ بعينها، وهو ما يجعل الإيمان بفكرة الخالق أمرًا ذاتيًا لا معنى ولا قيمة موضوعيَّة لها. فرجاءً عزيزي المُؤمن في المرَّة القادمة التي تستشهد فيها بدقة ونظام وتعقيد الكون لإثبات أنَّه مخلوقٌ، تذكَّر أنَّك بذلك تضع فكرة الخالق نفسها أمام ورطةٍ حقيقيَّةٍ، وتجعله عُرضةً لأن يكون مخلوقُا كذلك. لا تتسرَّع عزيزي المُؤمن، فقط تمدَّد على الشيزلونج Chase long، أغمض عينيك، صَفِّ ذهنك، خذ نفسًا عميقًا، وفكّر بحُجة أخرى.
======================= 1- مناظرة بين الدكتور هيثم طلعت ومصري مُلحد http://www.youtube.com/watch?v=DVp1lxT54ss
2- رسمة توضيحية للمدار الإهليجي وشكله http://sciencevspseudoscience.files.wordpress.com/2011/12/orbit.png
3- كليب أغنية "شوفوا دنيتن الجميلة" http://www.youtube.com/watch?v=ALwNGiX8GtE
#هشام_آدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصير الأنبياء
-
الحجاب والحرية الشخصية
-
دفاعًا عن نظرية التطور
-
خطايا السَّيد المسيح - 2
-
خطايا السَّيد المسيح
-
فضائح السَّند والمتن في علم الحديث
-
الالتفاتة الأخيرة لخلدون
-
رَمَدُ العُيون في مقالة المدعو خلدون
-
قراءةٌ في سِفر الوثنية
-
محاولة لقراءة التاريخ الإسلامي بعينين
-
زواج عتريس من فؤادة باطل
-
هكذا تكلَّم يهوه 1
-
يا فتيات العالم المختونات .. افتحوا
-
لماذا الله غير موجود 2
-
ما الغاية من حياتنا وما الهدف منها بلا دين؟
-
هولي بايبل يحرق مراكب العودة - 2
-
بين محمَّد ومُسيلمة الكذاب
-
هولي بايبل يحرق مراكب العودة
-
دردشة فقهية: حدّ الرِّدة في الإسلام
-
عن العلمانية مرَّة أخرى
المزيد.....
-
لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
-
“هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024
...
-
“شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال
...
-
قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
-
بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
-
السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
-
مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول
...
-
المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي
...
-
المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
-
بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|